تلقت 11 سفارة أجنبية على الأقل في العاصمة الماليزية كوالالمبور طروداً مشبوهة تتضمن رسائل تهديد متعلقة بمعاملة المسلمين، وفقاً لما أعلنته الشرطة الماليزية أمس. وتضمنت الطرود أقراصاً مدمجة وسائلاً لم تحدد طبيعته. واستلمت السفارات الأميركية والروسية والبريطانية والفرنسية والأسترالية طروداً أمس. وكانت سفارات اليابان وألمانيا وتايلاندا وكندا والفيليبين وسنغافورة تلقت طروداً عبر البريد السريع أول من أمس، ليرتفع إلى 11 على الأقل عدد السفارات التي تلقت مثل هذه التهديدات بحسب تأكيد قائد شرطة كوالالمبور مصطفى عبدالله. وجاء في إحدى الرسائل:"تعرضتم لتلوث بسلاح بيولوجي وكيماوي. لعنكم الله لما فعلتموه بالأمة الإسلامية". ورفض قائد شرطة كوالالمبور التكهن بمن يقف وراء الطرود. وسارعت الحكومة الماليزية إلى طمأنة الأجانب، وقال وزير الخارجية سيد حامد البر:"الإجراءات الاحترازية الواجبة ستتخذ... حملة الترويع هذه بعد تفجيرات بالي يجعلها بمثابة طلقة تحذير. قد لا يكون وراءها شيء، لكن لا يمكننا أن نجازف". وقال مصطفى عبدالله الذي ندّد ب"الذين يحاولون اللعب على الخوف الذي خلفته هجمات بالي"الأسبوع الماضي وأسفرت عن سقوط 19 قتيلاً فضلاً عن ثلاثة انتحاريين. ونسبت الهجمات إلى الجماعة الإسلامية في جنوب شرقي آسيا المتهمة بإقامة علاقات مع تنظيم"القاعدة". بالي : 5 متشددين وفي إندونيسيا، استمرت حملة مطاردة المشتبه في تورطهم بتفجيرات بالي، في حين تركز الشرطة في بحثها على معاقل المقاتلين الإسلاميين المشتبه في انتمائهم إلى الجماعة الإسلامية. وقال بدر الدين حياتي قائد شرطة إقليم بانتين في جزيرة جاوة الغربية إن خمسة متشددين إسلاميين وأعضاء مفترضين من الجماعة الإسلامية تواروا عن الأنظار عقب تفجيرات الأول من تشرين الأول أكتوبر الجاري. وقال حياتي:"الرجال الخمسة الذين اعتقلوا من قبل لتورطهم في شبكة الامام صمودرا المتشددة لم يعدوا متواجدين في منازلهم". وأضاف:"تساورنا شكوك في صلتهم بالتفجيرات"، لافتاً إلى أن شرطة بانتين تجرى مضاهاة لوجوه الرؤوس المقطوعة للانتحاريين بصور قوائم المطلوبين لديها. وصمودرا هو أحد منفذي تفجيرات بالي الثلاثة وحكم عليه بالإعدام لدوره المحوري في تفجيرات تشرين الأول أكتوبر2002 في اثنين من النوادي الليلية في كوتا في جزيرة المنتجعات السياحية الشهيرة بالي. ويتواصل البحث عن الماليزيين ازهري بن حسين ونور الدين توب اللذين يعتقد بأنهما مختبئان في مكان ما من الدولة الإندونيسية المترامية الأطراف. وتقول الشرطة انها استجوبت حتى الآن 39 شخصاً على الأقل في ما يتعلق بالهجمات الانتحارية الأخيرة. ومن بينهم اثنان ليسا من سكان بالي استجوبا في الجزيرة بعد الاشتباه في تورطهما. ويأتي ذلك بينما خصص سكان بالي الهندوس يوم أمس للصلاة على ضحاياهم. وقال قائد شرطة جاكرتا فيرمان جاني إن أعضاء الخلية المسؤولة قد يكونوا مختبئين في العاصمة التي يقطنها 12 مليون نسمة. وأعلن الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانغ يودويونو أمس انه طلب من الجيش المساعدة في الحرب على الإرهاب. وأعلن رئيس الوزراء الأسترالي جون هاورد أن بلاده ستطلب من إندونيسيا حظر شبكة"الجماعة الإسلامية". وقال إن اتخاذ موقف حازم من قبل الرئيس يودويونو ضد المنظمة الإرهابية سيتيح توجيه"رسالة مطمئنة لكل الإندونيسيين المعتدلين". لكنه أكد أن استراليا ستعتمد موقفاً حذراً. وفي ولنغتون، حذّر وزير خارجية نيوزيلندا فيل غوف وكلاء السفر من أنهم سيتهمون بالإهمال في حال عدم إبلاغ عملائهم بالتحذيرات الحكومية الخاصة بحظر السفر إلى أماكن معينة.