من المقرر أن تطلق سلطات الاحتلال الإسرائيلي غداً الجمعة 20 أسيرة فلسطينية، 19 منهن من الضفة الغربية، وواحدة فقط من قطاع غزة تعود مع رضيعها ابن التسعة أشهر، في مقابل دليل على أن الجندي الإسرائيلي الأسير غلعاد شاليت حي يرزق.وصادقت الحكومة الإسرائيلية على الصفقة الجزئية التي قد تكون مقدمة لصفقة شاملة قد يتوصل إليها الوسيط الألماني أرنست أورلاو في مفاوضات غير مباشرة بين إسرئيل وحركة «حماس» برعاية مصرية. والأسيرات كان يُفترض إطلاقهن خلال العامين المقبلين، ولم تتورط أي منهم في قتل إسرائيليين. ويأتي اطلاق الأسيرات العشرين، من أصل 48 أسيرة في السجون الإسرائيلية، ثمناً تقدمه الحكومة الإسرائيلية في مقابل تقديم حركة «حماس» و «لجان المقاومة الشعبية» اللتان تحتجزان شاليت شريطاً مصوراً مدته دقيقة واحدة يُثبت أنه لا يزال على قيد الحياة. وأكدت مصادر فلسطينية ومصرية وإسرائيلية هذه الصفقة. وقالت مصادر مصرية إن القاهرة بذلت جهوداً مكثفة خلال الأسابيع الماضية وافقت خلالها إسرائيل على إطلاق سراح 20 أسيرة فلسطينية مقابل حصولها على معلومات تثبت أن شاليت لا يزال على قيد الحياة عبر شريط فيديو. وأضافت أن رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان التقى بعد لقائه رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل الاثنين الماضي في القاهرة المفاوض الاسرائيلي المكلف ملف مفاوضات الأسرى حغاي هداس «وتم الاتفاق على كل شيء في هذا اللقاء». وكان هداس زار القاهرة الاثنين الماضي لبضع ساعات تم خلالها البحث في تفاصيل الصفقة الشاملة. وقال مسؤول مصري: «في إطار الجهود المصرية المبذولة والمفاوضات الجارية لحل مشكلة الأسرى الفلسطينيين المعتقلين في السجون الاسرائيلية ومحاولة بناء مناخ ملائم من الثقة تحت الرعاية المصرية والمساعي الحميدة للمبعوث الالماني الخاص للشؤون الإنسانية، تم الاتفاق على خطوة إنسانية تقوم إسرائيل بمقتضاها بالإفراج عن 20 أسيرة فلسطينية مع تقديم دليل على حياة الجندي الإسرائيلي ووضعه الصحي». وأضاف في تصريح صحافي أمس: «لا شك أن هذه الخطوة من شأنها أن تدعم رغبة كل الأطراف في مواصلة جهودها لإنهاء هذه المشكلة». وأثنى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على جهود هداس، معتبراً أن «تأكيد أن شاليت على قيد الحياة سيكون بمثابة رسالة إلى العالم أن حماس هي المسؤولة عن حياته بعد ذلك». وأكد خلال جلسة المجلس الوزراي المصغر للشؤون الامنية والسياسية الذي صادق على الاتفاق أمس «أهمية إطلاع الجميع على أوضاع شاليت وتحميل حماس المسؤولية عنه». وأشار إلى أن «الوسطاء المصريين بادروا إلى هذا الاتفاق كخطوة لبناء الثقة تمهد للمراحل الحاسمة من عملية التفاوض لاستعادة الجندي الأسير». لكن مسؤولاً في ديوان رئاسة الحكومة الاسرائيلية قال لاحقاً إن «هذه الصفقة لا تعني قرب إنجاز صفقة شاليت، إذ أن المفاوضات في شأنها ستكون طويلة وشاقة». واعتبر الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز أن «أي إشارة تؤكد وجود شاليت على قيد الحياة تشكل خطوة مهمة نحو إطلاق سراحه». وقال إن «إطلاق سراح شاليت يشكل إحدى أولوياتنا ونحن نأمل بأن يشكل إطلاق سراح سجينات فلسطينيات مقابل الحصول على شريط يثبت أن شاليت على قيد الحياة، خطوة مهمة نحو إطلاق سراحه». من جهته، قال الناطق باسم «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، «أبو عبيدة» خلال مؤتمر صحافي أمس إن «الفصائل لا تزال ثابتة على موقفها، وهو إنجاز صفقة شاملة بالشروط ذاتها مقابل الإفراج عن شاليت». وأضاف أن «هذه الخطوة تمت برعاية مصرية وبجهود ألمانية مباركة». وأشار إلى أن من بين الأسيرات العشرين «أربعة ينتمين إلى حماس، وخمسة من حركة فتح، وسبعة مستقلات، وواحدة من الجبهة الشعبية، وثلاثة من الجهاد الإسلامي». ولفت الى أن «ثلاثة منهم من مدينة الخليل، وثمانية من نابلس، وأربعة من رام الله، وثلاثة من بيت لحم، وواحدة من جنين، وواحدة وطفلها من غزة». وأضاف أن «الفصائل الآسرة وهي تنجز هذه الخطوة تؤكد ثبات موقفها والتزامها الأخلاقي لجهة إتمام صفقة مشرفة بكل وسيلة ممكنة تضمن إطلاق سراح الأسرى كافة في سجون الاحتلال لتصنع عرساً فلسطينياً يعم أرجاء الوطن... هذه الصفقة مقدمة للصفقة الشاملة، ونأمل بأن تتم صفقة شاملة لتكتمل بها شروط الفصائل الآسرة». وقال الناطق باسم «حماس» سامي أبو زهري في مؤتمر صحافي أمس إن حركته «حريصة على إنجاز صفقة تبادل الأسرى بأفضل وأسرع ما يمكن، ولهذا فإننا نشير إلى أن الاتصالات والمفاوضات في هذا الشأن مستمرة ومتواصلة وفي شكل يومي أحياناً، وما يؤخر التعجيل بإبرام اتفاق هو التعنت وبعض العثرات التي يضعها الاحتلال الصهيوني». وثمن «الدور المصري ودور الوسيط الألماني الفاعل الذي مكّن من إنجاز هذه الخطوة». ولفت إلى أن وفداً من الحركة التقى مسؤولين في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة «وسلمهم قائمة بأسماء الأسيرات المتفق على الإفراج عنهن». وشدد على أن «حماس تعتبر أن هذه الخطوة إنجاز كبير وفخر عظيم يسجل لكتائب القسام وبقية القوى الآسرة للجندي الإسرائيلي». واعتبر «شمول الأسيرات لمختلف الفصائل الفلسطينية لدرجة أن عدد المفرج عنهن من حركة فتح أكبر من عدد المفرج عنهن من حماس يؤكد صدقية الحركة والتزامها الديني والأخلاقي والوطني بإنهاء قضية الأسرى كقضية وطنية بعيداً من الحسابات الحزبية الضيقة». بدوره، أكد «أبو مجاهد» الناطق باسم «لجان المقاومة الشعبية» أن «العدو الإسرائيلي سيفرج الجمعة المقبلة عن عشرين أسيرة فلسطينية مقابل معرفة حال الجندي شاليت... شريط فيديو لمدة دقيقة واحدة عن الجندي شاليت مقابل الإفراج عن 20 أسيرة فلسطينية».