كثف المحققون الإندونيسيون عمليات تعقب منفذي التفجيرات الانتحارية الثلاثة التي وقعت مطلع الأسبوع الجاري في منتجع جزيرة بالي الإندونيسية وأودت بحياة 22 شخصاً على الأقل. وشنت عمليات دهم وتفتيش للمنازل في الجزر القريبة، واستجوب عشرات الأشخاص. واعتقلت السلطات شخصين بالقرب من مكان التفجيرات. لكن الشرطة نفت صحة التقارير التي تحدثت عن تورطهما في الهجوم. وأعلنت الشرطة حال تأهب في مختلف أنحاء البلاد، في محاولة لاعتقال منفذي الهجوم ومنع وقوع مزيد من الهجمات. وناشدت السلطات الجاليات في إندونيسيا إبلاغ الشرطة عن الزائرين، للمساعدة في اعتقال مدبري التفجيرات في أسرع وقت ممكن. والهدفان الرئيسيان لعمليات البحث هما الماليزيان أزهري بن حسين ونور الدين توب القياديان الهاربان من الجماعة الإسلامية الآسيوية المتشددة المرتبطة بتنظيم"القاعدة". ويتهم أزهري وتوب بالمساعدة في التخطيط لتفجيرات بالي عام 2002 التي أسفرت عن مقتل 202 وهجومين تاليين على فندق فخم وسفارة استراليا في العاصمة جاكرتا. وأفاد قائد شرطة بالي مادي مانغكو باستيكا إن شخصين من غير سكان بالي احتجزا للاستجواب قبل يومين في إطار التحقيقات بتورط مشتبه به في تفجيرات السبت الماضي. وأضاف:"أحرزنا تقدماً، نأمل في العثور على خيوط أوضح لكن لم تصلني كلها بعد". لكن الناطق باسم نائب الشرطة سويناركو ارتانتو أوضح انه لم تحدث اعتقالات في شكل رسمي. وأضاف:"لدينا حتى الآن 39 شاهداً". ويحق للشرطة بموجب القانون الإندونيسي احتجاز أشخاص للاستجواب لأيام من دون توجيه اتهام إليهم أو اعتقالهم رسمياً. وأشار ارتانتو إلى أن أزهري وتوب هما هدفان رئيسان لعملية البحث. وعما إذا كان يمكنه تأكيد وجود أدلة تربط الرجلين بالتفجيرات الأخيرة، قال ارتانتو:"لا، لا يمكنني قول ذلك". ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن التفجيرات. ويقول خبراء في مكافحة الإرهاب إن الأساليب التي نفذت بها التفجيرات الأخيرة، بما في ذلك استخدام مهاجمين انتحاريين مثلما حدث في التفجيرات السابقة، هي من الأسباب التي دعتهم للاشتباه في الماليزيين الاثنين. كما أشاروا إلى تنسيق الوقت واختيار مواقع الهجمات كأدلة على التخطيط المتطور والمكثف وتورط الجماعة الإسلامية أو جماعة مشابهة. ووضع نحو مئتي ألف شرطي في حالة تأهب في شتى أنحاء إندونيسيا. باعشير يدين التفجيرات ودان الاسلامي الإندونيسي أبو بكر باعشير الذي يقضي عقوبة بالسجن لسنتين ونصف السنة لدوره في اعتداءي بالي في 2002، الاعتداءات الجديدة. وقال في بيان نشره محاميه:"لا أوافق على الاعتداءات التي ترتكب خارج مناطق النزاعات أياً تكن أسبابها، بما في ذلك اعتداءات بالي لأنه من المؤكد عملياً أنها تؤدي إلى سقوط أبرياء". تحذير أسترالي وحذّرت استراليا من هجمات إرهابية أخرى محتملة في بالي، وحضت السياح الأستراليين على البقاء بعيداً عن الملاهي الليلية التي يرتادها الأجانب. وجاء في التحذير أن منطقة سمينياك في بالي ذكرت كهدف محتمل. وجاء في التحذير أن الفنادق ومراكز التسوق والمطاعم والحانات وغيرها من الأماكن التي يميل السياح إلى التجمع فيها هي أهداف محتملة. وقتل مواطن على الأقل من اليابانواستراليا، وأصيب آخرون في التفجيرات الأخيرة.