مارتيني سويسرا، كوالالمبور، جاكرتا، باريس، سيدني، مانيلا - رويترز، أ ف ب، أ ب - شكك خبراء سويسريون بصحة الرسالة الصوتية الأخيرة لزعيم "القاعدة" أسامة بن لادن، بعدما اتبعوا طريقة مميزة ومعروفة في تحليل الشريط الذي بث في 13 الشهر الجاري. إلى ذلك، أعلنت الشرطة الاندونيسية أمس أن القائد الميداني ل"الجماعة الإسلامية" الحنبلي أبدل بآخر يدعى "مخلص" الشهير بعلي جوفرون، فيما اعتقلت أندونيسيا أحد "الكوادر المتوسطين" في الجماعة. وتوقع مسؤولون أندونيسيون أيضًا أن يكون إمام سامودرا المتهم بالتخطيط لتفجيرات بالي، يحاول حماية المسؤول الحقيقي عنها. من جهة أخرى، أعلنت أستراليا أنها صادرت كميات كبيرة من الاسلحة والعتاد "العسكري" غير الشرعي، لدى شخص استبعدت أن يكون إرهابيًا، واكتفت بوصفه أنه "عاشق للاسلحة". وشككت الفيليبين بمصداقية أستراليا وكندا في وجود تهديد إرهابي دفعهما إلى إغلاق سفارتيهما في مانيلا، معتبرة أنه كان من الأجدى تبادل المعلومات وإخطار السلطات المعنية. قال خبراء صوت سويسريون إن الشريط الذي نسب مطلع الشهر الحالي إلى أسامة بن لادن، يمكن أن يكون مزورًا، بعدما قارنوه بتسجيلات أخرى مؤكدة لزعيم "القاعدة" مدتها ساعتان. وقال الباحث سامي بنجيو: "قد يكون الصوت لبن لادن أو لا يكون. ربما هو خدعة لكن من الضروري أن نكون حذرين". وشككت النتائج التي توصل إليها معهد الابحاث السويسري إي دي إي آيه بي في تقارير الاستخبارات الاميركية التي قالت إنه من شبه المؤكد أن الشريط هو لبن لادن. وكانت القناة الثانية للتلفزيون الفرنسي كلفت معهد "دال مول انستيتيوت أوف بيرسبتيوال ارتيفيشال أنتيليجنس" القيام بالمقارنة بين الشريط الجديد ونحو 20 تسجيلاً مؤكدًا لبن لادن. وقالت القناة إن الاستاذ الجامعي إيرف بولارد العامل في المعهد، خلص إلى أن كل الأصوات الواردة في الشرائط باستثناء الشريط المعني هي لشخص واحد، ولكنه أشار إلى أن هامش الخطأ في الأجهزة التي يستخدمها تصل إلى خمسة في المئة. وقال بنجيو لراديو "آر أس آر" السويسري إنه يجب التعامل مع هذه النتائج بحذر. وأضاف: "إذا أردت أن تصل إلى نتائج لا شك فيها، تحتاج إلى مئة تسجيل لبن لادن، وليس 20 فقط، وكلها تسجيلات رديئة". ولم يتسن الاتصال بالمعهد في مارتيني في سويسرا للتعليق. وكان الشريط المنسوب إلى بن لادن امتدح هجمات وقعت في 28 تشرين الأول أكتوبر الماضي، لذا اعتبر أهم دليل على نجاة زعيم "القاعدة" من الحملة التي شنتها الولاياتالمتحدة على أفغانستان. وأسمعت السلطات الأميركية الشريط إلى أعضاء من "القاعدة" محتجزين لديها وقالوا إن الصوت يشبه صوت بن لادن. "الجماعة" الأندونيسية وأعلن مسؤول بارز في الشرطة الاندونيسية أمس أن القائد الميداني ل"الجماعة الاسلامية" المتشددة في جنوب شرقي آسيا، أبدل بقائد أندونيسي آخر. وقال المسؤول الذي يترأس فريق التحقيق في هجمات بالي للصحافيين: "على رغم أن الأدلة لم تستكمل بعد، ولكن المعلومات الأولية التي تستند إلى التقارير التي تلقيناها من الاستخبارات ومصادر أخرى، تفيد أن الحنبلي استبدل بمخلص الشهير بعلي جوفرون ليترأس الجماعة الاسلامية في جنوب شرقي آسيا". وكانت الشرطة ذكرت في وقت سابق أن مخلص هو شقيق عمروسي المشتبه به في تفجيرات بالي، وأن مخلص هو القائد الميداني في هذه العملية. وأعلن رجال الاستخبارات المحلية أن الحنبلي 36 عامًا هو القائد الميداني ل"الجماعة الإسلامية" والمسؤول مسؤولية كاملة عن التخطيط للهجمات في المنطقة. وذكروا أيضًا أنه كان أحد رجال الاتصال بتنظيم "القاعدة". وقال