كشف ثلاثة مسؤولين عسكريين أميركيين أن قائد القيادة المركزية الأميركية في المنطقة الوسطى الجنرال جون أبي زيد، وضع في تقرير سري سُلم الى مسؤولين بارزين في البنتاغون الشهر الماضي، خطة لخفض عديد القوات الأميركية في العراق بين 20 و30 ألف جندي بحلول الربيع المقبل. وأفادت صحيفة"نيويورك تايمز"أن تصريحات أبي زيد مماثلة لما أدلى به قائد القوات الأميركية في العراق جورج كايسي الذي قال أن على البنتاغون خفض القوات بأعداد كبيرة نسبياً بحلول الربيع والصيف المقبلين في حال واصلت العملية السياسية في العراق مسارها، وتولت القوات العراقية مزيداً من المسؤولية في تأمين البلاد. لكن أبي زيد حذر في تقويمه للأوضاع من أن البنتاغون قد يضطر الى الحفاظ على المستوى الحالي للقوات الأميركية، أي 138 ألف جندي طوال عام 2006، في حال كانت الأوضاع السياسية والأمنية غير ملائمة للانسحاب. وسيتزايد عدد القوات الأميركية في العراق لتوفير الأمن للانتخابات المقرر اجراؤها في كانون الأول ديسمبر المقبل، فيما سيبقى بعض الجنود المغادرين من العراق في الكويت كقوة إحتياط. ويقول مسؤولون كبار في البنتاغون وفي الحزبين الجمهوري والديموقراطي أن هناك قلقاً متزايداً من التكلفة الشهرية للحرب البالغة خمسة بلايين دولار، ومشكلة التجنيد في الجيش والحرس الوطني وتراجع التأييد الشعبي للحرب وتزايد عدد الاصابات التي تعززت الأسبوع الماضي بمقتل 20 جندياً أميركياً في يومين. وتمثل تصريحات هذين الجنرالين أكثر المؤشرات وضوحاً الى أن البنتاغون يعتزم تقليص عدد القوات الأميركية في العراق. وقال الرئيس السابق لمجلس النواب الأميركي جمهوري نيوت غينغريتش:"عندما تفيق صباحاً وتخسر 14 جندياً من المارينز، يتساءل الناس: ماذا يحصل؟"، في إشارة الى إنفجار ثلاث عبوات بآلية مصفحة تابعة لمشاة البحرية الأميركية الأربعاء الماضي. وتابع غينغريتش العضو في اللجنة الاستشارية للبنتاغون أن"هذه عملية معقدة جداً"، لافتاً الى أن الاصابات في صفوف القوات الأميركية ستلعب دوراً أساسياً في انتخابات الكونغرس المقرر اجراؤها خريف العام المقبل. ويصر الرئيس جورج بوش ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد على أن القوات الأميركية ستبقى في العراق طالما كان ذلك ضرورياً، وأن الادارة لم تضع جدولاً زمنياً محدداً للانسحاب. لكن يتوقع أن يثار موضوع الحرب على العراق وخفض القوات الأميركية في اجتماع رامسفيلد ومستشارين للأمن القومي مع الرئيس بوش في مزرعته بكروفورد الخميس المقبل. وكشفت الصحيفة أن لجنة تضم السفير الأميركي زلماي خليل زاد والجنرال جورج كايسي ووزيري الدفاع والداخلية العراقيين اجتمعت للمرة الأولى لتعريف الشروط التي ينبغي تلبيتها للتركيز على إنسحاب القوات الأميركية. وأفادت اللجنة التي ستقدم توصياتها الى رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري في 26 أيلول سبتمبر المقبل، أن الاجراء الرئيسي سيكون قدرة 176 ألف جندي عراقي على تولي مهمات الأمن بأنفسهم. كما ستكون الاعتبارات الأخرى حجم"التمرد"وقوته وقدرة الحكومة العراقية الجديدة على أداء واجباتها. وقال كبير الناطقين باسم البنتاغون لورانس دي ريتا أن"الجنرال أبي زيد يفهم في شكل ثابت أنه اذا سمحت الظروف على الأرض، فان تقليص حجم قوات التحالف يمكن أن يعزز الحكم الذاتي في العراق". في غضون ذلك، تجمع حوالي 70 محتجاً مناهضين للحرب قرب مزرعة بوش وهم يهتفون:"أعيدوا الجنود الى الوطن"، ما دفع اثنين من مسؤولي البيت الأبيض الى الخروج والاجتماع مع أمهات فقدن أبناءهن في العراق. وقال الناطق باسم البيت الأبيض ترينيت دوفي أن مستشار الأمن القومي ستيفن هادلي ونائب كبير موظفي البيت الأبيض جو هاجين استمعا الى شكاوي سيندي شيهان وخمس أو ست أمهات أخريات في اجتماع دام 45 دقيقة تقريباً. وأوضح دوفي أن شيهان أبلغت المسؤولين بأنها قدرت هذا الاجتماع. وأبلغت شيهان 48 عاماً من ولاية كاليفورنيا الصحافيين قبل الاجتماع مع هادلي وهاجين:"أريد أن أسأل الرئيس لماذا قتلت ابني ومن أجل ماذا مات". وتلقي شيهان باللوم على بوش في موت إبنها كاسي شيهان 24 عاماً في الرابع من نيسان أبريل عام 2004 في مدينة الصدر ببغداد. وتزامن هذا الاحتجاج مع نشر مجلة"نيوزويك"استطلاعاً كشف أن 61 في المئة من الأميركيين لا يوافقون على الطريقة التي يعالج بها بوش مسألة العراق.