اعلنت المؤسسات والفعاليات الفلسطينية بعد غد الاحد"يوم الرباط وشد الرحال"الى الحرم القدسي الشريف الذي يهدد آلاف المستوطنين والمتطرفين اليهود باقتحامه في الاول من شهر"نيسان"وفق التقويم العبري، فيما اعلنت اجهزة الامن الاسرائيلية بما فيها جهاز المخابرات الداخلي شاباك رفع حالة التأهب الى الدرجة الثامنة من اصل 10 درجات في البلدة القديمة في القدس في ظل"معلومات صلبة"عن نية هؤلاء المستوطنين اقتحام المسجد الاقصى واثارة الشغب هناك. ورغم التهديدات المتكررة من جانب عدد من المنظمات اليهودية المتطرفة التي تدعو وتعمل من اجل تدمير المسجد الاقصى وبناء"الهيكل"المزعوم على انقاضه خلال العقود الماضية، يسود الاعتقاد ان الخطر الداهم هو الاشد منذ احتلال اسرائيل للقدس الشرقية في العام 1967. وسربت اجهزة المخابرات الاسرائيلية على مدى الاسابيع الماضية معلومات عن نية جماعات ارهابية اسرائيلية اقتحام المسجد الاقصى في اطار مساعي المستوطنين اليهود ل"عرقلة تنفيذ خطة"فك الارتباط"الاسرائيلية من قطاع غزة اذ يرى هؤلاء ان من شأن تفجر الاوضاع في الحرم القدسي ادخال المنطقة بأسرها في دوامة عنف جديدة تحول دون اتمام خطة شارون بإخلاء قطاع غزة من المستوطنين. وحذر مفتي القدس والديار المقدسة، رئيس الهيئة الاسلامية العليا من"مغبة الاستخفاف بتهديدات الجماعات المتطرفة"واهاب بالمواطنين المقدسيين وفلسطينيي 48 وكل من يستطيع الوصول الى المسجد، التوجه الى الحرم القدسي الاحد المقبل لأن الحضور المكثف للمصلين سيحول دون اي اعتداء عليه. وقال انه اذا منعت سلطات الاحتلال دخول المواطنين الى الحرم في الايام المقبلة خصوصاً الاحد المقبل"فإنها تؤكد تورطها ومشاركتها في المخطط الذي يستهدف المساس بالمسجد الاقصى، وهي في كل الاحوال تتحمل المسؤولية عن المساس به". وتحظر اسرائيل على الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة دخول مدينة القدس منذ اكثر من اربعة اعوام وتحرمهم من اداء الصلاة في الحرم القدسي الشريف اذ تسيطر الشرطة الاسرائيلية على كافة مداخله. وطالب مفتي القدس الشيخ عكرمة صبري اسرائيل بإلقاء القبض على زعماء الجماعات الاسرائيلية المتطرفة مضيفا ان هؤلاء"غير مغمورين وهم معروفون وظهروا في مؤتمرات صحافية واجتماعات دينية ويوزعون البيانات". واكد الشيخ صبري ان هذه"فترة ذهبية لاسرائيل والجماعات المتطرفة للانقضاض على المسجد الاقصى استغلالاً للوضع الدولي". ودعت رابطة علماء فلسطين في ختام اجتماع لها عقد في غزة الى تحويل الاحد المقبل الى"يوم الزحف"الى المسجد الاقصى وحضت الفلسطينيين على التوجه الى الحرم القدسي ابتداء من مساء السبت وحتى الاثنين المقبل لنجدة المسجد الاقصى ومنع وصول المتطرفين اليهود اليه واقتحامه. ومن جهتها حذرت"مؤسسة الاقصى"من مركزها مدينة ام الفحم في المثلث والتي تعمل على حماية المسجد الاقصى من خطورة تهديدات المتطرفين اليهود وامكانية محاولة تنفيذهم اياها في ايام اخرى غير يوم الاحد داعية الفلسطينيين الى ان يكونوا في باحات الاقصى في كل الايام المتاحة. واكد الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الاسلامية داخل الخط الاخضر ان جميع القيادات العربية الفلسطينية في اراضي 1948 سيلتقون في اليوم المذكور في المسجد الاقصى. ووزعت"مؤسسة الاقصى"ومؤسسات مقدسية آلاف الملصقات التي تدعو الى نصرة المسجد الاحد المقبل. كذلك دعت"حركة المقاومة الاسلامية"حماس في بيان لها امس الى تنظيم مسيرات ضخمة اليوم الجمعة والاحد رداً على تهديدات المتطرفين اليهود باقتحام"الاقصى". وحذرت الحركة من الرد الفلسطيني على اقتحام"الاقصى". وجاء في