انتهت القمة المصغرة التي عقدها الزعيم الليبي معمر القذافي مساء أول من أمس في طرابلس لبحث الأزمة بين السودان وتشاد، إلى اتفاق سلام وقعه الرئيسان السوداني عمر البشير والتشادي ادريس ديبي، لينهيا أزمة استمرت شهورا بين البلدين. وينص الاتفاق على"عودة العلاقات بين البلدين وفتح قنصلية في كل منهما ومنع استخدام اراضيهما في انشطة هدامة موجهة ضد سيادة الطرف الاخر ومنع اقامة عناصر متمردة على اراضي الطرفين"، كما يقضي ب"تشكيل قوة سلام ولجنة وزارية برئاسة ليبيا لمتابعة الاتفاق والبحث في الحلول السلمية". لكنه لم يحدد عدد الدول التي ستشارك في هذه القوة أو مصادر تمويلها. ويقضي الاتفاق الذي وقعه البلدان ايضا ب"تشكيل بعثة لجمع المعلومات على ارض الواقع ووقف الحملات الاعلامية بين البلدين وعدم تقديم الدعم للمسلحين من البلدين". وكانت منظمة"هيومن رايتس ووتش"دعت إلى نشر قوة دولية كبيرة لحماية القرويين التشاديين من هجمات الميليشيات المتمركزة في اقليم دارفور. ورحب الرئيسان السوداني والتشادي بالاتفاق وتعهدا تطبيقه. وقالت وكالة الأنباء الليبية إن البشير وديبي تعهدا"تطبيع العلاقات". وقال البشير في ختام القمة التي شارك فيها رؤساء الكونغو دنيس ساسو نغيسو الرئيس الحالي للاتحاد الافريقي، وافريقيا الوسطى فرنسوا بوزيزي وبوركينا فاسو بليز كومباوري:"اؤكد ان هذا الجهد يجد التقدير من السودان الذي سيلتزم الاتفاق ويترجمه على ارض الواقع عبر علاقات حسن جوار لمصلحة البلدين والشعبين". واضاف ان الاتفاق"بشارة خير لتشاد والسودان". من جهته، اكد الرئيس التشادي ان"هذا الاتفاق سيمكن البلدين من استرجاع علاقتهما"، وقال إن"اتفاق طرابلس سيمكن البلدان من استعادة علاقتهما الجيدة، بعدما سلكت الاتجاه الخطأ". وأضاف:"لن يكون هناك تقدم من دون تحقيق السلام والاستقرار". وعبر القذافي عن ثقته بأن الرئيسين التشادي والسوداني"سيلتزمان ما وقعا عليه ويحترمان توقيعيهما"، مؤكدا ان"السلام بين البلدين ليس مسألة تشادية وسودانية فقط، بل هو مسألتنا، هو قضيتنا نحن كافأرقة". وقال ان"اللجوء من الآن فصاعدا إلى حمل السلاح لمحاولة حل مشاكل داخلية اصبح مطوقاً ومحصوراً ومرفوضاً. لم يعد هناك أمل في ان كل من يغضب ويحمل السلاح، يحقق بهذه الطريقة ما يريد". واشاد رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الفا عمر كوناري بالنتائج"الايجابية"للقمة. وقال:"في الحقيقة تمكنا من تحقيق اشياء لم تكن ممكنة في السابق وتخدم التنمية والاستقرار والرفاهة لشعوبنا من خلال السلم والاستقرار لكل القارة الافريقية". وكان القذافي شدد في بداية القمة على ان"ليبيا تضع تحت تصرف الاتحاد الافريقي مئة الف ليبي وألف دبابة تقفل الحدود ومئة طائرة تضعها ما بين تشاد والسودان. قواتنا كلها تحت تصرف الاتحاد الافريقي". وكانت العلاقات بين السودان وتشاد شهدت تدهورا خطيرا في الاشهر الاخيرة. واعلنت تشاد في كانون الاول ديسمبر انها في"حال حرب"مع السودان واتهمته بمحاولات"زعزعة استقرارها"وبدعم متمردين تشاديين معارضين للرئيس ديبي. وفي افتتاح القمة، اعتبر القذافي أن"ما يحدث في دارفور هو سبب التوتر في العلاقات بين السودان وتشاد ويجب ان نحل هذه المشكلة ويجب الا نخرج من هذه القمة حتى نجد حلا لهذه المشكلة". وأضاف:"يجب ان يكون الحل افريقيا وبطرق سلمية كي لا نفتح الباب امام الطامعين".