تستعد قيادة "حزب الله" لعقد اجتماع تقويمي لنتائج الانتخابات النيابية ولدور الحزب في المعركة الانتخابية على رغم أن قوته لم تختبر بما فيه الكفاية، بسبب تحالفه مع حركة أمل في البقاع والجنوب على نحو دفع بخصومهما الى خوضها من باب تسجيل موقف وإثبات وجود... واللافت أن الحزب استطاع أن يسترد مقعدين نيابيين كان خسرهما في انتخابات العام 1996 لكن استرداده للمقعدين الشيعيين في دائرتي بيروت الثانية وبعبدا - عاليه لم يأت من خلال خوضه معركة ضارية بمقدار ما أنه استعادهما نتيجة امتناع رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري عن ترشيح منافس لمرشح الحزب الفائز محمد البرجاوي على لائحة الكرامة في بيروت، ومبادرة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الى ترك المقعد الشيعي الثاني شاغراً ما أتاح لمرشح الحزب علي عمار الفوز به... ولا يخفى عن بال أحد، أن لموقفي الحريري وجنبلاط دوراً أساسياً في تمكين الحزب من استرداد مقعدين، وإلا لكانت النتيجة خلافاً لذلك لو أنهما شكلا لائحتين كاملتين في بيروت وبعبدا - عاليه. حتى أن موقفيهما من مرشحي الحزب لجهة حمايتهما انتخابياً لم يقترن بإبرام صفقة سياسية تقوم على تبادل الأصوات وهذا ما ظهر من خلال فرز أقلام الاقتراع في بعبدا - عاليه ومن ثم في بيروت. وبالنسبة الى الجنوب فإن ائتلاف الحزب مع "أمل" في لائحة المقاومة والتنمية لم يمنع حصول تشطيب، استهدف مرشحي الحركة والمستقلين على اللائحة ما ترك علامة استفهام على مدى قدرة الحزب على احترام التحالف خصوصاً أن أحداً لم يأخذ بتبريره في معرض الدفاع عن فارق الأصوات الذي جاء لمصلحة مرشحيه إضافة الى النائب مصطفى سعد. واستناداً الى المعلومات، فإن قيادة الحزب سارعت الى تطويق ردود الفعل، وعملت من خلال الوفد النيابي الذي انتدبته لزيارة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى تهدئة الأجواء على رغم أن بعض المراقبين في الجنوب رأى في التشطيب الحاصل بمثابة محاولة لتنفيس اجواء الاحتقان المسيطرة على قواعد الحزب. ورأى المراقبون أن الائتلاف النيابي بين الحركة والحزب سيبقى مفعوله سارياً في الانتخابات البلدية وأن الطرفين سيستجيبان للرغبة السورية في الحفاظ هذا الائتلاف. وأبدوا ارتياحهم لموقف بري، مشيرين الى أن الحزب سيدرس أيضاً إمكان اشتراكه في الحكومة الجديدة. وكان تردد في حينه أن الحزب يميل الى تسمية المعاون السياسي للأمين العام حسين الخليل ممثلاً له فيها.