أعادت الانتخابات النصفية الأميركية، الحزب الديموقراطي الى رئاسة مجلسي النواب والشيوخ. ومُني حزب الرئيس جورج بوش بهزيمة، وسدد مرشحو الحزب ثمن الغضب الشعبي على الحرب الفاشلة في العراق. ومن اليوم الى ختام ولايته، بعد سنتين، يواجه الرئيس بوش كونغرس ديموقراطياً، لا مناص من احتساب مواقفه وآرائه. والانقلاب الأميركي لا يضعف الدعم التقليدي الأميركي الذي تتمتع به إسرائيل. فحلفاؤها في المجلسين. ولكن أثر الانقلاب في السياسة الأميركية الشرق أوسطية قد يكون قوياً. ويؤدي، بدوره، الى أثر في وضع إسرائيل الاستراتيجي. وفي هذا الضوء ينبغي تقويم زيارة رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، الى واشنطن، ولقائه رئيسي مجلس النواب ومجلس الشيوخ. والمسألة الأولى على جدول الأعمال الأميركي هي التورط في العراق. وينتظر بوش مقترحات لجنة بايكر - هاميلتون. ولكن على رغم المصاعب والعثرات، فالمحافظة على الاستقرار الإقليمي يلزم الإدارة الأميركية دراسة خطواتها، والامتناع من جلاء سريع عن العراق. فخطوة متسرعة قد تؤدي الى تفكيك الدولة العراقية، ونشر الفوضى، وتفشي الحرب. ويفضي هذا الى تصدير الإرهاب الى أنحاء الشرق الأوسط، ويتهدد اسرائيل والأنظمة العربية المعتدلة. ويقود العراق الى إيران. ووسم التردد سياسة بوش الإيرانية. فالرئيس الأميركي حرص على الجمع بين الاحتمالات كلها في آن واحد. والمشكلة ان ايران، على خلاف سياسة بوش، ماضية على سياسة واحدة لا تحيد عنها، وتواصل سباقها مع الوقت على تطوير سلاح نووي، ويقتضي جبه هذه السياسة انتهاج استراتيجية عرقلة تحول دون انجاز القنبلة النووية الإيرانية. ويفترض ألا تؤثر الخلافات السياسية بين الإدارة الرئاسية والكونغرس في التصدي لخطر يتهدد اسرائيل في كيانها، ويتهدد المنطقة بأسرها في استقلالها وقدرتها على الحكم"الإسلامي"المتطرف بطهران. والى اليوم، امتنعت ادارة بوش من الانخراط النشط في بلورة حل للنزاع العربي - الاسرائيلي، واقتصرت على المشاركة البعيدة في ادارة النزاع. ويؤيد الديموقراطيون الاضطلاع بدور أقوى من المشاركة البعيدة والمتحفظة. ويتوقع أن توصي لجنة بايكر بالعودة الى المسار السوري. وتعهد بوش قيام دولة فلسطينية قبل نهاية ولايته. وبقي عامان من الولاية وعلى العهد. وفي وسعه من غير شك التعويل على تأييد الكونغرس، وعلى مساندة الدول العربية المعتدلة المتوجسة من إيران. وإذا حزم بوش أمره، وأظهر مزيداً من المبادرة، ودعا الجهتين الغارقتين في جولة دامية جديدة بغزة الى التزام شروط المفاوضة، فقد يتاح للولايات المتحدة تولي القيادة في الظرف المتأزم، على غرار توليها وقف النار في لبنان. والحق أن أوان بذل جهد في سبيل حل النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، قد حل ونضج. ويقود هذا الى خطوة أخرى هي القيام بوساطة بين إسرائيل وسورية. عن افتتاحية ""هاآرتس" الإسرائيلية ، 10 / 11 / 2006