فشل رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروزو في اقناع الرئيس السوداني عمر البشير بقبول قوات دولية في دارفور، في وقت رحبت الخرطوم باقتراح ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في السودان يان برونك، تمديد مهمة الاتحاد الافريقي ودعم قواته في الإقليم، معتبرة أن المسؤول الدولي الذي انتقدته مراراً"بدأ يسير في الطريق الصحيح". واتهم كبير مساعدي البشير رئيس السلطة الانتقالية في دارفور مني أركو مناوي الحكومة بمهاجمة قواته. لكن ناطقاً باسم الجيش نفى هذه الاتهامات. وأجرى المسؤول الأوروبي محادثات مع البشير ومناوي مساء السبت، قبل أن يغادر الخرطوم إلى دارفور على رأس بعثة من المفوضية. وأعرب باروزو عقب اللقاء عن"قلق شديد"بسبب تدهور الأوضاع في الإقليم. وقال للصحافيين:"نحتاج إلى العمل معاً حتى نستطيع تحقيق سلام حقيقي في دارفور. وكان من المهم جداً فهم وجهة النظر التي طرحها الرئيس السوداني. ولقد نقلت إليه بصراحة شديدة وبوضوح تام قلقنا بشأن الوضع"في دارفور. وعلى رغم فشله في إقناع الخرطوم بقبول قوات دولية في دارفور، فإن باروزو اعتبر اللقاء"مثمراً"، مشيراً إلى أنه وجد"تفهماً"من البشير في ما يخص"ضرورة تحسين الأوضاع في دارفور". غير أن الرئيس السوداني جدد"الرفض التام"لقرار مجلس الأمن الرقم 1706 الداعي إلى نشر قوات دولية في الإقليم، مؤكدا"ضرورة دعم القوات الافريقية حتى تضطلع بمهمتها في حفظ الامن والاستقرار في دارفور". والتقى باروزو ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في الخرطوم، ثم توجه إلى دارفور وأجرى محادثات مع والي شمال دارفور محمد عثمان يوسف كبر في مدينة الفاشر، كما بحث ومسؤولين دوليين في تطورات الأوضاع في دارفور وسبل حماية المدنيين هناك، ليتوجه بعدها إلى أديس أبابا لإجراء مشاورات مع رئاسة الاتحاد الافريقي. في غضون ذلك، رحب مسؤولون حكوميون باقتراح برونك"طريقاً ثالثاً"لتفادي المواجهة بين السودان والمجتمع الدولي، يتمثل في تمديد مهمة قوات الاتحاد الافريقي في دارفور وتعزيزها بعناصر تابعة للأمم المتحدة. وأبلغ وزير الخارجية السوداني الدكتور لام أكول المسؤول الأممي أن"الحكومة تدرس رسالة الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان عن المساعدات التي يمكن أن تقدمها المنظمة الدولية إلى بعثة الاتحاد الافريقي"، مشيراً إلى أن"الأمر برمته أمام رئاسة الجمهورية"، في وقت وصف مسؤول بارز في الخارجية مقترح برونك بأنه"مقبول، ويمكن أن يكون حلاً أفضل"، بدلاً من المواجهة مع المجتمع الدولي. وفي السياق ذاته، اعتبر نائب رئيس"حزب المؤتمر الوطني"الحاكم الدكتور إبراهيم أحمد عمر دعوة برونك"موقفاً ينم عن المعقولية وتفهم الأوضاع". وأشار إلى أن المسؤول الدولي"بدأ يسير في الطريق الصحيح". غير أن الناطق باسم بعثة الأممالمتحدة في السودان بهاء القوصي أكد أن البعثة لم تتلق رداً رسمياً من الحكومة على الاقتراحات التي قال إنها تهدف إلى"تفادي الصدام بين الخرطوم والمجتمع الدولي". وأضاف أن الاقتراحات"هي خريطة طريق للخروج من عنق الزجاجة، وقبولها يعد خطوة إيجابية نحو السلام الذي يعيش اتفاقه الموقع في ابوجا في غيبوبة منذ خمسة اشهر، ويحتاج إلى انقاذ". ورأى أن هذا"الإنقاذ"يتم"من خلال تطوير اتفاق أبوجا لمصلحة أهل دارفور، وإقناع رافضيه بالتوقيع عليه". وأكد أن الأوضاع في الإقليم"تدهورت عسكرياً"، لافتاً إلى أن"الاممالمتحدة تحقق في معلومات أولى عن مواجهات بين طرفي الاتفاق". وأضاف:"هذا أمر مؤسف ويؤكد ضرورة معالجة الاوضاع. الوضع بين طرفي الاتفاق يؤكد فقدان الثقة". وكان ناطق باسم الفصيل الذي يقوده مني أركو مناوي في"حركة تحرير السودان"قال إن"مجموعة من المسلحين التابعين للجيش الحكومي"هاجمت الخميس الماضي مقر قيادة المتمردين السابقين في القريضة، خلال زيارة نائب رئيس الحركة محمود جمعة والقائد العام لقواتها جمعة محمد حقار. وأضاف أن"قوات الحركة صدت الهجوم وأسرت 14 من المهاجمين"، مؤكدا أنه"إذا استمر خرق الحكومة لاتفاق السلام، فإن الحركة ستعود إلى الحرب". لكن ناطقاً باسم الجيش السوداني نفى على الفور وقوع هذا الهجوم. وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن قواته"لا يمكن أن تهاجم حركة تحرير السودان"، معتبراً أن"هذه المعلومات غريبة... لا يمكننا أن نهاجم الحركة. نحن نحترم اتفاق السلام الموقع بيننا".