انسحبت قوات الاحتلال، بما فيها القوات الخاصة، من ساحات المسجد الأقصى، وتمكن المصلون من إعادة فتح بوابات المسجد القِبْلية التي كان جنود الاحتلال قد أغلقوها وحاصروا عشرات من المصلين. ويسود هدوء مشوب بالترقب باحات الحرم القدسي الشريف وأزقة البلدة القديمة من القدس، التي كانت قد شهدت مواجهات بين مئات من المصلين والمرابطين وبين القوات الإسرائيلية، وأسفرت عن إصابة عشرات الفلسطينيين برضوض واختناق جراء اعتداء الجنود على المصلين داخل الأقصى المبارك. وقال مدير المسجد الأقصى -لوكالة الأناضول- إن عدد المصابين بالاختناق والرضوض جراء الاعتداء عليهم بالضرب بلغ 17 فلسطينيا، بينهم خمسة من حراس المسجد، واصفا جراح أحدهم بأنها "صعبة". وأضاف عمر الكسواني أن نحو 120 من المستوطنين اقتحموا المسجد على دفعات، يتزعمهم وزير الزراعة أوري أرئيل. وكانت القوات الخاصة الإسرائيلية قد اقتحمت المسجد الأقصى منذ ساعات الصباح لتأمين دخول جماعات يهودية متطرفة كانت قد دعت لإقامة الصلوات داخل الحرم القدسي لإحياء ذكرى ما يسمونه خراب الهيكل. وقد طالبت الخارجية الفلسطينية بتحرك عربي وإسلامي عاجل ل"إنقاذ القدس والمقدسات" على إثر هذه المواجهات. وحذر بيان صادر عن الوزارة من التعامل مع "عمليات التهويد الإسرائيلية لمدينة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية بشكل اعتيادي ومألوف". وأدان البيان "اقتحام المستوطنين المتطرفين تحت حماية قوات الاحتلال المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة لتأمين اقتحامات المستوطنين واحتفالاتهم بما يسمى ذكرى خراب الهيكل المزعوم". واعتبر أن القدس "بحاجة ماسة لوقفة عربية وإسلامية جدية، وفاعلة، وقادرة على ردع ومحاسبة إسرائيل على عدوانها المتواصل ضد المدينة المقدسة". وفي قطاع غزة، نددت فصائل وقوى فلسطينية باقتحام المستوطنين والشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى. وطالبت في بيانات منفصلة المجتمع الدولي بالتدخل العاجل "لوقف مسلسل الانتهاكات والجرائم بحق المقدسات الإسلامية". من جهتها، حذرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان لها من مغبّة الاقتحامات المتكرّرة للأقصى المبارك، ولفتت إلى أن إمعان المستوطنين في اقتحام "المقدسات الإسلامية" يزداد في ظل ما سمته "الصمت الدولي والعربي". وقالت حركة فتح، في بيان لها، إنها توجه نداءها لكافة أبناء الشعب الفلسطيني، وبشكل خاص ممن يستطيعون الوصول إلى المسجد الأقصى "بضرورة شد الرحال إليه لحمايته من عمليات الاقتحام". بدورها، دعت حركة الجهاد الإسلامي إلى "هبة جماهيرية فلسطينية، من أجل الدفاع عن المسجد الأقصى، والتصدي لمحاولات اقتحامه". ومن جهتها دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جماهير مدينة القدس وشبابه إلى استمرار التصدي لمحاولة ما وصفته بتدنيس المقدسات. ويتعرض المسجد الأقصى المبارك، مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لاقتحامات شبه يومية يقوم بها مستوطنون تحت حراسة من قوات الاحتلال الإسرائيلي.