كرست النتائج الرسمية التي أعلنها وزير الداخلية اللبناني حسن السبع لانتخابات العاصمة بيروت، اكتساح لائحة"تيار المستقبل"بزعامة سعد الدين رفيق الحريري لمقاعد العاصمة ال19، مع حلفائه في المعارضة، وانتقل كل فريق سواء المنتصر او المهزوم ترشحاً ومقاطعة، الى توظيف مجريات المرحلة الأولى في المعارك الانتخابية اللاحقة في المرحلتين الثالثة والرابعة، باعتبار ان نتائج المرحلة الثانية التي ستجرى الأحد المقبل في محافظة الجنوب محسومة النتائج لمصلحة تحالف حركة"أمل"-"حزب الله". راجع ص 2 و4 ودخل رئيس الجمهورية اميل لحود على خط تقويم نتائج انتخابات بيروت، فرأى ان تدني نسبة المشاركة يؤكد ان القانون لم يسمح للناخبين بالتعبير عن رأيهم. ودعا المعنيين الى استخلاص العبر وعدم تغييب شرائح كبيرة عن صنع مستقبل لبنان. وأمل من المجلس النيابي الجديد وضع قانون انتخاب عادل يساوي بين اللبنانيين. وجاء هذا الاستنتاج قريباً من تقويم خصوم تحالف الحريري -"القوات اللبنانية"- آل الجميل -"الحزب التقدمي الاشتراكي"-"لقاء قرنة شهوان"و"حزب الله"الذين فازوا بالمقاعد ال19. فهؤلاء الخصوم، بدءاً بالعماد ميشال عون وحزب الطاشناق اللذين مارسا المقاطعة وحرضا عليها في المناطق المسيحية من العاصمة، وبعض مرشحي المرحلة السابقة الموالين للسلطة وللنفوذ السوري، اعتبروا ان تدني نسبة المشاركة دليل الى تأثيرهم في مواجهة التيار الجارف المتعاطف مع آل الحريري وسائر قوى المعارضة الأخرى. وسيسعى عون مع القوى التي سيتحالف معها من أجل استثمار موقفه في انتخابات بيروت، في المناطق الاخرى. الا ان اوساط تيار الحريري وسائر قوى المعارضة تبدو واثقة من توظيفها لانتصار بيروت الساحق أكثر من خصومها، معتبرة ان"استغلال انخفاض نسبة الاقتراع في بيروت من عون وغيره هي وهم، مقابل الانتصار الذي حصل". وتعتبر أوساط تحالف الحريري - وليد جنبلاط -"قرنة شهوان"-"القوات اللبنانية"وآل الجميل، ان تدني نسبة الانتخاب لا يعود الى مقاطعة عون عمليات الاقتراع، خصوصاً ان النسبة ليست بعيدة من نسبة العام 2000 وهي بالتالي ليست متدنية، وامتناع جزء من الناخبين عن الاقتراع سببه فوز 9 بالتزكية، وانتفاء المنافسة التي تأتي بالمواطنين الى صناديق الاقتراع. وترى أوساط تحالف المعارضين، في وجه تحالف عون مع آخرين، ان حصدهم المقاعد ال19 في بيروت"سيشكل اندفاعة جديدة للوائحنا في مناطق جبل لبنان حيث يتحالف عون مع رموز السلطة، وفي الشمال والبقاع ايضاً، هذا فضلاً عن ان دعوة عون الى المقاطعة سببت رد فعل مسيحياً على التحريض ضد صولانج بشير الجميل وجبران تويني اللذين فازا على لائحة الحريري كأنهما لا يمثلان المسيحيين". وذكرت أوساط تحالف المعارضين ان موقف عون استفز قوى مسيحية معارضة، خصوصاً انه دعا الى مقاطعة في بيروت وسيشارك في دوائر أخرى وانه يعقد تحالفات مع رموز موالية للسلطة. وكان محيط دارة آل الحريري شهد ليل اول من أمس، تظاهرات سيارة وحشوداً اختلطت فيها أعلام"تيار المستقبل"مع أعلام"حزب الله"وأعلام"الحزب التقدمي الاشتراكي"وأعلام"القوات اللبنانية"، وهي ظاهرة تحصل للمرة الاولى في قلب المناطق الاسلامية من بيروت، خصوصاً ان رموزاً مسيحية زارت آل الحريري مؤكدة استمرار التحالف في المناطق الأخرى. وكان عون وصف أمس نتائج انتخابات بيروت بأنها"عملية بترو دولار واجتياح للعاصمة"، ورأى ان"عدم المشاركة البيروتية الكثيفة تثبت ان الوعي اللبناني زاد". واجتمع رئيس المجلس النيابي نبيه بري مساء مع رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط والنائب غازي العريضي لتقويم العملية الانتخابية في بيروت. وتحدث جنبلاط عن ردود الفعل العالمية من الأممالمتحدة والمراقبين، وقال انه"عندما اتفقنا مع الرئيس بري على ان الانتخابات في موعدها لم نكن على خطأ". وأضاف:"جرى ضجيج حول قانون الانتخابات لكن جرت الانتخابات في موعدها وهذه اشادات دولية، ولاحقاً في جو من الهدوء وعدم التوتر، نناقش معاً قانون الانتخاب الجديد من أجل ارضاء الجميع". وتمنى جنبلاط على"المحازبين والرفاق ان يحملوا العلم اللبناني وان لا ننغمس في الاعلام الحزبية والفئوية كي لا يحدث أي توتر وكي ندخل كل العملية الديموقراطية بكل هدوء ومحبة وشفافية". وتواصلت جهود عون لتأليف لوائح جبل لبنان مع النائب طلال ارسلان عاليه - بعبدا والقوى الأخرى، فيما تكثفت الاتصالات بين تحالف جنبلاط -"القوات"-"تيار المستقبل"والرئيس أمين الجميّل مع رئيس حزب الوطنيين الاحرار لضم مرشح الاخير في هذه الدائرة الياس ابو عاصي الى هذه اللائحة، وضم مرشح له الى لائحة المعارضة في المتن الشمالي هو فيليب معلوف في مواجهة لائحة عون غير المكتملة حتى الآن.