مع تساقط قذائف"هاون"قرب مبناه، وبعد تأجيل لساعتين ونصف ساعة، عقدت الجمعية الوطنية البرلمان العراقية جلستها الثانية امس، من دون التوصل الى اتفاق لتسمية رئيسها. وانسحب رئيس الوزراء اياد علاوي من الجلسة بعد مشادات غاضبة هاجم فيها بعض النواب الزعماء الشيعة والاكراد لاخفاقهم في التوصل الى اتفاق على تشكيل الحكومة. وأكد الرئيس الموقت للجمعية الشيخ ضاري الفياض في افتتاح الجلسة ان القوائم الاربع الرئيسية طلبت تأجيل اختيار رئيس للجمعية ونائبيه"الى حين انتهاء السنة من محادثات في ما بينهم لاختيار المرشح"لتولي رئاسة المجلس. والقوائم الاربع هي"الائتلاف العراقي الموحد"و"التحالف الكردستاني"و"العراقية"يتزعمها علاوي و"عراقيون"يرأسها الرئيس غازي الياور. ودعا الفياض الى درس"النظام الداخلي لعمل الجمعية الوطنية". وقالت نائبة:"ارجو ان يطلع الشعب على تفاصيل ما يجري وراء الكواليس، اذا كنا نريد ان تكون الجمعية الوطنية حقيقية وفعالة، وان يكون الشعب على علم بمن يعطل المسيرة الديموقراطية ويوقف عجلة العملية السياسية". ورد رئيس الجمعية:"نريد ان نعطي مجالاً لباقي اخواننا". وتدخل حسين الصدر النائب في قائمة"العراقية"ليؤكد ان"القوائم الفائزة في الانتخابات ليست هي من ارجأت انتخاب رئيس ونائبين، ولن نستطيع ان نمارس اياً من مفردات عمل الجمعية الوطنية اذا لم ننته من انتخاب رئيس الجمعية ونائبيه، والمفروض ان يحسم الاخوة امرهم كي تعقد الجمعية غداً اجتماعاً لاختيارهم فندخل مباشرة في المهمة المركزية وهي صوغ الدستور". واضاف:"الشارع يطلب منا انجازاً، فماذا سنقول"؟ وتدخل الفياض ليطلب من الصحافيين مغادرة القاعة ولتبدأ جلسة مغلقة. وكان نائب شيعي من لائحة"الائتلاف"اكد ان هناك ازمة في الجمعية، تتعلق بالشخصية التي ستتولى رئاستها، وتحدث عن محاولات لاقناع الياور بتولي هذا المنصب. وبدأت الجلسة العلنية بتلاوة آيات من القرآن الكريم، وقال مسؤولون في الحكومة ان اختيار رئيس البرلمان سيتأجل حتى السبت، واعترفوا بفشل المحادثات التي اجريت في الدقائق الاخيرة، للاتفاق على شخصية العربي السني الذي سيعين رئيساً. وعقد لقاء منفرد في احدى القاعات الصغيرة الملحقة بالجمعية، ضم رئيس"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق"عبدالعزيز الحكيم والياور. ويفضل الاكراد ان يتولى الاخير او حاجم الحسني وزير الصناعة، منصب رئيس الجمعية، في حين يفضل كل منهما منصباً آخر. في المقابل تفضل لائحة"الائتلاف"ان يتولى الشيخ فواز الحربا احد اعضائها رئاسة الجمعية. وبعدما انسحب علاوي من الجلسة وغادر الصحافيون وسط تنديد عضو بارز في كتلة علاوي بالاخفاق في تشكيل الحكومة، تحول البث التلفزيوني المباشر الى موسيقى. وهناك اتفاق بين الزعماء الشيعة والاكراد على اختيار سني لرئاسة البرلمان، في محاولة لاستمالة السنة الذين قاطع معظمهم الانتخابات. وكان تأكد اول من امس اعتذار الياور عن عدم قبول منصب رئيس البرلمان. ويؤيد معظم النواب السنة 17 في البرلمان 275 عضواً عدنان الجنابي مرشحاً لهم، لكنه حليف لعلاوي الذي امتنع عن الانضمام الى الحكومة قائلا ان الكتلة التي يتزعمها ستبقى في المعارضة. ويؤيد"الائتلاف"الشيعي فواز الجربا السني الذي انضم اليه لكن كثيرين من الساسة السنة يعارضون ترشيحه باعتباره مرشح"الائتلاف". واعتبر النائب مشعان الجبوري ان"هذه غلطة الشيعة والاكراد الذين أخفقوا في ضم علاوي الى الحكومة". وأضاف أنه اذا نجح الشيعة في دفع الجربا لقبول رئاسة البرلمان قد ينسحب النواب السنة من الجلسة، ما سيعرقل الجهود الرامية الى اجتذابهم للانضمام الى العملية السياسية. وبعد انتخاب رئيس لها سيكون على الجمعية الوطنية أن تنتخب رئيساً للدولة ونائبين له بغالبية الثلثين على الاقل، ما يحتم توصل الشيعة والاكراد الى اتفاق كي يحظى اي مرشح بتأييد عدد كاف من الاعضاء. وسيختار رئيس الدولة في غضون أسبوعين رئيساً للوزراء يتولى تشكيل الحكومة. وبدا ان الشيعة والاكراد متفقون على أن يتولى ابراهيم الجعفري شيعي رئاسة الوزراء على أن يكون الزعيم الكردي جلال طالباني رئيسا للدولة. الى ذلك اكد الوزير حاجم الحسني امس رفضه تولي رئاسة الجمعية الوطنية. وقال في تصريحات الى الصحافيين قبيل الجلسة العلنية انه ليس مرشحاً لهذا المنصب. وزاد:"بإمكاني ان اخدم اكثر في منصب آخر". وحول دوره في الحزب الاسلامي العراقي، قال الحسني:"انا الآن مستقيل وضمن قائمة"عراقيون"بسبب انسحاب الحزب الاسلامي من الحكومة. انا بقيت لايماني بأن المساهمة في العملية السياسية اكثر ايجابية من الانسحاب". وكان عضو شيعي في لائحة"الائتلاف"تحدث الاثنين عن وجوج مرشحين من السنة لمنصب رئيس الجمعية الوطنية هما الحسني وفواز الجربا الذي تدعمه اللائحة. والاخير هو ابن عم الياور وينتمي الى العشيرة ذاتها، شمر. في المقابل اكد وزير المال العراقي عادل عبدالمهدي امس انه مرشح لائحة"الائتلاف"لمنصب نائب رئيس الجمهورية. وعبدالمهدي قيادي في"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق"بزعامة عبدالعزيز الحكيم.