اعلن قائد شرطة مكافحة الارهاب في اندونيسيا الجنرال انسياد مباي امس، ان الاعتداءات الثلاثة التي استهدفت منطقتي شاطئ جيمباران وساحل كوتا في جزيرة بالي اول من امس، واسفرت عن مقتل 26 شخصاً على الاقل وجرح 122 آخرين، نتجت من عمليات انتحارية تحمل بصمات الجماعة الاسلامية الجناح الاقليمي المزعوم لتنظيم"القاعدة". ونفذت التفجيرات الثلاثة في مطاعم للمأكولات البحرية غصت بالرواد في وقت العشاء، علماً ان المنطقتين تزدحمان بالمتاجر والمارة. وهي تزامنت مع الذكرى الثالثة للاعتداءات على الملاهي الليلية في بالي عام 2002، ما أسفر عن مقتل 202 شخص غالبيتهم من السياح الاجانب. واوضحت مصادر طبية أن 12 مواطناً قتلوا في التفجيرات من بينهم طفل في السادسة واستراليان وياباني. اما المصابون فهم: 64 اندونيسياً و20 استرالياً وسبعة كوريين جنوبيين وأربعة اميركيين وثلاثة يابانيين وفرنسي وألماني. وقال الجنرال مباي إن الملاحظات الاولية في اماكن الاعتداءات سمحت بالعثور على رؤوس مفصولة عن الاجساد في محيط منطقة التفجيرات، اضافة الى قطع حقائب تحمل على الظهر يشتبه بانها لانتحاريين،"ما يجعل اسلوب التنفيذ يشبه نظيره في العمليات الانتحارية السابقة". الا ان الجنرال مباي اعلن انه يجهل احتمال ارتداء المفجرين سترات مزودة بمتفجرات او حملهم القنابل بأنفسهم. وبدوره، اكد الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانغ يودويونو تنفيذ مفجرين انتحاريين الهجمات. في المقابل، ابدى رئيس البرلمان أغونغ لاكسونو خيبته من تجدد التفجيرات في جزيرة بالي"التي نفتخر بمكانتها السياحية المهمة. واعتقد بالتالي ان عمل اجهزة الاستخبارات بات موضع شك". وايضاً، انتقدت الرئيسة السابقة ميغاواتي سوكارنو بوتري الثغرات الامنية الكبيرة في الارخبيل، والناتج من النظام الامني المقلق، والذي اعلم تفاصيله جيداً". من جهتهم، قال خبراء أمنيون ان الهجمات الانتحارية الجديدة تؤكد ضلوع الماليزيين أزهري بن حسين ونور الدين محمد توب، وهما مهندسان من كوادر الجماعة الاسلامية فيها، علماً ان اتهامات وجهت اليهما بتنفيذ هجمات في السابق. واشار كين كونبوي الخبير الامني المحلي الى انه يصعب الحيلولة دون وقوع هذه الهجمات،"اذ ان الاماكن التي يستهدفونها يصعب حمايتها". ملاحقات وتدابير أمن ولاحقاً، اعلنت شرطة جزيرة بالي ان ستة اشخاص على الاقل متورطون في التفجيرات،"وهم المخططون والمعدون واولئك الذين جهزوا القنابل، وعلينا ان نبحث عن الفئة الثالثة". وفي وقت بادرت العاصمة جاكرتا الى وضع عناصرها في حال تأهب قصوى، ونشرت نحو 18 الفاً منهم في مواقع السفارات ومناطق عامة اخرى، حذرت السفارة الاميركية رعاياها من امكان استهداف هجمات مصالحهم فيها على غرار جزيرة بالي وسائر انحاء البلاد". واورد بيان للسفارة الاميركية انها تتلقى اشارات متواصلة تفيد بان الارهابيين ربما يخططون لمزيد من اعمال العنف في اندونيسيا،"وليس من المستغرب بالتالي تعرض الحانات والملاهي الليلية خلال شهر رمضان المبارك الذي يبدأ غداً. مساعدات وفي سياق المساعدات، ارسلت استراليا طائرات عسكرية الى بالي للمساعدة في اجلاء الاستراليين وغيرهم ممن يحتاجون مساعدة. واعلن رئيس الوزراء جون هاوارد ان اندونيسيا طلبت مساعدة من الشرطة المحلية، وان خبراء في مجال التعرف على الجثث توجهوا الى بالي. وبدورها، اعلنت القنصلية البريطانية في هونغ كونغ أنها سترسل أحد فرق الاستجابة السريعة الى بالي.