سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التزام التصويت للائحة المقاومة في صيدا وحاصبيا والحاجة الى الأكثرية في الرئاسة الثانية عززا الضمانات التي قدمها ضد التشطيب . نصر الله يحقق بانفتاحه على "القوات" في الجبل نقلة جديدة ويحرص على ألا يذهب "كل في دربه"
المواقف التي اعلنها الأمين العام لپ"حزب الله"السيد حسن نصر الله اول من امس لمناسبة مهرجان دعم لائحة "وحدة الجبل"، حملت توجهات سياسية جديدة من جانب الحزب، تقضي بالانفتاح على قوى سياسية جديدة اعتاد ان يتجنب اقامة أي صلة معها، على الأقل علناً، وخصوصاً"القوات اللبنانية". وفيما كان المهرجان الانتخابي مخصصاً لتبديد أي شكوك حول إمكان قيام جمهور"حزب الله"ومناصريه بتشطيب أي من اعضاء اللائحة التي تضم مرشحه النائب علي عمار مع تحالف"اللقاء النيابي الديموقراطي"،"تيار المستقبل"،"القوات اللبنانية"والحركة الإصلاحية الكتائبية، فإن نصر الله ذهب ابعد من ذلك، بدعوة جمهور الحزب، والفرقاء الآخرين الى مصالحة وطنية حقيقية وحوار من دون استثناء أي فريق وصولاً الى تسويات داخلية. وجاء اصرار نصر الله على المحازبين، في حضور اعضاء اللائحة جميعاً على التصويت لها كاملة بناء لقرار مسبق اتخذه بالإشراف مباشرة على معالجة أي ثغرة في الاقتراع، بعد التشطيب الذي حصل من ناخبي الحزب في انتخابات بيروت لمرشحين حلفاء على لائحة"تيار المستقبل"الدكتور عاطف مجدلاني لمصلحة النائب السابق نجاح واكيم، ما اثار حفيظة حلفاء الحزب ولا سيما النائب المنتخب سعد الدين الحريري ورئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط وحلفاء الحزب في مناطق اخرى. وفي الاتصالات التي جرت مع الحزب، ابدى نصر الله انزعاجاً شديداً من عدم التزام المحازبين في بيروت، وأخذ على عاتقه معالجة هذه الثغرة مع كوادره وماكينته الانتخابية، خصوصاً ان التشطيب الذي بدا مبرمجاً جاء مناقضاً لالتزام الحريري انجاح مرشح الحزب في العاصمة وصب الأصوات السنية لمصلحته. واضطر نصر الله الى مخاطبة مسؤولي الحزب وماكينته الانتخابية بلهجة لا تخلو من القسوة لأن الخرق الذي حصل"سوّد له وجهه"بحسب المطلعين. وأكد لهم انه لن يقبل بتكرار ما حصل في عاليه - بعبدا مع مرشحي الحريري وجنبلاط وتابع شخصياً الترتيبات لضمان عدم حصول ثغرة في التزام الحزب في تلك الدائرة. المطالب السورية وتلتقي مصادر قريبة من الحزب ومن حلفائه على القول ان نصر الله، وقيادة الحزب شددا للحريري وجنبلاط الذي زار نصر الله الأسبوع الماضي، كذلك رئيس المجلس النيابي نبيه بري لهذا الغرض على ضمانات في شأن عهد التحالف في عاليه - بعبدا في وقت كان بعض الأوساط يردد مخاوفه من ان تؤدي اتصالات سورية مع الحزب لتمرير اصوات للنائب طلال ارسلان تردد انه سبق للقيادة السورية ان طلبت من الحزب اقناع جنبلاط بترك مقعد شاغر لأرسلان نظراً على علاقته الطيبة مع المسؤولين السوريين لكن جنبلاط رفض بتشطيب منافسه، او بتمرير اصوات لمرشحين آخرين هم على لائحة العماد ميشال عون - ارسلان، بناء لإلحاح مسؤولين سوريين يشجعون بعض الحلفاء على التعاون مع عون. إلا ان"حزب الله"حرص على تبديد هذه المخاوف التي طاولت ايضاً دائرة البقاع الغربي حيث تحالف"تيار المستقبل"والحزب التقدمي الاشتراكي والحزب وحركة"امل"، اضافة الى دائرة زحلة البقاع الأوسط التي يجرى الاقتراع فيهما الأحد المقبل. وما دعا الحلفاء الى الاطمئنان الى ضمانات نصر الله وعدم حصول تشطيب في معركة الجبل جملة عوامل اهمها: 1- ان"تيار المستقبل"والحزب التقدمي الاشتراكي، لم يردا على التشطيب في بيروت بتشطيب مماثل في الجنوب، لمرشحي الحزب وحركة"امل"في الجنوب، بل ان الجهد الذي بذلته النائبة بهية الحريري في مدينة صيدا، على رغم انها فازت بالتزكية هي والدكتور اسامة سعد، ادى الى نزول الصيداويين الى اقلام الاقتراع بكثافة غير معهودة اوصلت نسبة الاقتراع الى اكثر من 42 في المئة، في موقف هدف الى تأكيد التحالف تحت شعار حماية المقاومة وسلاحها من جهة وأظهر ان هذا