التصعيد الأخير بين تشاد والسودان يعتبر الأخطر من نوعه إذ وصل إلى درجة لم يصلها من قبل ، فها هو الوزير التشادي يقول إن قواته ستدخل الأراضي السودانية لتعقب قوات التمرد هناك والسودان من جانبه يقول انه سيسحق أي تدخل من تشاد. إذن هذا تطور لم يكن في الحسبان وان كانت عملية الاصلاح بين تشاد والسودان مستمرة على الدوام ولم تتوقف لأن علاقات حسنة بين تشاد والسودان من شأنها أن تساهم في تسوية الصراع في دارفور وان تساهم كذلك في أجواء مستقرة في القارة الافريقية. ومن المؤسف أن يأتي هذا التطور الدامي في وقت كانت فيه هناك مساعٍ حثيثة في العاصمة القطرية لوضع اتفاقية نهائية للمصالحة بين البلدين وقد تم توقيع تلك الاتفاقية مبدئياً بالفعل وكان الأمر متوقفاً على حضور ديبي والبشير للتوقيع النهائي في العاصمة الليبية طرابلس. ولكن قبل هذه الخطوة يفاجأ الجميع بالهجوم الذي شنه المتمردون التشاديون للاطاحة بالرئيس ديبي والذي القت تشاد بالمسؤولية فيه على السودان. ورغم نفي السودان الا ان تشاد نفذت غارات جوية على الأراضي السودانية وهددت عبر وزير دفاعها باقتحام الأراضي السودانية .. ويمكن أن تؤدي هذه الخطوة إلى تصعيد لا تحمد عقباه بل ستقضي على أي أمل لحل مشكلة دارفور التي بدأت تجد اهتماماً كبيراً لوضع نهاية لها .. ان تدخلاً سريعاً لاصلاح العلاقات السودانية التشادية يعتبر في غاية الأهمية اضافة إلى اصلاح يشمل الاطراف المعنية في البلدين متمردي تشاد وحركة العدل والمساواة .. ومن غير تسارع وتيرة المصالحات ستكون العواقب وخيمة في حالة أي انفلات.