فنان الشعب"سيد درويش ما زال حاضراً في صلب اهتمامات الأجيال الموسيقية الجديدة. والفنان المصري الذي كان سابقاً لعصره، هو مدرسة موسيقية مرجعيّة بالنسبة إلى أكثر من موسيقي من الجيل الذي يراهن اليوم على احياء الموسيقى الشرقيّة وتطويرها. كما أن كبار المطربين استعادوا أغنياته. وكان درويش نابغة في تقديم الادوار والموشحات والاغنيات القصيرة, وله مسرحيات كثيرة. لكنّ موشحات سيّد درويش وأعماله المسرحية لا تحظى دائماً بالاهتمام نفسه, ولا يكاد جيل الشباب يعرف عنها شيئاً. وحين طلبت جمعية يونانية تعنى بالموسيقى والتراث في بلدان البحر المتوسط, من المغنية اللبنانية غادة شبير تقديم مشروع عن فنان عربي كلاسيكي, اختارت سيد درويش. وتوضح شبير في حديث إلى"الحياة", انه كلّما غاصت في تراثه الفنّي والموسيقي, تزداد اقتناعاً بضرورة القاء الضوء على تجربته الغنية الذي مهّدت لظهور أمثال محمد عبد الوهاب والقصبجي. ومعروف ان سيد درويش قلب المعادلات الفنية لعصره, ومهّد للنهضة التى استمرت بعد رحيله, وفتح الطريق امام الكثيرين. وكان الرائد الحقيقي في تغيير النظرة الى مضمون الاغنيات. من هذا التراث، اختارت شبير"الموشحات". وهي تعمل على اعادة تسجيلها, وتعتزم اصدار كتاب عن حياته وأعماله الموسيقية, لتضع المستمع في اطار ثقافي وفنّي شامل. والمشروع يقوم على اعادة تسجيل موشحاته بأصوات مغنيات لبنانيات منهن غادة شبير وريما خشيش. ويرافق الغناء رق علي الخطيب, وناي سمير سبليني, وعود شربل روحانا.