عاشت البلدة القديمة لمدينة القدس توترا شديدا وحالة من الغليان في ذكرى سقوطها بيد الاحتلال الاسرائيلي وما يطلق عليه الاسرائيليون"يوم تحرير القدس"، زاد من حدتها محاولات عشرات المتطرفين اليهود الداعين الى تدمير الحرم القدسي الشريف واقامة"الهيكل"على انقاضه لاقتحام الحرم بحماية من الشرطة الاسرائيلية. وشهدت ساحات المسجد الاقصى المبارك مواجهات حامية بين مئات الفلسطينيين الذين احتشدوا لمنع المتطرفين اليهود من اقتحامه وفقا لدعوات عامة قاموا بتوزيعها على مدى الاسبوعين الماضيين"للاحتفال بيوم تحرير القدس"وبين افراد الشرطة الاسرائيلية الذين رافقوا بضع عشرات من المستوطنين اليهود الى باحات الحرم. جاء ذلك بعد ان رشق الفلسطينيون المتطرفين اليهود الذين دخلوا باحات المسجد بالحجارة والزجاجات الفارغة لمنعهم من الاقتراب من المسجد. وذكرت مصادر اسرائيلية ان مجموعة من اليهود دخلت الى الباحات في وقت سابق في اطار"الزيارات السياحية"للمسجد الاقصى من دون حدوث اي مشاكل وعندما اكتشف الفلسطينييون في المرة الثانية ان الحديث لا يدور عن"سياح"، قاموا برشق المجموعة الثانية التي دخلت بمرافقة رجال الشرطة الاسرائيلية بالحجارة ما ادى الى اندلاع مواجهات طلبت في اعقابها الشرطة تعزيزات لاقتحام المسجد. وبعد مفاوضات بين المسؤولين في دائرة الاوقاف الاسلامية المسؤولة عن الحرم ومدير المسجد الاقضى الشيح محمد حسين، اتفق الطرفان على انسحاب الشرطة من باحات الحرم مقابل وقف برنامج"الزيارات السياحية"للموقع المقدس. وتواصلت استفزازات المتطرفين اليهود سحابة يوم امس باستمرار"المسيرات"التي قام بها هؤلاء على شكل جماعات لمحيط اسوار المدينة المقدسة وابواب المسجد الاقصى، خصوصا"باب الاسباط"، وهو الموقع الذي انطلقت منه وحدة المظليين التابعة للجيش الاسرائيلي بقيادة مردخاي غور في مثل هذا اليوم عام 1967 لاحتلال الحرم ورفع العلم الاسرائيلي فوقه. ورفع هؤلاء الاعلام الاسرائيلية واللافتات التي تشير الى"الهيكل"المزعوم الذي يريدون بناءه على انقاض الحرم القدسي. واحتشد المئات من المقدسيين وفلسطينيي العام 1948 في المسجد الاقصى منذ الليلة قبل الماضية تحسبا لأي محاولة لاقتحامه. وكان من بين الحضور اعضاء كنيست عرب ونواب في المجلس التشريعي الفلسطيني. واتهم النائب عن القدس حاتم عبد القادر الشرطة الاسرائيلية باستفزاز الفلسطينيين من خلال السماح للمتطرفين اليهود بدخول باحات الاقصى رغم اعلانهم نية اقتحامه. وهذ هي محاولة الاقتحام الثالثة التي تقوم بها جماعات يهودية متطرفة تعتقد بوجوب هدم قبة الصخرة المشرفة لبناء"الهيكل"اليهودي بدلا منها خلال ستة اسابيع في وقت حذرت فيه اجهزة المخابرات الاسرائيلية من نيات متطرفين يهود بالاعتداء على الحرم او المصلين فيه"لمنع تنفيذ خطة فك الارتباط"الاسرائيلية التي من المفترض ان تسحب اسرائيل بموجبها قواتها ومستوطنيها من قطاع غزة واربع مستوطنات شمال الضفة الغربية. وتتزامن تحركات المستوطنين مع بدء سلطات الاحتلال الاسرائيلي تنفيذ عمليات هدم جماعي لعشرات المنازل الفلسطينية في بلدة سلوان المشرفة على المسجد الاقصى. وطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحكومة الاسرائيلية والمجتمع الدولي ب"العمل على وقف الانتهاكات الخطيرة وغير المبررة التي يقوم بها متطرفون يهود ضد المسجد الاقصى بحماية من الشرطة الاسرائيلية"، مضيفا ان على الشرطة الاسرائيلية ان تمنع اي احتكاك قد يؤدي الى نتائج سيئة.