تحدى وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي شحاي هانغبي مجدداً المسلمين في الأراضي الفلسطينية والعالم بإعلانه أنه ماضٍ في مخططه لإعادة فتح باحات المسجد الأقصى المبارك أمام اليهود والسياح الأجانب "لغرض الزيارة، وليس أداء الشعائر الدينية"، زاعماً أنه حان الوقت لإعادة الوضع إلى ما كان عليه منذ العام 1967 وحتى أيلول سبتمبر 2000 حين قام ارييل شارون بزيارته الاستفزازية للحرم الشريف، ما أشعل فتيل الانتفاضة وتوصلت الحكومة الإسرائيلية ودائرة الأوقاف الإسلامية إلى تفاهمات تقضي بعدم السماح لغير المسلمين بزيارة المسجد. قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي شحاي هانغبي في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي أمس إن مئات اليهود يقومون يومياً، ومنذ أكثر من أسبوع، بزيارة "جبل الهيكل" باحات المسجد الأقصى "علناً وفي عزّ النهار"، تطبيقاً لإلتزامه قبل شهرين، على منبر الكنيست، السماح لليهود بزيارة الموقع. وأضاف ان "لا علاقة للسلطة الفلسطينية بالمسجد الأقصى والقدس"، وأكد أن الضغوط الأميركية في هذا الشأن لن تثنيه عن المضي قدماً في خطته إعادة فتح أبواب المسجد "وهذا ما سيحصل قريباً سواء قبلت دائرة الأوقاف أو لم تقبل". وقالت الإذاعة إن مستوطنين ومتعصبين يهوداً يعدون العدة لاقتحام المسجد، بعد أسبوعين، في ذكرى "خراب الهيكل"، ونقلت عن نائب يميني في الكنيست، عزمه التقدم بمشروع قانون يسمح لليهود رسمياً بزيارة مواقع في المسجد الأقصى. وكانت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال وجيشها مدعومة بمروحيات عسكرية فرضت طوقاً أمنياً على الطرق المؤدية للمسجد أمس للحيلولة دون تمكين المسلمين، دون سن الأربعين، من وصوله "وتحسباً لوقوع أعمال شغب". واتهمت أوساط سياسية وأمنية الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بتأجيج مشاعر المسلمين في أعقاب القرار الذي وجهه في ختام اجتماع عقده مع مختلف الاطر القيادية الفلسطينية، أول من أمس، لتدارس الأخطار المحتدمة بالمسجد المبارك والحرم الإبراهيمي في الخليل على خلفية المحاولات المتكررة للمتطرفين اليهود، وبحماية شرطة الاحتلال لاقتحام باحات المسجد. ووجه المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ عكرمة صبري رسالة إلى مسلمي العالم قائلاً: "إن المسلم في مدينة القدس ليس له في المسجد الأقصى أكثر من أي مسلم في ارجاء المعمورة، وعليه فإن المسؤولية تقع على المسلمين كافة والأنظمة في العالمين العربي والإسلامي، خصوصاً لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لهذه الأرض المباركة المقدسة". ومنعت الشرطة الاسرائيلية الفلسطينيين الذين تقل اعمارهم عن أربعين عاماً من الوصول الى باحة المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة أمس، تجنباً لتظاهرات فلسطينية ضد قرار السماح للاسرائيليين والسياح الأجانب بزيارة هذا الموقع. وكررت القيادة الفلسطينية خلال اجتماع لها عقدته في رام الله مساء الخميس بقيادة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات تنديدها بالزيارات المنظمة التي تتم الى هذا الموقع المقدس تحت حماية الشرطة الفلسطينية منذ نحو عام. ودانت القيادة الفلسطينية في بيان بثته وكالة الانباء الفلسطينية "قيام حكومة اسرائيل بتحدي المشاعر الاسلامية والمسيحية … ودخول الجماعات المتطرفة من المستوطنين المتطرفين والمتعصبين الى المسجد الاقصى بحراسة قوات اسرائيلية مدججة بالسلاح". وقالت القيادة الفلسطينية انها "تنظر بكل خطورة الى هذا الاستفزاز المتعمد والمساس الخطير بقدسية المسجد الاقصى". وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية ان رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات دعا في رسائل قادة دول العالم ورئاسة المؤتمر الاسلامي ولجنة القدس وجامعة الدول العربية، الى "التدخل بسرعة لتطويق ذيول هذه المحاولة". وأضافت ان عرفات تحدث في هذه الرسائل عن "محاولة اقتحام باحة المسجد الاقصى المبارك والصلاة فيه"، معتبراً أنها "يمكن ان تفجر الاوضاع". ودعا الى "منع تكرار هذه الجريمة حتى لا تؤدي الى تداعيات خطيرة تؤثر على مستقبل عملية السلام". ويطالب عدد من المجموعات اليهودية المتطرفة بالسماح لليهود بالصلاة في باحة المسجد الاقصى، باعتبار ان هذا المكان، حسب رأيهم، كان المكان الذي بني عليه هيكل سليمان. إلا أن رئيس بلدية اسرائيل يوري لوبوليانسكي ندد بهذه الحملة وبالسماح مجدداً لغير المسلمين بزيارة باحة المسجد الاقصى.