انتخب أعضاء الجمعية الوطنية البرلمان العراقية مرشح العرب السنة الوحيد وزير الصناعة حاجم الحسني، بغالبية ساحقة بعد انسحاب"مفاجئ"لمشعان الجبوري. وبدأت الجلسة الثالثة للجمعية صباح أمس بالوقوف دقيقة حداداً على وفاة البابا يوحنا بولس الثاني"لما له من دور فاعل في التعايش السلمي والحوار بين الطوائف والأديان". ومن ثم فُتح باب الترشيح من رئيس الجلسة الشيخ ضاري الفياض الذي دعا الراغبين من الأعضاء في الترشح، إلى تسجيل أسمائهم. ولم يتقدم من العرب السنة غير الحسني، عضو كتلة"عراقيون"بزعامة الرئيس غازي الياور، فيما ترشح عضو كتلة"الائتلاف الموحد"الشيعية حسين الشهرستاني وعضوا"التحالف الكردستاني"عارف تيفور وفائزة باباخان مستشارة وزارة شؤون المرأة، وانتصار يونس العمري ونضال جريو من كتلة"العراقية"التي يتزعمها رئيس الحكومة اياد علاوي. وبعدما أُقفل باب الترشيح، وُزعت أوراق الاقتراع التي تحتوي ثلاثة خيارات رئيس عربي سني ونائب شيعي ونائب كردي، وحصل الحسني على 215 صوتاً من أصل 241، والشهرستاني على 157 صوتاً، وعارف تيفور على 96 صوتاً، ويونس على 11 صوتاً، وجريو على خمسة أصوات. وحضر 241 نائباً الجلسة، ما دفع رئاستها إلى اعتبارها كاملة النصاب. وتسلمت هيئة رئاسة البرلمان المؤلفة من الحسني رئيساً والشهرستاني شيعي نائباً أول وعارف تيفور كردي نائباً ثانياً، ادارة الجلسة فور اعلان النتائج. ووجه الحسني كلمة شكر فيها ادارة الجلسة لنجاحها في انجاز عملية التصويت. وأفادت مصادر نيابية أن الجلسة رفعت لاستكمال المشاورات في شأن اختيار هيئة رئاسة الجمهورية. وقال الناطق باسم"الائتلاف"علي الدباغ ل"الحياة"إن"تسمية النائب الثاني سني لرئيس الجمهورية لم تحسم بعد"، مشيراً إلى أن"الائتلاف"اختار مرشحه لهذا المنصب وهو وزير المال عادل عبدالمهدي، وأن مفاوضات تجرى لحسم خيار العرب السنة لهذا المنصب. ولفت إلى أن"الجميع يأمل بتسمية هيئة رئاسة الجمهورية ورئيس الوزراء ليفتح المجال أمام تسمية الحقائب الوزارية". وتابع أن ثلاثة أسماء تتنافس على منصب رئيس الجمهورية، هي غازي الياور والشريف علي بن الحسين راعي"الحركة الملكية الدستورية"ورئيس"تجمع الديموقراطيين المستقلين"عدنان الباجه جي الذي أعلن ترشيحه رسمياً أول من أمس. وبدا أن حظوظ الياور في هذا المنصب شرعت بالتراجع، بعد اختيار الحسني رئيساً للبرلمان، خصوصاً أن الأخير ينتمي إلى كتلته البرلمانية، في حين تدعم كتلة"الائتلاف"الشريف علي. وأكد الحسني للصحافيين اثر انتخابه أن"العرب السنة سيشاركون في شكل فاعل في كتابة الدستور وتشكيل الحكومة"، لافتاً إلى أنهم"مشاركون في العملية السياسية، لكن المطلوب أن تتناسب هذه المشاركة مع الثقل السياسي والشعبي الذي يمثلونه"، مؤكداً وجود"تطورات إيجابية في الشارع السني". ونفى ابراهيم الجعفري عضو"الائتلاف"، مرشحها لرئاسة الحكومة، امكان اختيار الهيئة الرئاسية اليوم، مشيراً إلى استمرار الحوارات والمشاورات بين الكتل والقوى العربية السنية لتسمية مرشحها لمنصب النائب الثاني لرئيس الجمهورية. وأكد أن الحوارات الجانبية التي تسبق اجتماع البرلمان"تلعب دوراً فاعلاً في حسم كثير من الأمور التي لا يمكن بتها في الجمعية". وأشار الجعفري إلى أن"مبدأ النيابة غير موجود في قانون ادارة الدولة"، ما يعني أن سياسة"التوافقات والمصلحة هي التي أوجدته". وقال ان هناك أكثر من مرشح لمنصب نائب رئيس الجمهورية، وان المنافسة تقلصت و"لا خلافات واسعة حول هذا الموضوع". فرج الحيدري عضو"التحالف الكردستاني"قال ل"الحياة"أن الجزء الآخر من الجلسة البرلمانية خصص لمناقشة قضايا ادارية تتعلق بالنظام الداخلي لعمل الجمعية الوطنية. ونفى مضر شوكت سني عضو كتلة"الائتلاف"وجود ضغوط خارجية أميركية او بريطانية مورست على العرب السنة أو أعضاء الكتل الأخرى، لتسريع حسم اختيار رئيس للبرلمان. وقال ل"الحياة"إن ما حصل هو نتيجة مفاوضات"الغرف المغلقة"، وأن"العملية السياسية تدار بهذا الشكل"، لافتاً الى أنه لا يعرف شيئاً عن الأسباب التي دفعت رئيس كتلة"المصالحة والتحرير"مشعان الجبوري الى سحب ترشيحه لمصلحة الحسني. وزاد أن مرشح"الائتلاف"فواز الجربا سحب ترشيحه"لأن كتلته طلبت منه ذلك". وكشف نائب تحفظ عن ذكر اسمه ل"الحياة"أن"العرب السنة لم يختاروا الحسني ليمثلهم، وهو تركماني ولا يمكن أن يكون ممثلاً لهم". وتابع أن السنة"لم يتفقوا على مرشح ولم يجمعوا على رأي واحد، فعدم وجود مرجعية سياسية لهم، أدى الى تفتتهم وعدم توصلهم الى توافق على مرشح". الى ذلك، أفادت وكالة"فرانس برس"أن كثيرين من النواب لم ينتخبوا سوى اسمين، وعلى رغم أن غالبية نيابية صوتت للحسني فإن لائحة"الائتلاف"146 مقعداً لم تصوت للمرشح الكردي، كما أن اللائحة الكردية 77 مقعداً لم تصوت للمرشح الشيعي. وفيما توقع نواب اختيار المجلس الرئاسي العراقي بعد غد، أبدى ابراهيم الجعفري الذي يتوقع أن يتولى رئاسة الحكومة، حذراً. وأعرب زعيم"المؤتمر الوطني"عضو كتلة"الائتلاف"أحمد الجلبي عن تفاؤله باختيار الرئيس ونائبيه الأربعاء، وقال الجعفري:"هناك توافق على اسمي الرئيس ورئيس الحكومة بين اللائحتين الأساسيتين، لكن ذلك لا يعني شيئاً طالما لم تنجز العملية بكاملها". وأقر بوجود"خلافات"لكنه اعتبرها"مظاهر الديموقراطية".