كشف القيادي في"حركة المقاومة الاسلامية"حماس الشيخ حسن يوسف ان التوجه القائم لدى الحركة هو"عدم اكتساح"الانتخابات التشريعية الفلسطينية بل المشاركة فيها من خلال"ائتلاف عام تحت قبة البرلمان". وقال ل"الحياة":"سئمنا تفرد فصيل واحد في صنع القرار ولا يمكن ان نكون نسخة عمن سبقنا. لا يمكن لأي فصيل بمفرده أن يحمل الهم الوطني. جل جهدنا منصب للخروج بائتلاف وطني من اجل النهوض بقضيتنا السياسية". وأكد أن عمليات التصويت جارية في قاعدة الحركة"لتفريغ"الاشخاص الذين سيمثلونها في الانتخابات ضمن قوائم ائتلافية لن تنحصر بأسماء ممثلي الحركة. من جهة اخرى، علمت"الحياة"من مصادر مطلعة أن زيارة الرئيس محمود عباس ابو مازن للولايات المتحدة ستتقاطع مع وصول رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون الى واشنطن في 24 الجاري. وفيما نفت المصادر وجود خطط لعقد أي اجتماع بين الطرفين، أكدت أن مساعدي الزعيمين سيعقدون اجتماعات قصيرة مع مسؤولين في مجلس الأمن القومي. ومن المتوقع أن يجتمع"أبو مازن"خلال اليومين المخصصين للزيارة بنواب أميركيين ورؤساء لجان مختصة بالشؤون الشرق الأوسطية في الكونغرس، يلي ذلك عشاء مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في اليوم التالي ويتوج بمأدبة غداء مع الرئيس جورج بوش في 26 الجاري، ولقاء محتمل مع نائب الرئيس ديك تشيني. كما ستتضن الزيارة لقاءت مع رؤساء منظمات يهودية وشخصيات عربية. اما شارون فسيحصر زيارته بفترة"نصف يوم"للمشاركة في مؤتمر"لجنة العلاقات الأميركية - الاسرائيلية"أيباك الذي يبدأ الأحد. وجاءت تصريحات القيادي الاسلامي في وقت تبث الاوساط الاسرائيلية الرسمية رسائل متناقضة في ما يتعلق بكيفية تعاطيها مع اعضاء الحركة في حال انتخابهم وانعكاسات ذلك على سير العملية التفاوضية المجمدة حتى الآن. فبعد اعلان وزير الخارجية سلفان شالوم الاسبوع الماضي ان اسرائيل"ستعيد النظر"في تنفيذ انسحابها من قطاع غزة واربع مستوطنات شمال الضفة الغربية اذا ما فازت"حماس"في الانتخابات، اعلن مسؤول عسكري"رفيع"للاذاعة الاسرائيلية امس ان ضباطاً في الجيش اجروا اتصالات مع ممثلين من"حماس"فازوا في الانتخابات البلدية اخيراً، مضيفاً ان الحركة شهدت اخيراً تغييراً استراتيجياً فباتت حركة سياسية. وتابع ان على اسرائيل"توخي الحذر من مسألة مقاطعة الحركة"، مذكرا بأنها"رفضت في الماضي التحدث مع ممثلي منظمة التحرير، والآن نتحدث معهم". وزاد ان"الخط الاحمر الان بالنسبة الى اسرائيل هو عدم الحديث والاتصال مع رجال حماس المتورطين بالارهاب"، مشيراً الى ان الحركة قد تفوز بما نسبته 30 في المئة من عدد مقاعد المجلس التشريعي في الانتخابات المقبلة. يذكر ان هذه هي المرة الاولى التي"تميز"فيها اسرائيل بين"القيادة السياسية"و"القيادة العسكرية"للحركة الاسلامية التي تعتبرها الدولة العبرية"منظمة ارهابية". في المقابل، قال رئيس اركان الجيش الاسرائيلي موشيه يعلون خلال جلسة"وداعية"للجنة البرلمانية لشؤون الخارجية والامن ان"حماس تبني جيشاً شعبياً مسلحاً ضد السلطة الفلسطينية". واضاف:"ان قوة حماس وتسليحها يتسارعان... هذه هي المحصلة والنتيجة التي توصلت اليها خلال عملي في الخدمة العسكرية لمدة طويلة". من جانبه، نفى يوسف في حديث ل"الحياة"ان يكون اي من ممثلي"حماس"اجرى اتصالات مع الجيش الاسرائيلي، وقال:"هذا كلام عار عن الصحة. هناك جهة فلسطينية واحدة تحاور وتفاوض الجانب الاسرائيلي وهي السلطة، ونحن لا نطرح انفسنا بديلاً منها ولا نجري اي مفاوضات امنية مع الاسرائيليين". واشار الى"ان عدداً من ممثلينا في بلدية اريحا شارك في اجتماع مشترك بين ممثلي البلديات الفلسطينية والاسرائيلية اخيراً، لكن لم يجر أي لقاء او اتصال مع ممثلي الحركة حصرياً". وفي رده على سؤال عن نية قيادات الحركة السياسية خوض الانتخابات التشريعية، قال يوسف ان جميع الخيارات مفتوحة، ملمحا في الوقت ذاته الى ان الرأي السائد هو احجام هذه القيادات عن ترشيح نفسها في هذه الانتخابات. وكرر رفض الحركة تأجيل الانتخابات:. ومن جانبه، استبعد وزير الشؤون المدنية محمد دحلان اجراء الانتخابات في موعدها، مشيرا الى وجود"استحقاقات مهمة قبل الانتخابات، وهي اجراء المرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية والانسحاب من غزة والانتخابات الداخلية لفتح، وهذه جميعاً لا يمكن الانتهاء منها خلال شهر واحد". وهذه هي المرة الاولى التي يربط فيها مسؤول فلسطيني بين اجراء المرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية وانتخابات"فتح"المقرر اجراؤها ما بعد تموز يوليو، الموعد المعلن لاجراء الانتخابات التشريعية.