اعلنت اسرائيل ان الانسحاب من قطاع غزة سيتم منتصف آب اغسطس المقبل، لكنها تركت الباب مفتوحا امام اعادة النظر في هذه العملية في حال فوز"حركة المقاومة الاسلامية"حماس في الانتخابات التشريعية المقبلة، خصوصا بعدما كشفت النتائج الرسمية للمرحلة الثانية من الانتخابات البلدية ان الحركة تحظى بقوة لا يستهان بها في الساحة الفلسطينية وتشكل تحديا حقيقيا امام حركة"فتح". راجع ص 6 و7 وبعد اعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون ان الانسحاب من غزة سيتم منتصف آب أغسطس المقبل بسبب العطل الدينية اليهودية، وذلك بتأخير ثلاثة اسابيع عن موعده المحدد، اكد وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم ان اسرائيل ستعيد التفكير في انسحابها المزمع من غزة اذا فازت"حماس"في الانتخابات التشريعية المقبلة، موضحا في ندوة:"يبدو من غير المنطقي بالنسبة الى ان نمضي في تنفيذ خطة الفصل الانسحاب وكأن شيئا لم يحدث". وفي اطار النتائج الرسمية الفلسطينية التي لن تصبح نهائية الى حين التحقق من بعض الطعون والمخالفات، قال مسؤولون في لجنة الانتخابات ان"فتح"فازت بنحو 50 مجلسا بلديا من بين 84 مجلسا في الضفة والقطاع، في حين فازت"حماس"بنحو 30 مجلسا خصوصا في الدوائر ذات الكثافة السكانية العالية في رفح والبريج وقلقيلية وبيت لحم. وتجنبت اللجنة العليا للانتخابات البلدية الخوض في هوية الجهة الفائزة في الانتخابات او حسم الفوز لصالح اي من التنظيمين السياسيين البارزين،"فتح"و"حماس"، بل ابقت السجال محتدما بينهما في شأن حجم التأييد الذي يحظى به كل منهما في الشارع الفلسطيني الى حين اجراء الانتخابات التشريعية. وفي هذا الصدد، اعلن رئيس اللجنة فؤاد الشوبكي اسماء الفائزين بمقاعد المجالس البلدية بشكل فردي ومن دون الاشارة الى انتماءاتهم السياسية او القوائم الانتخابية التي شاركوا فيها، موضحاً ان ذلك تم بموافقة كل الفصائل ووفقا للقانون الانتخابي، خصوصا ان عددا من الفائزين احتج على احتسابه ضمن قوائم حزبية لا ينتمي اليها. واحتسبت"حماس"الفوز لنفسها وقالت انها فازت بنحو نصف المجالس البلدية. واوضح احد قياداتها الشيخ حسن يوسف ل"الحياة"ان الحركة فازت بغالبية مقاعد 34 مجلسا بلديا من اصل 74 خاضت الانتخابات فيها، مشيراً الى ان مستقلين دعمتهم الحركة او قريبين منها فازوا بمقاعد عدد آخر من المجالس البلدية، وان الحركة فازت بغالبية المجالس ذات الثقل السكاني. واقرت"فتح"بالاداء القوي ل"حماس"، وقال امين سر المرجعية العليا للحركة حسين الشيخ ل"الحياة"ان حركته"لم تهزم لكنها لم تحقق فوزاً مبالغاً فيه"، مشيراً الى بروز قوة منافسة لا يستهان بها هي"حماس". ومن شأن المكاسب التي حققتها"حماس"ان تعقد جهود الرئيس محمود عباس ابو مازن السلمية مع اسرائيل، كما اوضحت تصريحات شالوم. وقد يلقي هذا الموقف الاسرائيلي ايضا بظلاله على اجتماعات المجلس التشريعي اليوم التي ستخصص لاقرار قانون الانتخابات. وعلمت"الحياة"ان"ابو مازن"يساند بقوة اجراء انتخابات تشريعية على اساس النظام النسبي الذي يقوم على انتخاب قوائم حزبية على مستوى الوطن باعتباره دائرة انتخابية واحدة قطاع غزة والضفة معا، وذلك لانه يرى فيه"طوق نجاة"لحركته التي يُعتقد انها ستمنى بهزيمة في غزة اذا اعتمد النظام المختلط النسبي والدوائر. ويرى الرئيس ان الدائرة الانتخابية الواحدة يمكن ان تعدل من الخلل الذي تعاني منه"فتح"في قطاع غزة، علما انها تتمتع بقوة اكبر في الضفة. ورجح مراقبون ان تؤدي نتائج الانتخابات البلدية الى تعزيز موقف الداعي الى ارجاء الانتخابات الى ما بعد عقد المؤتمر العام السادس للحركة لاعطائها فرصة لاعادة ترتيب البيت الفتحاوي.