فيما اثيرت شكوك امس حول احتفاظ حركة "فتح" بصفة الحزب القائد للمسيرة الفلسطينية من خلال انباء عن نية شخصيات فلسطينية "مستقلة" او ممثلة ل "التيار الوطني الديموقراطي" الترشيح لرئاسة السلطة، أعلن القيادي البارز في "حركة المقاومة الاسلامية" حماس الدكتور محمود الزهار ان "حماس" لن تشارك في الانتخابات المقرر اجراؤها في 9 كانون الثاني يناير المقبل لانتخاب رئيس جديد للسلطة الفلسطينية خلفاً للرئيس الراحل ياسر عرفات. واعتبر الزهار الذي كان يرافقه القياديان في الحركة اسماعيل هنية والدكتور نزار ريان قبيل دخولهم الى مقر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في غزة مساء أمس لعقد لقاء مع رئيس اللجنة محمود عباس أبو مازن ان هذه الانتخابات "غير شرعية" لأنها "استمرار لمرحلة اوسلو التي انتهت ولمجلس تشريعي انتهت صلاحياته ولفترة انتقالية انتهت" في الرابع من ايار مايو 1999. كما وصف الانتخابات بأنها "مجتزأة" كونها لا تشمل اجراء انتخابات للمجلس التشريعي والبلديات. وسئل الزهار عن احتمال التوصل الى هدنة أو وقف لإطلاق النار فقال: "الحديث يدور عن تهدئة داخلية وليس هدنة" مع اسرائيل. اما هينة فقال ان "الهدنة غير مطروحة الآن". وتشير تصريحات الزهار ودلائل اخرى الى ان رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير "أبو مازن" يواجه مهمة صعبة في تشكيل ائتلاف مع فصائل المعارضة المناوئة لاتفاق اوسلو، أو إقناعها بالمشاركة في السلطة والحكومة الفلسطينية. والتقى "أبو مازن" مساء أمس لهذا الغرض مع قياديين في حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، كل على حدة، بغية البحث في عدد من القضايا الخلافية. ويتركز البحث في المرحلة الراهنة بين "أبو مازن" والقوى والفصائل المختلفة على ثلاث قضايا هي: الوضع الداخلي، والشراكة السياسية، وخطة الانسحاب الإسرائيلي الأحادي الجانب، التي طرحها رئيس الوزراء ارييل شارون قبل نحو تسعة شهور. وأعلن شارون امس انه قد يفكر في تنسيق الانسحاب من غزة مع القيادة الفلسطينية الجديدة، وقال للصحافيين في منزله في القدس: "اذا تبين لنا، مع الوقت، ان القيادة الفلسطينية الجديدة مستعدة لمكافحة الارهاب، ربما يمكننا التوصل الى اتفاق تنسيق امني في شأن الاراضي التي يجب اخلاؤها". وكان وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم أعلن أخيراً ان على اسرائيل ان تنسق مع الفلسطينيين خطتها للفصل. وإذا كانت خطة الانسحاب الإسرائيلية من قطاع غزة وأربع مستوطنات يهودية في شمال الضفة الغربية محل خلاف بين الطرفين حتى الآن، فإن ثمة اتفاقاً على إنهاء حال الفوضى والانفلات الأمني. لكن هناك قضية مهمة داخلية لا يزال الخلاف واضحاً بشأنها، وهي مسألة الانتخابات، التي أعلنت السلطة أنها ستجري لانتخاب رئيس جديد للسلطة الفلسطينية خلفاً للرئيس عرفات، في حين تطالب الفصائل بأن تكون الانتخابات "رزمة واحدة" أي لرئاسة السلطة، وللمجلس التشريعي، وللبلديات أيضاً. من جهة اخرى، علمت "الحياة" انه الى جانب مرشح حركة "فتح" الذي تفرزه اللجنة المركزية للحركة، تدور مشاورات واتصالات حثيثة بين قيادات القوى والفصائل الفلسطينية الاخرى لطرح مرشحين آخرين يمثلون "التيار الوطني الديموقراطي" اضافة الى مرشحين "مستقلين" قد يصل عددهم في منافسة مرشح "فتح" الأوفر حظاً حتى الآن محمود عباس "ابو مازن" الى ستة. ومن بين المرشحين المحتملين منيب المصري، الرجل الذي كانت تربطه بالرئيس عرفات صداقة حميمة والذي يحظى بتأييد ودعم كبيرين خصوصاً في شمال الضفة الغربية. وتردد ان رفيق النتشة، عضو المجلس التشريعي، قد يترشح بصفة "مستقل". كما اشير الى عضو اللجنة المركزية في حركة "فتح" هاني الحسن كمرشح محتمل. ولم تستبعد مصادر في الجبهة الشعبية ان يكون لها مرشحها أيضاً.