سيطرت أجواء الفرح بقرارات خادم الحرمين الشريفين، حول مشاركة المرأة في مجلس الشورى والمجلس البلدي، على المشاركات في «الملتقى الثقافي النسائي الثالث»، الذي نظمته لجنة التنمية في القطيف، والذي افتتح فعالياته مساء أول من أمس في صالة الملك عبدالله الوطنية، وقد ألقت القرارات بظلالها على أوراق العمل المقدمة. كما أثارت جملة تساؤلات حول مستقبل المرأة السياسي في المملكة، خلال الفترة الحالية والمقبلة، وآليات تهيئة المرأة لهذا المعترك الجديد. ونبهت المشاركات إلى ضرورة «عدم انجرار المرأة خلف الأقاويل، بأنها ستفقد أنوثتها في حال دخلت المعترك السياسي». وهنأت رئيسة الملتقى إنعام العصفور، في كلمتها، المرأة السعودية. وأكدت أهمية «تهيئة المرأة سياسياً واقتصادياً وتنموياً». فيما ركزت رئيسة جمعية العطاء النسائية الدكتورة أحلام القطري، على «دور الجمعيات الخيرية في تنمية المجتمع، وتطوير فكر المرأة، من خلال توفير بيئة ملائمة تجعلها كاملة الأهلية للمشاركة في خدمة المجتمع». فيما ناقشت امتثال أبو السعود، ثلاثة محاور أساسية، تصب جميعها حول «مفهوم ومقومات البناء الفاعل، وسبل امتلاك القدرات الواعدة والمشاركة الفاعلة»، مستعرضة مفهوم البناء بأنه «تآزر العمليات والآليات، والأدوات، والمؤسسات كافة، التي يستطيع من خلالها الفرد، تعلم واكتساب المعارف، والآراء والأفكار، والقيم، والمهارات المختلفة الداعمة لإنسانيته ووجوده الحقيقي، والتي تجعل من مجرد المعرفة والعلم بأي مفهوم سلوكاً يومياً، يمارسه ويقدمه للآخر، ويدعم من خلاله مجتمعه ووطنه». وطالبت بأن تكون «مشاركة المرأة في جميع المجالات، وليس فقط في مجلس الشورى والمجالس البلدية»، واصفة قرار الملك ب «الفرصة المفيدة»، مؤكدة أن المرأة «قادرة على خوض المضامير الوطنية، من دون أن تفقد بريق أنوثتها بالمشاركة». ولفتت أبو السعود، في ورقتها، إلى نقاط من شأنها «إيصال المرأة لسبل بناء القدرات الواعدة، والمشاركة الفاعلة»، أهمها «التركيز على البناء باعتباره حق كفلته الشريعة الإسلامية للجميع، إضافة إلى خلق قوة في مواجهة التحديات المضادة، عبر السلاح الملائم للعصر، وللحركة المطلوبة مع التخطيط ضد عملية الهدم، وعرض الأوضاع القائمة من أعراف وعادات وأمثال، على النصوص القرآنية والثوابت الإسلامية، ومراجعتها وغربلتها، ليتم من خلالها إعادةُ بعث ثقافة المجتمع». ووصفت الناشطة الحقوقية نسيمة السادة، قراري خادم الحرمين الشريفين، بمنح المراة عضوية مجلس الشورى، وإشراكها في انتخابات المجالس البلدية، ناخبة ومرشحة، بأنهما «نتاج النشاطات النسائية الواضحة، المطالبة بالتغيير وصنع القرار»، مشيرةً إلى أن قرار خادم الحرمين كان حكيماً». فيما لفتت نائبة رئيس جمعية البحرين النسائية للتنمية الإنسانية وجيهة البحارنة، إلى «القدرة على التغير والتأثير على الآخرين إيجابياً، بحيث يشاركون بإرادتهم واختيارهم في تحقيق أهداف مشتركة، ومفيدة لجميع الأطراف». وبينت أن القيادة «لا تعني أن يكون الشخص رئيساً أو قائداً عسكرياً، أو أن يكون في حاجة إلى امتلاك سلطة معينة، ليتمكن من التأثير في الآخرين في شكل إيجابي»، مشيرة إلى مفهوم آخر للقيادة يتمثل في «إشعار الناس بقيمتهم وإمكاناتهم»، لافتة إلى بعض صفات القيادة، ومنها «الجرأة، والصبر، والشجاعة، والتفاني، والمثابرة»، ومهاراتها مثل «القدرة على الإقناع، والتفاوض، والتنظيم، والتخطيط، والتأثير، والتواصل، والإدارة، وإنجاز التحالفات، والرؤية وتكوينها»، وقيمها الأخلاقية المتمثلة في «الصدق، والاستقامة، والنزاهة، والشفافية، والأمانة، والتواضع». وتحدثت رئيسة وحدة دراسات المرأة في جامعة الكويت الدكتورة لبنى القاضي، حول «دور المرأة في المجتمع المدني». لافتة إلى أن «غياب الحركة النسوية في الوطن العربي ساعد المرأة في تأسيس جمعيات، لتكون منبراً للمطالبة بالتغيير الاجتماعي، وبناء القدرات ونشر الوعي القانوني لتمكينهنّ من النشاط المدني». وأشادت بدور الإعلام في «مساعدة المرأة على نشر قضاياها»، لافتة إلى أن «الأممالمتحدة أعطت أهمية لهذه المنظمات غير الحكومية، كما تطلب منهنّ تقارير جانبية لتقويم مدى دقة التقارير الحكومية». وعددت القاضي، أهم المعوقات التي تواجه المنظمات المدنية، مثل «ازدواجية العمل، وقصر مدة التعاون على القضايا المدنية، والحاجة إلى التعاون على المستوى الإقليمي والدولي، للإفادة من خبرات الآخرين».