بلغ التوتر في محيط مدينة القدس وبقية انحاء الاراض الفلسطينية امس حد الغليان، بعد تدفق آلاف المتطرفين اليهود الى المدينة المقدسة تمهيداً لاقتحام الحرم القدسي الشريف صباح اليو م الاحد، وبعداستشهاد ثلاثة فتيان فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي في رفح بينما كانوا يلعبون كرة القدم. وبرزت مؤشرات الى احتمال اندلاع انتفاضة جديدة رداً على الاستفزازات الاسرائيلية وسط اجواء تذكر ب"زيارة"رئيس الوزراء الاسرائيلي الحالي ارييل شارون للحرم القدسي عندما كان زعيماً للمعارضة في 28 ايلول سبتمبر عام 2000. وزاد من اجواء القلق ونذر حدوث انفجار كبير للعنف اعلان وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم عشية سفر رئيس وزرائه الى اميركا للقاء الرئيس جورج بوش اصرار اسرائيل على توسيع المستوطنات رغم رفض الرئيس الاميركي لهذا التوسيع. راجع ص 6 و 7 وفيما دان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قتل الفتيان الثلاثة واعتبره"انتهاكاً مقصوداً"للهدنة، وقال:"لن نقبل ان تهدر دماء ابناء شعبنا بهذا الاستخفاف والاستهتار"، اعتبرت حركتا"المقاومة الاسلامية"حماس و"الجهاد الاسلامي"ان"من حق فصائل المقاومة الرد على هذا الخرق الاسرائيلي". وفيما اكد القيادي البارز في"حركة الجهاد الاسلامي"في غزة محمد الهندي ان"الحركة ما زالت ملتزمة التهدئة التي اعلنتها الفصائل الفلسطينية في حوار القاهرة"، اعلن ناطق باسم"سرايا القدس"الجناح العسكري ل"الجهاد"يدعى"ابو محمد"ان"سرايا القدس في حل من اي التزام بالتهدئة بعد سفك الاسرائيليين دماء الفتيان الفلسطينيين. ان هذا يعني اننا لم نعد الآن ملتزمين الهدنة". وقالت الفصائل الفلسطينية ان المساس بالمسجد الاقصى من شأنه ان يؤدي الى تفجير المنطقة، وحملت الحكومة الاسرائيلية تبعات اي اقتحام يقوم به المتطرفون لباحة المسجد. وقالت مصادر عسكرية اسرائيلية ان فلسطينيين اطلقوا تسع قذائف هاون على مستوطنات يهودية جنوب قطاع غزة، سقطت قرب مجمع مستوطنات"غوش قطيف". وكان رئيس حركة"ريفافا"اليهودية المتطرفة دافيد عبري اعلن ان الهدف من دخول الحرم هو"زيادة الوعي عند اليهود بأهمية جبل الهيكل ونحو اقامة كنيس يهودي داخل الحرم القدسي لنقيم شعائرنا الدينية فيه". وأكدت"مؤسسة الأقصى"لأعمال المقدسات الاسلامية ان موظفيها رصدوا نشاطاً مكثفاً لمنظمة"ريفافا"في الساعات الاخيرة لاقتحام المسجد الاقصى اليوم من خلال توزيع عشرات الاعلانات الملونة الداعية الى التوجه الى الحرم القدسي والتي تحدد ساعات السفر للمتطرفين وتحمل شروحاً لموقع"الهيكل المزعوم"في موقع قبة الصخرة المشرفة ونصب اللافتات الكبيرة في الاماكن العامة وعلى مفارق الطرق الرئيسة وتوزيع قمصان تحمل شعار المنظمة والدعوة الى دخول الحرم القدسي. وأكدت"مؤسسة الاقصى"في بيان لها حمل شعارها الذي اعلنته منذ سنوات"الاقصى في خطر"ان"الخطة الصهيونية لاقتحام الاقصى دخلت حيز التنفيذ"، مشيرةً الى وصول آلاف اليهود المتطرفين الى البلدة القديمة واقامة طقوس خاصة بهذه المناسبة. وجاء تدهور الاوضاع وارتفاع التوتر قبل ساعات من موعد سفر رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الى الولاياتالمتحدة للاجتماع غداً مع الرئيس جورج بوش في مزرعته في تكساس. وعلى ان بوش استبق لقاءه مع شارون بإعلانه عن رفضه توسيع المستوطنات اليهودية في الاراضي الفلسطينية بوصفها تتنافى مع خطة خريطة الطريق، فقد دافع وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم عن توسيع المستوطنات اليهودية في الاراضي الفلسطينية. وقال شالوم للاذاعة العبرية رداً على سؤال هل يعتقد ان مشروع توسيع مستوطنة"معاليه ادوميم"الواقعة شرق القدس يتعارض مع خريطة الطريق بالقول ان"اسرائيل تنظر الى الكتل الاستيطانية على اساس انها جزء من اسرائيل، وبناء على ذلك نتمسك برأينا في هذه المسألة ... وانا متأكد بأنه اذا اثيرت هذه القضية في اللقاء مع بوش فإنه شارون سيوضح موقفه وهو ان الكتل الاستيطانية جزء من اسرائيل. وبين الاصدقاء يمكن الاتفاق على الاختلاف".