بدأت أمس الجمعة في نيجيريا جولة جديدة من المحادثات التي تهدف الى وضع نهاية لصراع مستمر منذ أكثر من عامين في منطقة دارفور بغرب السودان، وأعرب الجانبان عن تفاؤل حذر ازاء فرص التوصل الى اتفاق. ورحب نيويورك،"الحياة" ناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة في بيان، أمس، باستئناف مفاوضات أبوجا، وحض المشاركين فيها على بذل جهدهم للوصول الى"تسوية سياسية"للنزاع. وقال ان الأمين العام كوفي أنان يشدد على ان تحقيق أمن دائم لأهل دارفور لا يمكن إلا ان يعتمد على"حل تفاوضي"للنزاع. وتهدف المحادثات الى التوصل لتسوية صعبة لخلاف قتل فيه عشرات الألوف وأدى الى نزوح أكثر من مليوني شخص الى مخيمات لاجئين مكتظة داخل السودان وخارج حدوده في تشاد. وحضر مبعوثون من الحكومة السودانية والجماعتين المتمردتين مراسم بدء المفاوضات في فندق في أبوجا، إضافة الى وسطاء برئاسة الاتحاد الافريقي. وقال الدكتور مجذوب الخليفة، رئيس فريق التفاوض الحكومي، ل"رويترز"قبل مراسم افتتاح الجلسة انه يتوقع التوصل الى اتفاق نهائي، مبدياً اعتقاده ان الظروف على الأرض أفضل ومشيراً الى ان الحكومة السودانية راغبة في تحقيق السلام. وبعد الظهر اعلن المبعوث الخاص للاتحاد الافريقي سالم احمد سالم ان المفاوضات علقت حتى صباح اليوم السبت. وأوضح عضو في فريق الوساطة ان"الوفود ستلتقي الوسطاء في جلسة مغلقة بعد الظهر بغية تحديد برنامج عمل اللقاءات المقبلة". وحمل المتمردون السلاح في المنطقة القاحلة الشاسعة في اوائل 2003 احتجاجاً على ما قالوا انه تهميش من جانب الحكومة المركزية. وردت الخرطوم بدعم ميليشيا من ذوي الأصول العربية لطرد غير العرب من قراهم. ووصفت الولاياتالمتحدة حملة اغتصاب وقتل واحراق اعقبت ذلك بأنها"ابادة جماعية". ووصلت أربع جولات سابقة من المحادثات في أبوجا الى طريق مسدود. وقال احمد توجود، كبير مفاوضي"حركة العدل والمساواة"، وهي احدى حركتي التمرد الرئيسيتين في دارفور، انهم جاؤوا الى هذه الجولة بقلب مفتوح للتوصل الى سلام نهائي، مبدياً الرغبة في الدخول في مفاوضات في شأن القضايا السياسية والاقتصادية، مشيراً الى أن هذه هي الأسباب الجذرية للصراع. وقالت الأطراف انها تتوقع مناقشة القضايا العاجلة مثل استعادة الأمن لشعب دارفور واعادة اللاجئين الى منازلهم اضافة الى قضايا أطول امداً مثل ترتيبات اقتسام السلطة في المنطقة في المستقبل. وقال عبدالواحد محمد النور، رئيس حركة التمرد الأخرى الأكبر وهي"جيش تحرير السودان"، انهم جاؤوا من أجل التوصل الى سلام شامل، مضيفاً ان كل شيء متوقف على الحكومة. وقال ان ليست لديهم ثروة ولا سلطة لاقتسامهما. وتأتي محادثات دارفور في اعقاب اتفاق سلام منفصل توصلت اليه الحكومة في كانون الثاني يناير الماضي مع جماعات أخرى في جنوب البلاد انهى 20 عاماً من الحرب الاهلية. كما تأتي في اعقاب اعلان المحكمة الجنائية الدولية انها بدأت تحقيقاً في جرائم حرب يعتقد انه يستهدف بعض عناصر ميليشيات متصلة بالحكومة السودانية. ويقول الاتحاد الافريقي، وله قوة قوامها نحو ثلاثة الاف جندي في دارفور، ان الخرطوم اوقفت الطلعات الجوية العسكرية فوق دارفور وابدت ضبط نفس في مصادمات مع المتمردين خلال الشهرين الماضيين. لكن على رغم التحسن على الأرض فان خلافات المتمردين يمكن ان تعرض الجولة الجديدة من المحادثات للخطر. ووقعت مصادمات بين ميليشيا"جيش تحرير السودان"و"حركة العدل والمساواة"في دارفور في فترة الاعداد للمحادثات، مما يلقي بالشكوك على مقدرتهما على توحيد مواقفهما التفاوضية في ابوجا. وفي جنيف، أعلنت ناطقة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الأممالمتحدة ان المساعدات الانسانية المقدمة حتى الآن الى السودان لا تغطي سوى 42 في المئة من حاجاته. وصرحت الناطقة اليزابيث بيرز انه من اصل 1.5 بليون دولار يحتاج اليها السودان لم يتوافر سوى 648 مليوناً لتمويل عمل وكالات الاممالمتحدة. واضافت:"ينقصنا 912 مليون دولار لعام 2005 ... ونكرر توجيه ندائنا الى الدول المانحة".