أعلن الممثل الشخصي لرئيس الاتحاد الافريقي رئيس بعثة الاتحاد الافريقي في السودان السفير باباقانا كنغبي ان قمة افريقية مصغرة ستعقد في طرابلس الأربعاء المقبل برئاسة الرئيس النيجيري رئيس الدورة الحالية للاتحاد الافريقي اولوسيغون اوباسانجو لتسريع عملية السلام في دارفور واحتواء التوتر بين تشاد والسودان بسبب الاتهامات المتبادلة بينهما. وعلى رغم ان الخرطوم نفت مراراً دعم المتمردين التشاديين الذين يشنون هجمات عبر الحدود السودانية ضد قرى تشادية، اتهم الرئيس التشادي إدريس ديبي أمس الخميس مجدداً الرئيس عمر البشير بأنه يسعى الى زعزعة الاستقرار في بلاده، معتبراً ان الرئيس السوداني لا"يستحق"استضافة القمة المقبلة للاتحاد الافريقي في 23 و24 كانون الثاني يناير في الخرطوم، ولا ان يصبح الرئيس المقبل للمنظمة الافريقية. وأوضح كنغبي ان القمة المصغرة ستضم الرؤساء السوداني البشير والليبي العقيد معمر القذافي والتشادي ديبي وقادة آخرين لم يحددهم، موضحاً ان القمة اتفق عليها خلال زيارة البشير أخيراً الى أبوجا وتستهدف دفع جهود السلام في دارفور التي يرعاها الاتحاد الافريقي، موضحاً ان مقر رئاسة الاتحاد في اديس ابابا ينتظر وصول وزير الخارجية التشادي لتبادل الاراء تمهيداً للاجتماع المنتظر الذي يجيء في اطار البحث الطويل لايجاد حل لمشكلة دارفور. وعما اذا كانت القمة التي ستعقد فى ليبيا ستكرس لقضية دارفور فقط أم أنها ستناقش قضايا أخرى خصوصاً التوتر بين تشاد والسودان، رد كنغبي ان القمة ستركز على الأوضاع في دارفور ولكن اذا كان الرئيس التشادي وزعماء آخرون سيشاركون فإنه لا يمكن ان يغفل الوضع الحالي بين السودان وتشاد، مؤكداً ان الاجتماع سيتناول هذا الأمر. وحول انعكاس دور الوساطة الذي كانت تشاد تقوم به في دارفور على تقدم محادثات أبوجا، اشار الى ان تشاد لا تزال مستمرة في وساطتها، كما ان السودان لم يطلب ايقاف دورها. ورأى ان هناك انحساراً في حدة الحملة الاعلامية بين الخرطوم ونجامينا. الى ذلك، وجه الصادق المهدي، زعيم حزب الأمة، انتقادات لاذعة الى سياسات الحكومة السودانية في انفاق عائدات النفط واتهمها ب"الصرف المخملي من دون الالتفات الى معاناة المواطنين"، ما أدى الى تراجع المستوى المعيشي في البلاد. وحذّر من ان استمرار هذه السياسات سيعلّق"عنقوداً من الألغام"على الوضع في السودان برمته. وقال المهدي في ورشة نظمها حزبه حول الاستثمارات النفطية في البلاد ان الحكومة ركزت جهودها في"تمويل الأجهزة القمعية والاعلام المضلل وشراء الذمم"من دون مراعاة للأزمات التي تعاني منها القطاعات الزراعية والصناعية. وانتقد المهدي شراء الحكومة يختاً رئاسياً بثلاثة ملايين دولار وبناء فلل رئاسية بنحو اربعين مليون دولار استعداداً للقمتين الافريقية والعربية اللتين ستستضيفهما الخرطوم. واعتبر توظيف موارد النفط لتحقيق مصالح نظام الحكم سيؤدي الى انفصال جنوب البلاد عن شمالها وتوالد حركات احتجاجية تطالب بنصيبها من النفط. وأكد المهدي أن النفط بات عنصراً مهماً في الصراع الدولي والهيمنة على الدول الأخرى، موضحاً أن الصراع بين تشاد والسودان والأزمة في دارفور لا ينعزلان عن معركة النفط سيما وان منطقة غرب افريقيا تعد مركزاً للصراع بين الولاياتالمتحدة وفرنسا، مشيراً الى ان السودان بات جزءاً من الصراع الدولي. في غضون ذلك، جرى في احتفال رسمي فى مقر الخارجية توقيع اتفاق في شأن وضع أكثر من عشرة آلاف من القوات الدولية لحفظ السلام في السودان بين الحكومة وبعثة الاممالمتحدة في السودان"SOFA". ووقع عن الجانب السوداني وزير الدولة للخارجية علي أحمد كرتي وعن الأممالمتحدة نائب الممثل الخاص للأمين العام في السودان ايمانويل داسلفا.