في وقت قدمت الأممالمتحدة ومفوضية الاتحاد الأفريقي إلى الرئيس السوداني عمر البشير"حزمة اقتراحات"لتعزيز القوة الأفريقية في دارفور، أكدت الناطقة باسم المنظمة الدولية في الخرطوم أن الاقتراحات التي طرحها المبعوث الدولي إلى السودان يان برونك لا تعني أن الأممالمتحدة تخلت عن خططها لإرسال قوات دولية إلى الإقليم. وأكد الرئيس الاريتري أسياس أفورقي أن مفاوضات شرق السودان التي تستضيفها بلاده ستنتهي إلى اتفاق سلام كامل"خلال أيام". وقالت الناطقة باسم بعثة الأممالمتحدة في السودان راضية عاشوري ل"الحياة"إن المنظمة الدولية تبذل"جهوداً مكثفة للتوصل إلى حل مع الحكومة السودانية من أجل تسوية الأوضاع في دارفور". وكشفت أن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ألفا عمر كوناري قدما"حزمة اقتراحات"كان برونك طرحها في"رسالة مشتركة"إلى البشير"لتعزيز القوات الافريقية ودعمها لوجستياً". ورفضت عاشوري اعتبار الاقتراحات تراجعاً عن تطبيق القرار 1706 الداعي إلى نشر قوات دولية، مؤكدة أن"الأممالمتحدة لا تزال عند موقفها. والقرار 1706 اصدره مجلس الأمن، وهو الجهة الوحيدة التي يحق لها تغييره". غير أنها اعتبرت أن دعم القوات الافريقية"احتواء للأزمة، عبر استمرار مهمة القوات الافريقية حتى نهاية العام". ورحبت بإعلان الخرطوم انفتاحها على الحوار مع الأممالمتحدة. وقالت"نرحب بأي جهد. وسنواصل حوارنا مع الحكومة السودانية، ونعتبر هذه الخطوة اهتماماً من البشير بالتوصل الى حل". وأشارت إلى أن المنظمة"لا تسعى إلى مواجهة مع السودان. نحن نريد نشر القوات الدولية بموافقة الخرطوم". ودعت الأفرقاء في دارفور إلى"ضبط النفس، ووقف التصعيد العسكري، ودعم الحوار بين مختلف الأطراف، واستكمال اتفاق أبوجا للسلام، وضم الفصائل الرافضة للاتفاق". واعتبرت أن"اي حديث عن تصعيد او مواجهة مسلحة غير مقبول". إلى ذلك، أعلن الرئيس الإريتري أن ممثلي الحكومة السودانية ومتمردي"جبهة الشرق"سيوقعون اتفاقاً نهائياً للسلام"خلال الأيام المقبلة". وقال أفورقي لدى استقباله أمس وفداً برلمانياً سودانياً في أسمرا، إن"مفاوضات الشرق جرت من دون تدخلات خارجية". وأكد دعم بلاده للسودان"لتجاوز مشاكله وحل قضية الشرق". إلى ذلك، نقلت وكالة"رويترز"عن مصادر أممية أن تجدد القتال بين متمردي دارفور دفع نحو 100 ألف من سكان الإقليم إلى طلب اللجوء في معسكر قريب من مركز قوة الاتحاد الأفريقي. وقالت راضية عاشوري إن منظمتين إغاثيتين بقيتا في منطقة المهاجرية جنوب دارفور، غير قادرتين على الوفاء بالحاجات المتزايدة للنازحين الجدد الهاربين من القتال في منطقة جريدة القريبة.وقال مصدر في الاتحاد الأفريقي إن"الوضع الإنساني ينذر بالخطر ويتطلب تدخلاً عاجلاً"، مشيراً إلى أن مقاتلي"جيش تحرير السودان"- الجناح الرافض لاتفاق أبوجا للسلام، يسيرون دوريات في المنطقة. وأشار إلى أن امرأتين من قبيلة المساليت الأفريقية اغتصبتا في جريدة خلال الأيام الأخيرة.