بيان وزع امس"اذا كان رد الشعب الفلسطيني على تدنيس شارون للمسجد الاقصى عام 2000 باشعال انتفاضة الاقصى فإن ردة فعل شعبنا على جريمة خطيرة من هذا النوع لا بد ان تكون بحجم قدسية وحرمة ومكانة المسجد وبحجم الجريمة البشعة". ودعت الفلسطينيين الى الاعتكاف والاحتشاد في المسجد خلال الايام الثلاثة المقبلة. وواصلت الجماعات اليهودية المتطرفة توزيع المنشورات الداعية الى تجمع اليهود امام باحات"الاقصى"لاقتحامه في الكنس والتجمعات الاستيطانية المختلفة، وذلك رغم اتخاذ الحكومة الاسرائيلية قراراً يمنع بموجبه اليهود من"زيارة"المسجد الاقصى في اليوم المذكور وحظر دخول افراد حركة"رفافا"التي تبنت تنظيم عملية الاقتحام في الفترة الاخيرة.وزاد من مخاوف الفلسطينيين ان الاجهزة الامنية الاسرائيلية بما فيها"شاباك"رفعت مستوى حالة التأهب في صفوفها بعد وصول"معلومات صلبة"عن نية المتطرفين تنفيذ تهديداتهم، ولكن"شاباك"لم يعتقل اياً من زعماء هذه الجماعات. وفي تطور لافت، اعتقلت الشرطة الاسرائيلية في القدس متطرفين يهوديين زرعا قنابل"وهمية"في شارع يافا في القدسالشرقية وقرب احد الكنس في المدينة مساء الاربعاء. وذكرت مصادر اسرائيلية انه يشتبه بأن الاثنين وضعا قنبلة مشابهة في سوق"محنا يهودا"للخضار في القدس الغربية قبل نحو شهر ما ادى الى اعلان حالة تأهب في صفوف الشرطة الاسرائيلية وتعطيل الحياة في المنطقة لمدة ساعة. وكتب على"الحقيبة"بالعبرية"وقف تنفيذ خطة فك الارتباط يمنع الاجسام المشبوهة حقيقية او غير حقيقية". الفصائل الفلسطينية تهدد بانهاءالتهدئة في حال تنفيذ التهديدات وهددت الفصائل الفلسطينية أمس بانهاء التهدئة في حال نفذ المتطرفون من اليمين الاسرائيلي تهديداتهم باقتحام المسجد الاقصى، داعية الى تنفيذ مسيرات جماهيرية حاشدة استنكاراً لأي"مساس بالمسجد الاقصى". وقالت كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة"فتح"في بيان لها امس إن"تنفيذ تهديدات المتطرفين الصهاينة باقتحام المسجد الاقصى سيؤدي الى تفجير المنطقة بكاملها وانهيار التهدئة". من ناحيتها، دعت"حركة الجهاد الاسلامي"الفلسطينيين في قطاع غزة الى المشاركة في مسيرة ستنطلق غداً الجمعة من كل مناطق قطاع غزة"نصرة للقدس ورفضاً لمؤامرات التهويد". وقالت في بيان:"ندعوكم للمشاركة في مسيرات الغضب الجماهيرية والتي تأتي تعبيراً عن رفضنا واستنكارنا للهجمة الصهيونية الحاقدة التي تستهدف المسجد الاقصى المبارك". وطالبت رابطة علماء فلسطين في قطاع غزة السلطة الفلسطينية والفصائل والقوى الوطنية والاسلامية ب"ان يتنصلوا من كل تفاهات التهدئة التي تم اقرارها في القاهرة، في حال دنّس قطعان المستوطنين اليهود قرى الاقصى المبارك". وقال الدكتور سالم سلامة رئيس الرابطة في القطاع خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر وكالة"رامتان"الفلسطينية للانباء في مدينة غزة امس في معرض رده على اسئلة الصحافيين:"شعبنا وعلى رأسه السلطة الفلسطينية والفصائل سيستجيبون ويأخذون على عاتقهم الدفاع عن حياض الامة". واضاف انه في حال عدم الاستجابة لنداء الرابطة بوقف التهدئة والعودة الى شن هجمات فلسطينية على اهداف اسرائيلية فان"شعبنا قادر على الدفاع عن مقدساته". وحمل اسرائيل وحدها"تبعات ما سينجم عن المساس بمقدسات المسلمين". ورداً على سؤال حول قرار اسرائيل منع غير المسلمين من الوصول الى المسجد الاقصى الاحد المقبل لمنع المستوطنين اليهود من مهاجمة المسجد قال:"اننا لا نعول على هذا القرار، لاننا لا نعتمد عليهم في تنفيذ اي شيء يتفقون عليه مع غيرهم، وكذلك لا نعتمد عليهم في حماية مسجدنا ولانصدقهم ولا نثق بهم".