حذرت مؤسسة "الأقصى لإعمار المقدسات الاسلامية" من تصاعد وتيرة التهديدات بنسف المسجد الاقصى من جانب متطرفين يهود، في ضوء ما كشفته مصادر امنية ورجال فكر اسرائيليون متخصصون في شؤون الجماعات اليهودية المتطرفة عن نية هذه الجماعات نسف المسجد الاقصى، هذه المرة "لمنع تطبيق خطة الانسحاب من قطاع غزة". واعتبرت المؤسسة هذه التهديدات "مؤشراً خطيراً يهدد بتدمير المسجد" ووجهت في بيان لها نداء الى الأمتين العربية والاسلامية حكاماً وشعوباً وعلماء للتحرك والقيام بدورهم للحفاظ على الاقصى ومنع المساس به. وجاء البيان في اعقاب تقرير نشر في ملحق صحيفة "هآرتس" العبرية بمناسبة "عيد الفصح اليهودي" اكدت فيه شخصيات امنية قيادية اسرائيلية ومصادر في جهاز الاستخبارات الاسرائيلي شاباك وضباط سابقون في الشرطة الاسرائيلية وخبراء في شؤون الجماعات اليهودية المتطرفة، ان "احتمالات قيام جماعات يهودية بنسف المسجد تزداد يوماً بعد يوم لمنع انسحاب اسرائيلي من غزة او غيرها". واشار التقرير المطول الى ان فكرة "نسف المسجد الاقصى" برزت في مناقشات جماعات يهودية متطرفة في المرة الاولى عشية اخلاء المستوطنات اليهودية من صحراء سيناء المصرية بعد التوقيع على معاهدة السلام الاسرائيلية - المصرية. وبحسب المصادر الاسرائيلية، شملت "افكار" المتطرفين آنذاك ايضاً اغتيال الرئيس المصري انور السادات. ونسب الى مصادر في جهاز "شاباك" قولها ان جماعات "شبيبة الهضاب" ومجموعات ارهابية اخرى حاولت نسف الاقصى عن طريق صواريخ موجهة كما حدث في العام 1984، عندما قاد ارهابي يهودي بعد اعتقاله الشرطة الى مخبأ لقاذفة صواريخ مضادة للدبابات تطل على المسجد الاقصى. وكشف التقرير ان احد افراد هذه الجماعات ويدعى شاحر زيلغر ابلغ الشرطة الاسرائيلية بعد اعتقاله قبل نحو نصف عام ان "شبيبة الهضاب" خططوا لتدمير المسجد الأقصى ونسفه وانه امدهم باسمي شخصين لهما علاقة بهذا المخطط، احدهما من مستوطنة "كريات اربع" اليهودية المقامة على اراضي الخليل والتي يعرف المستوطنون فيها بتطرفهم الشديد. واشار التقرير الى ان الشرطة افرجت عن هؤلاء "لعدم توافر ادلة" ضدهم وان اعتقالات موسعة لم تتم في هذه القضية. واشارت المصادر ذاتها الى ان "سوق الاجرام في اسرائيل مشبعة بمثل هذه الذخائر" وانه على رغم كل النشاطات الاستخبارية التي تقوم بها الجهات المعنية بما فيها الحديث الى الحاخامات ورجال الدين اليهود، الذين اثبتت الوقائع ان كل من يفكر بتنفيذ عمل ارهابي كهذا يلجأ إلى استشارتهم في هذا الشان "بصورة مباشرة او غير مباشرة" على رغم كل الاحتياطات، فإن القيام بذلك يتطلب شخصا واحدا فقط، مثلما حدث مع باروخ غولدشتاين الذي اطلق نيران رشاشه على المصلين في الحرم الابراهيمي في الخليل حيث قتل 29 مصلياً، وقبله شمعون باردا الذي اطلق النار باتجاه المصلين في المسجد الاقصى في العام 1982. وخص التقرير بالذكر جماعات ما يسمى "شبيبة الهضاب" و"الجيل الجديد للمستوطنين" التي تضم غلاة المتطرفين اليهود من الشباب الذين احتلوا الهضاب والجبال الفلسطينية في الضفة الغربية، إضافة الى مجرمين سابقين "عادوا الى الديانة اليهودية" من خلال تنفيذ هذه المخططات ومن وصفهم ب "المختلين عقليا" او من يؤمنون بأن لديهم "رسالة دينية عميقة". واشار التقرير الى ان هؤلاء يعتقدون بإمكان بذل محاولات اخرى لتفجير المسجد الاقصى عن طريق صواريخ موجهة مذكرين بمحاولة جماعات يهودية اخرى القيام بذلك قبل سنوات عدة. وخلص التقرير الى ان هذه الجماعات تعتقد ان بامكانها وقف عملية سياسية ما مثل خطة الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة التي طرحها شارون، من خلال نسف المسجد الاقصى او تدمير مساجد اخرى، وطالما اعتقدت ذلك، فإنها ستواصل المحاولة. ونقل بيان مؤسسة "الاقصى لإعمار المقدسات الاسلامية" عن نائب رئيس الحركة الاسلامية في الجليل الشيخ كمال الخطيب قوله ان ما ورد في تقرير "هآرتس" "نذير ما قبل الكارثة" مضيفاً ان من "الواضح جداً ان تخوف الأجهزة الاسرائيلية نابع من معلومات اكيدة وموثوقة تشير الى ان جهات يهودية تسعى لتنفيذ مخططها لهدم المسجد الاقصى ونسفه". واتهم االخطيب رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ب"التمهيد" لهذه المخططات بدخوله المسجد الاقصى في ايلول سبتمبر عام 2000.