قالت مصادر روسية ل"الحياة"في دمشق ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت سيزور موسكو في 18 الجاري للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ويتوقع ان يسعى اولمرت الى"حشد موقف روسي"ضد سورية في ضوء نتائج الحرب الاخيرة بين"حزب الله"واسرائيل والانتقادات الواسعة التي توجه له اولمرت بعدم العمل على استئناف مفاوضات السلام مع سورية. وكان نائب المدير العام لوزارة الخارجية الاسرائيلية مارك سولر زار موسكو في النصف الثاني من آب اغسطس الماضي والتقى نائب وزير الخارجية الروسي الكنسدر دينيسوف ل"التحريض"على سورية باتهامها بتوصيل اسلحة روسية الى"حزب الله". وعلمت"الحياة"ان الوفد الاسرائيلي عرض على دينيسوف صورا فوتوغرافية لاسلحة روسية، غير ان الجانب الروسي لم يعتبر هذه الصورة"ادلة ملموسة". ويتوقع ان يثير اولمرت هذا الموضوع مرة ثانية خلال زيارته الى موسكو. وقالت مصادر ديبلوماسية ان الخارجية الاسرائيلة شنت حملة ديبلوماسية مكثفة ضد دمشق باتهامها بايصال اسلحة الى"حزب الله"بهدف الدفع باتجاه نشر قوات دولية على الحدود السورية - اللبنانية. وكان الرئيس السوري بشار الاسد نفى في مقابلة مع صحيفة"ال بايس"الاسبانية قبل يومين تقديم اي دعم عسكري ل"حزب الله". وقال:"اهم أشكال الدعم أننا ندعمهم سياسياً لأننا مقتنعون بأنهم يدافعون عن قضية عادلة لأننا نعاني من الوضع نفسه، أي أن أرضنا محتلة مثل أرضهم". لكن الاسد قال ان جميع الاجراءات الدولية لمنع وصول السلاح للحزب"مضيعة للوقت لانها هروب من الحل الكبير"، قبل ان يقول:"لا خيار للدول المهتمة الا ان يثقوا بسورية لانه اذا كانت هناك رغبة حقيقة بالتهريب لا قرارات مجلس الامن ولا كل تقنيات ولا جيوش العالم تستطيع أن تمنع هذه العملية". وزاد:"لا بد من العودة للسلام". وكان السفير الروسي روبرت ماركريان قال قبل انتهاء مهماته في دمشق قبل يومين إن"سورية مهمة جدا لروسيا في اطار السياسة الدولية لما تمثله سورية من اهمية جيواستراتيجية". واذ رفض في محاضرة اكاديمية الخوض في التعاون العسكري بين موسكوودمشق، قال:"ان قرار القيادة السياسية في موسكو أن تمنح سورية كل ما تحتاجه من الأسلحة المتطورة كماً ونوعاً". وهناك اعتقاد سوري ان اولمرت يسعى الى طرح موضوع سورية في موسكو انطلاقا من"الحرج الذي يعانيه على خلفية الانقسام في شأن استئناف المفاوضات مع سورية". اذ بعد ظهور اصوات في داخل حكومته تطالب بالعودة الى مسار التفاوض، حسم اولمرت الاسبوع الماضي ذلك بالقول ان"الجولان جزء لا يتجزأ من اسرائيل"حسماً للنقاش. كما ان رئيس الاركان الاسرائيلي دان حالوتس خالف تقديرات الاستخبارات الاسرائيلية وقال ان سورية لن تبادر الى الحرب بعد قول شعبة الاستخبارات ان"الحرب باتت خيارا واقعياً"بالنسبة الى دمشق.