اشتكت الحكومة السودانية أمس اريتريا الى الأممالمتحدة واعتبرت دعمها متمردي دارفور وشرق البلاد مهدداً للامن والاستقرار وعملية السلام. وفيما تحدث الاتحاد الافريقي عن تقدم في محادثات ابوجا وتوقع انجاز"اعلان المبادئ"خلال ساعات، تفاقمت الخلافات بين قادة"حركة تحرير السودان"، واعلن قادة في الحركة عزل زعيمها السيد عبدالواحد محمد نور وطالبوه بمغادرة مقر المفاوضات. وسلم وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل أمس الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان شكوى رسمية من حكومته ضد اريتريا سلمت نسخة منها ايضاً الى رئيس مجلس الأمن فرنسا. وطلب اسماعيل من انان التدخل واتخاذ اجراءات حاسمة لوقف تدخل اسمرا في شؤون بلاده ودعمها متمردي دارفور وشرق السودان مما بات يهدد الأمن والاستقرار وعملية السلام. وتناولت محادثات اسماعيل مع انان تطبيق اتفاق السلام في جنوب البلاد وتطورات الأوضاع في دارفور وجهود الأممالمتحدة لحفظ السلام ونشر عشرة آلاف جندي. وطلبت الخرطوم من المنظمة الدولية حض المانحين على الوفاء بالتزاماتهم تجاه اعادة الإعمار والتنمية ودعم النازحين واللاجئين الذين بدأوا في العودة الى ديارهم بعد وقف الحرب. وقال مندوب السودان لدى الأممالمتحدة السفير الفاتح عروة ان بلاده تتطلع الى ان يضطلع المجتمع الدولي بمسؤولياته في ردع"التصرفات الاريترية الهدامة". الى ذلك، قال الناطق باسم وسطاء الاتحاد الافريقي نور الدين مازني ان محادثات أبوجا بين الحكومة ومتمردي دارفور احرزت تقدماً بعد طرح الوسطاء صيغة توفيقية في شأن القضايا الخلافية المتصلة ب"إعلان المبادئ"لمعالجة أزمة الاقليم، موضحاً ان مواقف أطراف التفاوض الثلاثة الحكومة وحركتا"تحرير السودان"و"العدل والمساواة" باتت متقاربة، وتوقع توقيعها الاعلان خلال ساعات قبل الدخول في مناقشة اقتسام السلطة والثروة والترتيبات الأمنية. وتدخل الوسطاء والمراقبون أمس لدى"حركة تحرير السودان"بعد تفاقم الصراعات بين قادتها، وقال المتحدث باسم الحركة السيد محجوب حسين ان قادة الحركة ومكاتبها في داخل السودان وخارجه اجمعت على فصل رئيس الحركة السيد عبدالواحد محمد نور وطالبوه بمغادرة ابوجا، وأضاف حسين في لهجة حاسمة"سنعمل على عزل الخلايا السرطانية التي انتشرت في جسم الحركة وتحاول سرقة اسمها في محادثات ابوجا". وزاد حسين ان الحركة تمر بأصعب مراحلها ولكنها ستخرج منها في شكل أقوى وأصلب. وحذر الوسطاء الأفارقة بعدم اعتماد محمد نور كبيراً للمفاوضين باسم الحركة، وقال ان حركته لن تعترف بأي اتفاق يتوصل اليه. واصدرت القيادات الميدانية لحركة تحرير السودان بياناً قررت فيه عزل رئيس الحركة محمد نور وتجميد نشاط أمينها العام مني اركوي ميناوي الى حين عقد المؤتمر العام للحركة. في غضون ذلك استقبل الرئيس عمر البشير ونائبه الأول علي عثمان محمد طه ليل الاحد الاثنين الأمين العام للحزب الشيوعي محمد ابراهيم نقد في لقاء نادر بعد خروج الاخير قبل نحو شهرين من تحت الأرض بعد ان ظل مختفياً عن الأنظار لأكثر من عقد من الزمان.