في وقت أكد السودان انه حقق انتصارين على أميركا في يوم واحد في نيويوركوجنيف، أعلنت الحكومة السنغالية أمس ان رؤساء السنغال عبدالله واد ونيجيريا اولوسيغون اوباسانجو والغابون عمر بونغو سيتوجهون الى الخرطوم للبحث مع نظيرهم عمر البشير في"الأزمة الخطيرة في دارفور". وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية السنغالية تلقته وكالة"فرانس برس"في دكار، ان الرؤساء الثلاثة اطراف في"لجنة حكماء القارة"الافريقية التي شكلت بمبادرة من الرئيس السنغالي. وتضم"اللجنة"واد"منسق المبادرة"واوباسانجو بوصفه"منسق الحوار السوداني في شأن دارفور عن الاتحاد الافريقي"وبونغو بوصفه"عميد الرؤساء الافارقة". وأضاف البيان ان"الوفد الذي تنتظره السلطات السودانية يعتزم المساهمة في الجهود التي يبذلها الاتحاد الافريقي لوقف المعارك في شكل تام وارساء سلام شامل ونهائي في دارفور في أسرع وقت ممكن". وتأتي زيارة الزعماء الافارقة في وقت اعتبرت الحكومة السودانية قرار مجلس الأمن 1714 الذي رحب ببقاء القوات الافريقية في دارفور حتى نهاية العام الجاري والتمديد لبعثة حفظ السلام، انتصاراً لها. وقالت الخرطوم انها انتصرت مرتين على واشنطن خلال يوم واحد ازاء أزمة دارفور. وكان مجلس الأمن تبنى بالإجماع الجمعة قراراً جديداً حول الأوضاع في السودان، واسقط في الوقت نفسه اقتراحا قدمته الولاياتالمتحدة لاستصدار بيان رئاسي شديد اللهجة لادانة الخرطوم في شأن الرسالة التحذيرية التي كانت وجهتها إلى أعضاء الأممالمتحدة وحذّرت فيها من انها ستعتبر الدول التي تشارك في إرسال قوات حفظ سلام أممية إلى دارفور مشاركة في غزو للبلاد. ورحب القرار الدولي الجديد الذي قدمته الولاياتالمتحدة، بتمديد نشر قوات من الاتحاد الأفريقي في دارفور حتى 31 كانون الأول ديسمبر المقبل. وأعرب القرار الرقم 1714 عن"القلق الكبير"إزاء ما وصفه باستمرار تدهور الوضع الإنساني في الإقليم. وكرر تأكيد ضرورة أن تُنهي أطراف النزاع كافة أعمال العنف والفظائع في المنطقة. وقال مراسلون في نيويورك إن صياغة النص الجديد"هادئة ولا ضغوط فيها"، على عكس التصريحات التي صدرت في الأيام القليلة الماضية. وأشار المراسلون إلى أن القرار الجديد لا يتحدث في شكل صريح عن إرسال قوات إلى دارفور، وإنما يقضي بتمديد بعثة الأممالمتحدة في السودان حتى 30 نيسان أبريل من العام المقبل مع اعتزام تجديد التفويض لفترات إضافية. ويطالب القرار الأمين العام للأمم المتحدة بتقديم تقرير إلى مجلس الأمن كل ثلاثة أشهر، حول تنفيذ التفويض، ويدعو كل الأطراف إلى أن تحترم التزاماتها. الى ذلك، أسقط أعضاء مجلس الأمن اقتراحاً قدمته الولاياتالمتحدة لاستصدار بيان رئاسي شديد اللهجة لادانة السودان في شأن الرسالة التحذيرية التي وجهها الى الدول التي تشارك بقوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في دارفور. واعتبر مندوب السودان في الأممالمتحدة عبدالمحمود عبدالحليم الخطوة مهمة جداً، وقال ان أعضاء المجلس تمسكوا بضرورة الحوار والتعاون في هذا الصدد، مشيرين الى الرسالة الايجابية التي بعث بها الرئيس عمر البشير إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في شأن قبول السودان للخطة الجديدة. وأضاف ان انان رحب بموافقة الخرطوم على مبادرة المنظمة الدولية، معرباً عن أمله في أن يتم تنفيذها في شكل سريع بالتنسيق مع الاتحاد الأفريقي وبتعاون كامل من قبل الحكومة السودانية. واعتبر اسقاط الاقتراح الأميركي رسالة لكل من يحاول فرض القوة والمواجهة على التعاون والحوار. من جانبه، اعتبر وزير الدولة في الخارجية علي كرتي اسقاط قرار إدانة السودان نصراً لبلاده، موضحاً ان أميركا ظلت في حال مواجهة مع السودان"وهو موقف تجاوزته الأممالمتحدة بالتعاون المباشر مع الاتحاد الافريقي". وأضاف ان واشنطن سعت الى استثمار ثغرة في رسالة السودان التحذيرية ليضيع زخم رسالة البشير إلى أنان. وتابع قائلاً:"لكن مجلس الأمن رفض الاستجابة، وطلب الاجتماع الى مندوب السودان الذي اوضح ان المقصود بذلك رسالة التحذير السودانية الدول التي ترسل قوات من دون موافقة السودان". وكشف كرتي عن اسقاط اعضاء مجلس حقوق الإنسان في جنيف أمس اقتراحاً أميركياً بادانة السودان بانتهاك حقوق الانسان في دارفور للمرة السادسة على التوالي. وقال انه بذلك"انتهت المحاولة الأميركية الى الأبد"، مشيراً الى أن المندوب الأميركي"وقف متجمداً عند فشل اقتراحه داخل المجلس". وفي القاهرة الحياة أكدت مصر رفضها"أي محاولات للتدخل في شؤون السودان"، مشددة على ضرورة"الالتزام باتفاق أبوجا للسلام في دارفور وتفعيله، مع دعم دور قوات الاتحاد الأفريقي في الإقليم ومساندتها". وقالت"وكالة أنباء الشرق الأوسط"الرسمية المصرية إن هذه المواقف جاءت خلال اجتماع عقده في القاهرة أمس رئيس مجلس الشورى الأمين العام للحزب الوطني الديموقراطي الحاكم صفوت الشريف ووفد سوداني رفيع ترأسه الدكتور مجذوب الخليفة مستشار الرئيس عمر البشير. وأشارت الوكالة إلى أن اللقاء تناول"آخر المستجدات في إقليم دارفور والرؤية السودانية على المستوى الدولي وملامح المبادرة التي طرحتها الخرطوم، باعتبارها تمثل الطريق الثالث لحل الأزمة الجارية وعودة الاستقرار إلى المنطقة". وأضافت أن الجانبين اتفقا على"رفض أي محاولات للتدخل في شؤون السودان والالتزام باتفاق أبوجا وتفعيله"، إضافة إلى"دعم دور الاتحاد الأفريقي في الاقليم ومساندته".