الخيار ليس شيعياً او مذهبياً فقط من جهة ثانية، وساهم في رفع نسبة الاقتراع في الجنوب عامة في شكل عزز مقولة بري ونصر الله بأن الانتخابات كانت استفتاء سياسياً مع المقاومة من جهة ثالثة. والأمر نفسه حصل في حاصبيا، حيث للاشتراكي نفوذه، اذ اكتفى بتشطيب مرشح الحزب السوري القومي الاجتماعي اسعد حردان، وشكل التصويت في صيدا التزاماً اخلاقياً، اكثر منه سياسياً، امام قيادتي"امل"والحزب بالاتفاق على موقف سياسي موحد. التعاون الرباعي 2- ان قيادة"حزب الله"تحرص على الحفاظ على التعاون الرباعي الذي يضمه مع"المستقبل"والاشتراكي و"امل"، في مواجهة الضغوط في شأن قرار مجلس الأمن الرقم 1559، في ما يخص سلاح المقاومة في المرحلة المقبلة وفي شأن الاستحقاقات المقبلة بعد الانتخابات، وهي كثيرة،"وإلا ذهب كل في طريقه"بعد المرحلة الأخيرة من عمليات الاقتراع في 19 الجاري. وهو ما اخذ بعض الاتجاهات من اطراف التحالف يرددونها في حال تكرر التشطيب في عاليه - بعبدا وفي البقاع. والحرص على الاحتفاظ بهذا التعاون مرده ان تحالف كتلتي المستقبل وجنبلاط النيابيتين سيشكل الكتلة النيابية الأكبر في البرلمان المقبل، في كل الأحوال، وهي ستؤثر في انتخابات رئاسة المجلس النيابي، التي سيعود إليها بري، وفق ما هو متوافق عليه اضافة الى دور هذه الكتلة في تشكيل الحكومة المقبلة ومعالجة استحقاقات آتية في اليوم التالي لانتهاء الانتخابات، فضلاً عن التوافق الشيعي - السني - الدرزي، مع معارضين مسيحيين رئيسيين في"لقاء قرنة شهوان"على رفض الضغوط الخارجية الهادفة الى تجريد"حزب الله"من السلاح. وعليه فإن"حزب الله"يهتم بألا يعرض هذا التعاون للانفراط بسبب التشطيب في احدى دوائر جبل لبنان. 3- ان"حزب الله"قام بما يكفي لجهة مراعاة حلفاء سورية المباشرين في الجنوب، لجهة تبنيه ترشيح حردان ودعمه النائب قاسم هاشم حزب البعث، والنائب مروان فارس والنائب نادر سكر في البقاع الشمالي، وبالتالي ليس مضطراً لمراعاة هؤلاء في مناطق اخرى، يحتاج فيها الى توسيع رقعة علاقاته وانفتاحه السياسي لمواجهة ما هو آت من ضغوط. القوات والمراعاة 4- ان جنبلاط راعى تمني قيادة الحزب بعدم اختيار مرشح لپ"القوات اللبنانية"يكون من رموزها المباشرين في لائحة التحالف، باختيار الدكتور ادمون نعيم كصديق لها بصفته وكيلاً عن الدكتور سمير جعجع، وذلك تجنباً لإثارة جمهور الحزب الذي ما زال سلبياً تجاه التعاون مع القوات نتيجة تاريخ علاقة بعض قادتها إبان الحرب مع اسرائيل، وهي سلبية كانت ظهرت نسبياً حين تعاون الحزب مع المرحوم ايلي حبيقة في انتخابات العام 2000، وقد لقيت هذه المراعاة لجمهور الحزب تجاوباً من قيادة"القوات"ايضاً فدعمت ترشيح نعيم. وذكرت الأوساط المتصلة بالحزب ان هذه العوامل كلها جعلت نصر الله يتخطى الضمانات بالتصويت للائحة كاملة الى اعطاء التحالف الانتخابي بعداً سياسياً، باستعادته شعار بشير الجميل حول الپ10452 كيلومتراً مربعاً باعتبارها مساحة لبنان الكاملة، التي تضم مزارع شبعا والقرى السبع، اللتين تحتلهما اسرائيل، ما يبرر استمرار المقاومة، وهي طريقة ذكية بمخاطبة جمهور الحزب من جهة وقواعد"القوات"من جهة ثانية، بالانفتاح عليها. ويعتبر احد النواب اعضاء لائحة"وحدة الجبل"ان نصر الله حقق بذلك نقلة سياسية يقترب فيها من خطاب بعض قوى المعارضة من زاوية المصالحة وطي صفحة الماضي، ورفض أي فيتو في الحوار، ما يعني تجاوز خطوط حمر سابقة لمصلحة ما تتطلبه المرحلة السياسية الجديدة، فحماية الحزب من الضغوط تتم عبر تحصين الوحدة اللبنانية حول مجموعة من الثوابت. ويرى النائب نفسه ان قيادة"حزب الله"واعية للمتغيرات، فإذا كان حزب البعث في سورية يبحث في صيغ جديدة وفي تغيير اسمه للاستمرار وإذا كان المرشح الرئيس للرئاسة في ايران هاشمي رفسنجاني يضع خطاباً جديداً في شأن الحوار مع اميركا، فإن الحزب يدرك المتغيرات، والسيد نصر الله قال لأعضاء اللائحة بوضوح بالنسبة الى الوضع اللبناني ? الانتخابي، ان ظروف العام 2005 مختلفة عن ظروف العام 2000.