أفلحت وساطة أمريكية ثانية بالنسيق مع بعثة الاتحاد الافريقي في تنظيم لقاء جمع بين رئيسي فصيلي حركة تحرير السودان المتمردة في دارفور عبدالواحد محمد نور، ومنى أركوي مناني وذلك نهار أول أمس بمدينة الفاشر، لكن تضاربت الأقوال حول قبول الطرفين لمقترح أمريكي لمعالجة الموقف يقوم على مشاركة الطرفين بمفاوضات أبوجا عبر وفدين منفصلين وموقف تضامني موحد، ورغم تكتم الوسطاء على نتائج اللقاء إلا أن عبدالواحد محمد نور قال بتوصل الاجتماع إلى اتفاق حول هذه النقطة، فيما سارع المتحدث الرسمي باسم فصيل منى اركوي إلى نفي توصل الاجتماع لأي اتفاق بهذا الشأن، مشدداً على أنهم يمثلون القيادة الشرعية ولا مجال لأي مجموعة أخرى للمشاركة، ولا مجال كذلك للحديث عن وفدين منفصلين يدعى كل منهما تمثيله للحركة. وتحولت مدينة الفاشر يوم (الجمعة) إلى بقعة اهتمام دولية، ففي الوقت الذي رمت فيه واشنطن بثقلها الدبلوماسي ممثلاً في روجر ونتر مبعوث السلام في السودان ومساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية جنداي فريرز شهد مقر بعثة الاتحاد الافريقي في قلب مدينة الفاشر حضوراً واسعاً لدبولماسيي الاتحاد الافريقي ومناديب الأممالمتحدة ووسطاء أبوجا... وفي الخرطوم ذكر مصدر أمني إن عبدالواحد وصل إلى مدينة الفاشر ظهر أمس الأول الجمعة على متن طائرة عمودية تابعة للاتحاد الافريقي قادماً من منطقة (دربات)، فيما وصل منى أركوي للفاشر من منطقة مهاجرية على طائرة مماثلة أيضاً تابعة للاتحاد، وأكد المصدر أن الأجهزة الحكومية تولت توفير الحماية الأمنية اللازمة للوفدين من المطار وحتى مقر الاتحاد. وفور وصول قائدي الحركة المتنازعين إلى مدينة الفاشر عقد الوسطاء الأمريكيون اجتماعين منفصلين مع كل منهما على حدة قبل أن يتم جمعهما في اجتماع موحد استمر لثلاث ساعات متصلة، غير أن الاجتماع فشل في الوصول إلى اتفاق لتوحيد الحركة وفي التوصل لمشاركة الطرفين وفق موقف تفاوضي موحد داخل مفاوضات أبوجا المقبلة، لكنهما أكدا فقط التزامهما بعملية وقف إطلاق النار والالتزام بالاتفاقيات التي تم التوقيع عليها بين الحكومة والحركات المسلحة في دارفور. واعتبر الاتحاد الافريقي لقاء الفاشر بين عبدالواحد واركوي مهماً وحيوياً في إطار الجهود المبذولة لحل الخلافات الداخلية التي تشهدها الحركة، وتوفير الأرضية المناسبة لانجاح جولة المفاوضات المقبلة بين الحكومة والحركات المسلحة بدارفور، وقال نور الدين المازني الناطق الرسمي باسم بعثة الاتحاد الافريقي في السودان بتصريحات صحافية إن اللقاء ستعقبه لقاءات أخرى للبحث عن صيغ تفاهم بين عبدالواحد ومناوي ورأب الصدع وتجاوز الخلافات من أجل انجاح جولة أبوجا المقبلة. وعلى ذات صعيد محاولات معالجة أزمة دارفور توقع القوى السياسية السودانية المفاوضة وعدد من منظمات المجتمع المدني وفعاليات أبناء دارفور في اجتماع حاشد يتم غداً الثلاثاء بدار حزب الأمة المعارض بام درمان توقع على وثيقة القوى الوطنية لحل أزمة دارفور، وقال الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي الدكتور بشير آدم رحمة إن الوثيقة معدة خصيصاً لمعالجة أزمة دارفور تنطوي على برنامج عمل للقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات القومية وكل مواطني السودان وتمثل خارطة طريق لحل الأزمة، وأوضح أن الوثيقة تخاطب القضية في كافة أبعادها السياسة والأمنية والإنسانية.