بدا التفاؤل سيد الموقف في الاراضي الفلسطينية امس بعدما اعلنت لجان المقاومة الشعبية ان"نقلة نوعية"طرأت على الصفقة المنتظرة لحل قضية الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليت المأسور في قطاع غزة منذ نحو أربعة اشهر. وقال الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية"أبو مجاهد"للصحافيين في غزة ان هناك"نقلة نوعية في قضية الجندي الاسير لدى الاجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية". وأضاف"أبو مجاهد"ان"هناك تعديلات على المبادرة المصرية سمحت بتقريب وجهات النظر وتوافقت مع طموحات الشعب الفلسطيني"، رافضا الافصاح عن طبيعة هذه التعديلات او الملامح الرئيسة للصفقة الجديدة مع الدولة العبرية لاطلاق شاليت في مقابل بضع مئات من الاسرى الفلسطينيين من سجونها. وشدد على ان"نجاح الصفقة وحل القضية منوط بالتزام سلطات الاحتلال بنود المبادرة المصرية الجديدة"، التي عرضها مدير الاستخبارات العامة المصرية الوزير عمر سليمان على رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"خالد مشعل. وجاء التفاؤل في اعقاب عرض المطالب الفلسطينية على وزير البنى التحتية الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر اثناء زيارة قام بها اخيراً الى العاصمة المصرية القاهرة. وقال بن اليعازر في تصريحات صحافية ان"المسألة بالغة الحساسية، لكنها قابلة للتحقيق، وان اسرائيل مستعدة لاتخاذ كل الاجراءات اللازمة من أجل اطلاق سراح الجنود المخطوفين الثلاثة"في اشارة الى شاليت وجنديين آخرين مأسورين لدى"حزب الله"اللبناني. واضاف بن اليعازر في مقابلة مع اذاعة اسرائيلية انه عاد متفائلاً من القاهرة، واشار الى ان"اسرائيل ستأخذ في الاعتبار عملية التبادل التي اقترحها المصريون، لكنني لا يمكن أن أقول أكثر من ذلك"، رافضا الافصاح عن مزيد من التفاصيل. وستعرض القاهرة على مشعل نتائج المحادثات مع بن اليعازر اثناء زيارة من المحتمل ان يقوم بها خلال الايام القليلة المقبلة لاتمام الصفقة. وعلمت"الحياة"من مصادر فلسطينية مطلعة ان وفدا من قطاع غزة سينضم الى مشعل في زيارته الى القاهرة. وقالت المصادر ان ممثلين عن لجان المقاومة الشعبية و"جيش الاسلام"وحركة"حماس"سينضمون الى مشعل لوضع اللمسات الاخيرة على الصفقة التي من المرجح ان يتم بموجبها اطلاق اكثر من الف اسير فلسطيني في مقابل اطلاق شاليت. ورفض الناطق الرسمي باسم حركة"حماس"فوزي برهوم الحديث عن موعد زيارة مشعل الى القاهرة التي نفت وجود ترتيبات لمثل تلك الزيارة، لكن برهوم وصف صفقة التبادل بانها"ناضجة تقريباً". وعلمت"الحياة"ان الصفقة الجديدة تشمل اطلاق كل الاسرى الاطفال البالغ عددهم نحو 350 أسيراً تقل اعمارهم عن 18 عاما، والاسيرات البالغ عددهن نحو 120 أسيرة، واعداد من الاسرى المرضى والقادة وعشرات من الاسرى الذين امضوا سنوات طويلة في الاسر، والعرب. لكن اسرائيل ترفض اطلاق كل من امضى اكثر من 20 عاما في السجون الاسرائيلية البالغ عددهم نحو 64 أسيرا، وترفض كذلك اطلاق كل الاسرى العرب، خصوصا عميد الاسرى اللبنانيين سمير قنطار. وقلل الناطق باسم"كتائب القسام"الذراع العسكرية لحركة"حماس"أبو عبيدة من اهمية الانباء التي تحدثت عن قرب اتمام الصفقة. ووصف هذه الانباء بانها"تضخيم اعلامي لبوادر انهاء ملف الجندي الاسرائيلي الاسير". واكد ابو عبيدة:"هناك تصميم على عدم اطلاق الجندي الاسير، الا في مقابل ضمان حرية اسرانا الابطال"علما ان مصر وقطر ستضمنان التزام اسرائيل بوعدها تنفيذ الصفقة حسب الاتفاق. وقال ان قضية الجندي الاسرائيلي"لا تزال تراوح مكانها بسبب تعنت الجانب الاسرائيلي في الاستجابة لمطالب المقاومة". وكان مقاومون من حركة"حماس"ولجان المقاومة الشعبية وجيش الاسلام اسروا شاليت في اعقاب العملية الفدائية"الوهم المتبدد"في 25 حزيران يونيو الماضي التي قتل فيها جنديان اخران. وقتلت اسرائيل منذ ذلك الحين نحو 300 فلسطيني واعتقلت نحو 1500 آخرين وفرضت حصارا محكما على القطاع اغلقت بموجبه جميع المعابر الحدودية.