أكد الرئيس اللبناني السابق أمين الجميل أن «تضحيات الشهداء والشهداء الأحياء اثمرت التحرير وستثمر عدالة»، مشيراً الى أن «ما نشهده اليوم حولنا ما هو الا صورة لما حققه الشهداء الذين فتحوا الطريق امام هذا الربيع العربي». كلام الجميل الذي قطعه مرات عدة بدافع التأثر، جاء في ختام قداس اقيم امس في كنيسة مار انطونيوس في جديدة المتن لمناسبة الذكرى السنوية الخامسة لاغتيال الوزير والنائب بيار الجميل ومرافقه سمير الشرتوني، في حضور نائب رئيس الحكومة سمير مقبل ممثلاً الرئيس ميشال سليمان والنائب علي بزي ممثلاً رئيس المجلس النيابي نبيه بري والوزير نقولا نحاس ممثلاً رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وحشد من قوى 14 آذار وشخصيات سياسية وحزبية وديبلوماسية والسفيرة الاميركية مورا كونيللي وفاعليات. وقال الجميل: «نعتبر هذه الذكرى حافزاً لكل واحد منا، لأن هذا الاستشهاد يحمل معاني كبيرة، ولأننا نتعلم منه اكثر حول كيفية الحفاظ على وطننا وعلى القيم والمبادئ الذي استشهد لأجلها بيار ورفيقنا سمير (الشرتوني). وما يعزينا ان بيار حقق انجازات كبيرة من خلال التضحيات، على الصعيدين الحزبي والوطني». وأضاف: «لا ننسى دوره الاساسي اثناء نفيي وغيابي القسري ليعود حزب الكتائب من جديد ويأخذ موقعه على الساحة الوطنية، وليس على رفاقه ومحبيه إلاّ أن يتعاونوا ويساعدوا ليستمر الحزب على هذا الطريق ويزيلوا من امامه اي عقبة، وما يعزينا ايضاً انجازاته على الصعيد الوطني، والمسيرة مستمرة مع كل رفاقنا في الحزب وفي ثورة الارز التي حققت انجازات ولا تزال مستمرة لتحقيق اماني الشعب اللبناني». وتابع الجميل: «لا ننسى ان هذه التضحيات التي قدمها كل شهدائنا أثمرت تحريراً وستثمر عدالة وأثمرت كرامة وعنفواناً، ونعترف عندما نرى هذه المشاهد من حولنا بأنها ليست الا صورة لما حققه الشهداء ورفاقهم في العام 2005 على الساحات والمنابر، وما نشهده ليس الا صورة طبق الاصل». وهنأ الشهداء ب «فتح الطريق أمام الربيع العربي، ونعاهدهم ان ربيع لبنان سيستمر ولا يمكن الا ان نحافظ عليه فنحن مؤتمنون على هذه المسسيرة ليبقى لبنان وطن الكرامة والشعب اللبناني شعب العنفوان». واختتم كلمته بالقول: «اليوم مناسبة ليست سياسية، بل مناسبة حميمة، وكل ما أتمناه ان تتفهم العائلة معنى هذا الاستشهاد ورسالته، وأن يستمر رفاقي على هذا الطريق، وأن نبقى نحن ورفاقنا في ثورة الارز يداً واحدة في وجه الظروف والعواصف، وألاّ نخيِّب آمال شهدائنا ليبقى لبنان وطن الحرية والإنسان». وكان مطران بيروت للموارنة بولس مطر ترأس الصلاة ممثلاً البطريرك الماروني بشارة الراعي، وتحدث عن اغتيال الرئيس السابق بشير الجميل واتفاق الطائف و «عدم تعميق الثقة بين المواطن والدولة والتخلف عن اجراء التصالح الحقيقي بين الفئات والتمنع عن طي الصفحة الماضية بصفحة يعاد معها بناء لبنان». وقال: «نحن اللبنانيين ومعنا اصدقاؤنا ومحبونا فوجئنا منذ سبع سنوات المفاجأة الصعبة بأننا على رغم تحقيق الحلم بعودة قرار لبنان الى اللبنانيين وحدهم وخلو البلاد من اي جندي غير لبناني على أرضه منذ اكثر من 30 عاماً، لم نستفد من هذه النعمة لنمحو آثار الحرب». وأكد ان «لبنان هو المنطلق الأساس للربيع العربي الراهن، وهو شرط النجاح لهذا الربيع، فاذا احتُرمت معه قيم لبنان، اي الحرية والمشاركة والمساواة، كان النجاح، اما اذا لم تُحترم، فيتحول الى صقيع». الحريري والسنيورة إلى ذلك، أكد الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري أن «المحكمة الدولية تواصل العمل على محاسبة القتلة وتحقيق العدالة وإنهاء زمن الجريمة السياسية المنظمة فيما شعوب المنطقة في طريقها لإنهاء زمن القتل والاستبداد». وقال في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي أمس في ذكرى اغتيال بيار الجميل: «عندما تمكن القتلة المجرمون من بيار أمين الجميل كانوا يدركون أنهم يوجهون طعنة قوية للحركة الاستقلالية في لبنان، ويراهنون على ضرب القواعد القيادية لهذه الحركة تمهيداً لسحقها»، مشيراً إلى أنه كان «ممن شعروا بقوة تلك الطعنة وجسامة الخسارة التي أوقعها المجرمون في صفوفنا نظراً إلى الدور الذي اضطلع به الشهيد بيار على مستوى قيادة 14 آذار وعلى مستوى المهمات الحزبية والوطنية التي أنيطت به». وأكد أن بيار «لم يكن بالنسبة إليّ مجرد أخ ورفيق درب وشريك دائم في متابعة المسار اليومي لحركة 14 آذار بل تحول إلى نقطة تقاطع مع مجموعة من الآمال والأحلام التي تشاركنا فيها لصوغ المستقبل الجديد للبنان. وهي الأحلام ذاتها التي س. وأكد أن أحلام بيار «تتجدد فينا كل يوم، وبمثل ما راهن اللبنانيون على عقله وحيويته وإرادته الصلبة فإنهم يراهنون الآن على جيل الشباب الذي نشأ مع بيار وأصبح القاعدة المتينة لمواجهة مشاريع الهيمنة المسلحة على القرار الوطني اللبناني وإنقاذ لبنان من سياسات الانحراف عن هويته الديموقراطية»، معلناً أن «العدالة آتية من كل حدب وصوب ومن كل فج عميق». كما اعتبر رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة أن «الإمكانات المتاحة والفرص التي قد يلجأ إليها المجرمون أصبحت ضيقة جداً». ورأى في حديث إلى «صوت لبنان» أن «بيار سقط دفاعاً ليس عن وهم بل للدفاع عن لبنان».