مسؤول كبير في الشرطة إن مخلص كان في أندونيسيا قبل بضعة أشهر من وقوع هجوم بالي وأنه يعتقد الآن أنه موجود في "ماليزيا كبديل للحنبلي". ولم يكشف عن مكان الحنبلي المرجح. من جهة أخرى، أعلن مسؤول في الشرطة الأندونيسية أمس أن الأندونيسي إمام سامودرا وهو مهندس كومبيوتر أندونيسي 32 عامًا متهم بأنه العقل المدبر لتفجيرات بالي، ربما يحاول حماية المسؤول الحقيقي عن الهجوم. وما زالت الشرطة تعتبر أنه العقل المدبر للاعتداء لكنها لم تستبعد فرضية وجود مسؤول آخر كبير عن الاعتداء. وأكدت الشرطة أن سامودرا هو المسؤول عن عمليات "الجماعة الإسلامية" في أندونيسيا. وقال المسؤول عن التحقيق: "من المؤكد أنه يحاول إخفاء معلومات". وأضاف: "في الوقت الراهن أهم شخص في الترتيب الهرمي هو إمام سامودرا". ماليزيا في غضون ذلك، أعلن مسؤول حكومي امتنع عن نشر اسمه أمس، أن الشرطة الماليزية "اعتقلت رجلاً يقال إنه من الكوادر المتوسطة الشأن في الجماعة الإسلامية". وأوضح المسؤول أن الرجل في الثلاثينات من العمر وظل يخضع للمراقبة أربعة أشهر. وكانت السلطات الماليزية أعلنت الاسبوع الماضي، أنها اعتقلت أربعة يشتبه في انتمائهم إلى "الجماعة الإسلامية" ومن بينهم أعضاء في مجموعة انتحارية خططت لتفجير مصالح أميركية في سنغافورة. واعتقل الاربعة في الفترة بين 16 و20 الجاري، في ولاية جوهر الجنوبية. وقال مسؤول أمني إن ثلاثة من المعتقلين ماليزيون والرابع سنغافوري. أستراليا وأعلن ناطق عسكري أسترالي أمس، أن الشرطة الأسترالية صادرت 80 سلاحًا غير شرعي من بينها منصة لإطلاق الصواريخ وخمسة مسدسات وأسلحة "عسكرية" وجدتها في بيت دهم على بعد نحو 130 كلم شمال العاصمة سيدني. وحققت الشرطة مع رجل يبلغ الستين من العمر ويوصف بأنه "عاشق المسدسات"، ولكن لم توجه إليه أي تهم. وقال الناطق الذي رفض الكشف عن اسمه: "لا دليل على تورطه في أي عمل إرهابي أو ما شابه". وأضاف أن منصة الصواريخ وجدت بوضعية غير قابلة للاستعمال. وبدد المسؤولون الاستراليون المخاوف من احتمال وقوع اعتداءات إرهابية عشية الاحتفال بعيد رأس السنة. وقال قائد شرطة نيو ويلز ديك آدامز إنه لم يصله أي تهديد إرهابي عن مهرجانات رأس السنة، وبالتالي لن تتخذ أي إجراءات أمنية استثنائية. وشجع آدامز المواطنين الاستراليين على الخروج من منازلهم وعدم الخوف من التهديدات، وقال: "إذا كان الناس يريدون أن يعيشوا سجناء في مدينتهم ويفضلون عدم الخروج من منازلهم للمشاركة في أعظم حدث سنوي فهم يفوتون على أنفسهم الكثير". الفيليبين وأبلغت الفيليبين كلاً من أستراليا وكندا أنها تشك في مصداقية التهديدات الارهابية التي جعلتهما تغلقان سفارتيهما في مانيلا. واستخدم مستشار الأمن القومي الفيليبيني روليو غوليز كلمات قوية للتعليق على إغلاق السفارتين. وشكا المسؤولون في مانيلا في اجتماع عقدوه في وقت متأخر من مساء أول من أمس ،للسفيرين الكندي والاسترالي من أنه لم يبلغوا بهذه التهديدات و"كان من الأجدى لو جرى تنسيق وتبادل استخباراتي، وهو العنصر الأبرز في الحرب على الإرهاب"، بدل إغلاق السفارتين إلى أجل غير مسمى. وقال غوليز: "هذا ليس تصرف دول صديقة". وأضاف أن المسؤولين في الفيليبين "يشككون في مصداقية" تقارير الاستراليين والكنديين، واعتبر أنه "كان عليهم أن يكونوا أكثر وضوحًا، لأن هذه المسألة تخصنا مباشرة، كون الاعتداء المزعوم سينفذ على أرضنا". وأعلنت السفيرة الاسترالية روث بيرس أنها لن تناقش مضمون التهديدات لأنها لا تملك أي تفاصيل، ولكنها أكدت أن حكومتها تأخذ القضية مأخذ الجد.