لم تنجح محاولات المجموعات اليمينية الأميركية وتلك المؤيدة لاسرائيل، في وقف حركة المد المتصاعد ضد الحرب على العراق، والتي تقودها سيندي شيهان وأمهات لجنود أميركيين قتلوا خلال الحرب، وذلك رغم اتهامات هذه المجموعات لشيهان ب"معاداة السامية"والتحريض على إسرائيل. وفي اليوم الثاني عشر ل"مخيم كايسي"، نسبة الى نجل سندي شيهان، توم كايسي الذي قتل في العراق في نيسان ابريل 2004، تجمعت مئات من الأمهات في منطقة كروفورد تكساس، حيث يقضي الرئيس جورج بوش عطلته الصيفية، ليطالبن بانسحاب فوري للقوات الأميركية من العراق، وتفسيرات من بوش ل"السبب النبيل"الذي خاض الحرب على أساسه. واستنهض التحرك معسكرات السلام والمجموعات المعادية للحرب عبر الولاياتالمتحدة، من نيويورك حتى واشنطن وكاليفورنيا، حيث أضاء المتظاهرون آلافاً من الشموع تضامناً مع الأمهات، وتنديداً بالحرب. وكسرت شيهان 48 سنة المحرّمات السياسية والتحفظات الاعلامية الأميركية، بعد دعوتها مطلع الأسبوع الى انسحاب اسرائيل من الأراضي الفلسطينية، وإعلانها أن ابنها البكر قتِل"ثمناً للأكاذيب وأجندة المحافظين الجدد، وخدمة لإسرائيل"، فأثارت المجموعات اليهودية والمحافظة واليمين الأميركي المتشدد الداعم للحرب واسرائيل. وأطلقت هذه المجموعات، وعلى رأسها"موف أميركا فورورد"، حملة مضادة ضد شيهان، متهمة اياها بمعاداة السامية والتحريض على الدولة العبرية. كما غضبت هذه المجموعات من انتقادات شيهان للسياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط، واعتبارها السبب الرئيس وراء اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001، وليس الديموقراطية والحرية في أميركا كما يرى بوش. وتصر شيهان على لقاء منفرد مع بوش، لتطالبه بتوضيح مبررات الحرب والسبب الحقيقي الذي قتل ابنها توم من أجله، الأمر الذي رفضه البيت الأبيض، واكتفى بتنظيم لقاء بين كبير مستشاري الرئيس ستيفن هادلي، وشيهان. وأكدت والدة توم أنها ستواصل"ملاحقتها"بوش حتى الاجتماع به، وستنصب خيمة أمام البيت الأبيض في أيلول. وتتميز حملة شيهان بالصدقية التي تقرّبها من مجمل الأميركيين، كونها تأتي من الطبقة الوسطى ومن بيئة متدينة في ولاية كاليفورنيا. كما تأتي الحملة في وقت وصلت نسبة الأميركيين المعارضين للحرب الى 60 في المئة.