قال الرئيس السابق للجمهورية اللبنانية امين الجميل ان "لبنان الذي نفتخر به لم يبدأ من تسوية الطائف، وليس صحيحاً ان كل شيء قبل الطائف كان باطلاً وتزويراً للتاريخ"، معتبراً ان "لبنان لا يُنقذ الا بتضامن ابنائه ووحدتهم". كلام الجميل جاء في قداس أقيم في بكفيا في الذكرى الخامسة عشرة لرحيل مؤسس حزب الكتائب بيار الجميل حضره ممثلو رؤساء الجمهورية الوزير ميشال موسى، والمجلس النيابي النائب شاكر شاكر ابو سليمان، والحكومة وزير السياحة أرتور نزاريان، اضافة الى عدد من النواب ورئيس حزب الكتائب منير الحاج ورئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون. وقال الجميل، المقيم في باريس، في كلمة أذيعت في الاحتفال "اقبلوا مني التحية من بعيد، من غربتي التي فُرضت عليّ لا لسبب الا لأنني تمسّكت بتعاليم بيار الجميل وبمعنى اغتيال أخي بشير الرئيس المنتخب للجمهورية". وأضاف "اسمحوا لي ان أقول لكم بصراحة ان لبنان الذي كنا، ولما نزل، نفتخر به لم يبدأ كما يعتقد البعض من تسوية "الطائف"، لقد غاب عن كثيرين انه لولا جهود بيار الجميل ورفاقه وتضحياتهم لما كان لبنان وصل الى اتفاق "الطائف" أياً يكن رأينا وملاحظاتنا على تطبيقه أو تنفيذه". واعتبر الجميل ان "الحل الحقيقي يبدأ عندما نعترف بهذه الحقيقة وتتحقق المصالحة بين لبنان ما قبل الحرب ولبنان ما بعدها، وطالما ان المصالحة الحقيقية والوفاق الوطني لم يتحققا فهذا يعني اننا لا نزال بعيدين عن الحقيقة وعلى هامش التاريخ وبالتالي يبقى حق لبنان معلقاً". وقال ان "في هذه الظروف الحالكة من تاريخ الوطن يفترض بالدولة، بل من واجبها وواجب كل اللبنانيين، ان يجهدوا ويعملوا لتحقيق هذه النقلة النوعية لان لبنان والمنطقة على عتبة استحقاقات محلية واقليمية داهمة ومصيرية ولا ينقذ لبنان الا تضامن ابنائه ووحدتهم". وأمل الجميل ان "تكون المناسبة حافزاً لنا جميعاً لنعيد جمع شملنا في خدمة لبنان الانسان والحرية والكرامة والعدالة ولبنان السلام". وألقى رئيس أساقفة قبرص المارونية المطران بطرس الجميل، ممثلاً البطريرك نصرالله صفير، كلمة نوّه فيها بتاريخ بيار الجميل، معتبراً انه "عملاق من صانعي تاريخ لبنان الحديث لمدة قرن تقريباً". وتحدث النائب الاول لرئيس الكتائب رشاد سلامة عن الجميل ونضالاته على مدى نصف قرن.