قالت مصادر روسية رفيعة ان موسكو ابلغت القيادة الاسرائيلية بأن ضباطا في الجيش السوري سلموا"حزب الله"اسلحة روسية المنشأ اثناء الانسحاب السوري من لبنان العام الماضي، وعرض الكرملين خلال محادثات رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت مع الرئيس فلاديمير بوتين"وثائق تثبت توافر كميات كبيرة من الاسلحة الاسرائيلية والاميركية"عند"حزب الله". ونقلت صحيفة"كوميرسانت"أمس عن"مصدر رفيع جدا"في الوفد الروسي الذي شارك في المحادثات الاسرائيلية - الروسية تفاصيل مثيرة حول ملف الاسلحة الروسية المصدرة الى سورية، والتي تقول تل ابيب انها وجدت طريقها الى مقاتلي"حزب الله"واظهرت فاعلية كبرى خلال الحرب الاخيرة في لبنان. وذكر المصدر ان الجانب الروسي ابلغ الاسرائيليين بأن عملية التدقيق الواسعة التي اجرتها موسكو بعد الاحتجاجات الاسرائيلية دلت الى الطريقة التي انتقل بها قسم من الاسلحة الروسية المصدرة الى سورية الى ايدي مقاتلي"حزب الله". وبحسب المعطيات المتوافرة لدى موسكو فإن"ضباطاً سوريين قاموا بتسليم كميات من الاسلحة الى الحزب"خلال مرحلة انسحاب القوات السورية من لبنان عام 2005. ولفت مصدر تحدثت اليه"الحياة"، الى ان موسكو تستبعد ان تكون الحكومة السورية سلمت مباشرة أسلحة الى الحزب، وتعتقد بأن بعض الضباط المتورطين في قضايا فساد استغلوا حال الفوضى التي رافقت عمليات الانسحاب وقاموا بتسليم انظمة صاروخية متطورة وعتاد مختلف الى"حزب الله"، علما بأن اسرائيل كانت عرضت شظايا انظمة صاروخية من طراز"كورنيت"الروسي الصنع سقطت فوق المستعمرات اليهودية خلال حربها الاخيرة على لبنان. وبحسب عسكريين روس فإن الانظمة الصاروخية الروسية المضادة للدبابات اثبتت قدرة عالية جدا خلال هذه الحرب، وبالاضافة الى صواريخ"كورنيت"يدور الحديث حول انتقال انظمة فعالة من طراز"كونكرس اس"و"فاغوت"و"ميتيس ام"وهي كلها مضادة للمدرعات. وتفيد المعلومات التي نسبتها الصحيفة الروسية الى المسؤول الرفيع بأن موسكو عرضت كذلك خلال المحادثات مع اولمرت وثائق تثبت استخدام"حزب الله"اسلحة اسرائيلية واميركية على نطاق واسع جدا. واكد المسؤولون الروس ان المعطيات المتوافرة لدى موسكو تؤكد ان اعتماد"حزب الله"الاساسي ليس على الاسلحة الروسية المنشأ، فهذه الاسلحة"تشغل المكان الثاني او الثالث من حيث اتساع انتشارها بأيدي مقاتلي الحزب والاعتماد عليها خلال المواجهات". وأنهى اولمرت امس زيارته الى موسكو بلقاء جمعه مع عائلات الجنود الاسرائيليين من اصول روسية، كما قام بزيارة الى معبد يهودي في موسكو وقوبل بمفاجأة غير سارة، اذ نظم عشرات من الشبان اليهود المتطرفين تظاهرة طالبت باستقالته وحملوا لافتات كتبوا عليها"اولمرت خان سيدروت"و"اين الجنود المخطوفين؟". وكان اجرى قبل ذلك محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تركزت حول ملف التسوية في الشرق الاوسط، وناقش الطرفان الموقف من"حماس"في ضوء الاتصالات الروسية مع الحركة. واكد لافروف اهمية المبادرة الروسية لإقامة حوار مع قادة"حماس"، لكنه لفت الى ان بلاده"لا تؤيد مواقف الحركة ولا تشاطرها مواقفها".