طالبت الأممالمتحدة اطرافاً غربية وافريقية برفع يدها عن أزمة دارفور والتأثير على المحادثات الجارية بين الحكومة السودانية والمتمردين في ابوجا. واعتبرت تشكيل محكمة سودانية لمحاكمة المتهمين بارتكاب جرائم حرب في الاقليم خطوة ايجابية ولكنها متأخرة ولن تكون بديلاً للمحكمة الجنائية الدولية التي ستباشر التحقيق في الانتهاكات الاثنين المقبل. في غضون ذلك، تحدثت معلومات في الخرطوم عن أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ستحضر تنصيب زعيم"الحركة الشعبية لتحرير السودان"جون قرنق نائباً أول للرئيس في 9 تموز يوليو المقبل، ولكنها ربطت ذلك بتقدم مفاوضات أبوجا. وقال مبعوث الأممالمتحدة الى السودان يان برونك في مؤتمر صحافي في الخرطوم أمس إن الحكومة السودانية تجاوبت مع مطالب سابقة بمحاكمة المتهمين بارتكاب جرائم حرب في دارفور نفسها، واعتبرت تشكيلها محكمة خاصة لهذا الغرض خطوة ايجابية لكنها متأخرة. وشددت على أهمية محاكمة المتهمين وفق المعايير الدولية، وأن تشمل المتهمين الأساسيين. وزاد:"بداية محاكمة المجرمين الصغار لا يعني أن الكبار سيفلتون من العقاب"، في إشارة الى اتهام لجنة دولية مسؤولين كبار في الحكومة والميليشيات المتحالفة معها بالتورط في انتهاكات وقعت في الاقليم. وأكد برونك أن المحكمة السودانية لم تكون بديلاً عن المحكمة الجنائية الدولية التي ستباشر التحقيق في الانتهاكات الاثنين المقبل. ورأى أن استمرار المحكمتين خطوة مهمة وضرورية ولا تعارض بينهما. وطالب برونك دولاً غربية وافريقية برفع يدها عن أزمة دارفور، واتهمها بالعمل لتحقيق مصالح ذاتية واستغلال متمردي دارفور لتمرير تلك الأهداف. وشدد على ضرورة تسوية الأزمة قبل 9 تموز المقبل عبر محادثات السلام الجارية حالياً في أبوجا. ودعا الدول الغربية عدم التدخل في المحادثات إلا للمساعدة في عملية التفاوض لا تعقيد الأمور. وقال إن كبير المفاوضين في الاتحاد الافريقي سالم أحمد سالم شخصية مؤهلة لإدارة المفاوضات. وكشف برونك أنه نصح قادة متمردي دارفور خلال لقائه بهم أخيراً عدم الرضوخ الى رغبات أصدقائهم من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية. ودعا تشاد واريتريا الى رفع يدهما والكف عن التأثير على مفاوضات أبوجا وترك اطراف النزاع لايجاد مخرج. وتابع:"لا نمانع من أن يكونوا موجودين شهوداً أو مستشارين". ولم يستبعد أن تحقق المفاوضات اختراقاً قبل نهاية الشهر. الى ذلك، دعا وزير التنمية الدولية البريطاني هيلاري بن الى رفع عدد القوات الافريقية في دارفور الى 7700 جندي، وطالب بتسريع محادثات ابوجا لايجاد تسوية سياسية للنزاع. وأعلن بن في مؤتمر صحافي في الخرطوم أمس بعد زيارة دارفور وجنوب البلاد واجرائه محادثات مع النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه، أن حكومته عينت السفير الن غولتي مبعوثاً خاصاً الى دارفور لمساعدة الاتحاد الافريقي واجراء اتصالات مع أطراف الأزمة، موضحاً أن مهماته السابقة مبعوثاً الى السلام في جنوب السودان تؤهله للعب دور ايجابي. ووصف الأوضاع في دارفور التي زارها للمرة الرابعة بأنها أفضل من السابق وباتت أكثر استقراراً وأمناً. وقال إن حكومته قررت رفع دعمها لبعثة الاتحاد الافريقي في دارفور من 6.6 مليون جنيه استرليني الى 19 مليوناً لشراء 500 سيارة ومعدات انتشار سريع في إطار مجهودات حلف الناتو، مشيراً الى أن لندن وافقت على المساعدة في نقل ثلاثة ألوية من القوات الى دارفور بالتنسيق مع حلف الناتو. في غضون ذلك، توقعت مصادر ديبلوماسية في الخرطوم مشاركة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في حفلة تنصيب زعيم"الحركة الشعبية"جون قرنق نائباً أول للرئيس في 9 تموز المقبل، لكنها ربطت ذلك باحراز تقدم في محادثات أبوجا للسلام في دارفور. وذكرت أن رايس ستزور خلال الفترة دولاً افريقية عدة. واستمرت في أبوجا المفاوضات بين الحكومة والمتمردين، وسلم وفدا الحكومة و"حركة العدل والمساواة"ردهما الى الوسيط الافريقي في شأن"اعلان المبادئ"الذي طرحه الأحد، وطلبت"حركة تحرير السودان"امهالها حتى يكتمل وفدها، وينتظر ان يطرح الوسطاء على الأطراف بروتوكول إطار يشمل تفاصيل اقتسام السلطة والثروة والترتيبات الأمنية.