عادت منظمة ايتا الباسكية الى عرض عضلاتها من خلال تفجير سيارة مفخخة بعشرين كيلوغراماً من المتفجرات في محيط مركز المعارض والمؤتمرات الدوليين في العاصمة الاسبانية مدريد. وتسبب الانفجار في جرح 43 شخصاً معظمهم اصيب بجروح طفيفة او آلام في اذنيه، فيما تحطم زجاج المكاتب القريبة من مكان انفجار السيارة. واستبقت"ايتا"التفجير بتحذير اذ اتصل ناطق باسمها بصحيفة"غارا"المقربة منها، محذراً من وجود سيارة مفخخة في محيط قصر المعارض والمؤتمرات، قبل 40 دقيقة من وقوع الانفجار. ونظراً الى عدم تحديد المكان كما كانت تفعل"ايتا"من قبل، طوقت الشرطة تلك المنطقة، لكنها لم تعثر على السيارة المفخخة، ولم تتمكن من اخلاء المباني المجاورة. وأكد الخبراء ان الاضرار جاءت بسيطة بسبب انفجار السيارة في مكان واسع ومفتوح. وعلى رغم انه اصبح معروفاً ان هذه المنظمة تعمل حيث تستطيع لا حيث تريد لأنها لم تعد تملك الامكانات البشرية والمالية للتصرف كما قبل، فانها اختارت المكان والموعد المناسبين، في محاولة منها لخلق جو من الفوضى وزرع الارهاب مرة اخرى في المجتمع الاسباني. وسبقت العملية ورافقتها امور عدة تحمل دلالة مهمة، منها ما يؤكد ضعف المنظمة على رغم انها ستتمكن من دون شك في القيام بعمليات اخرى لكنها لن تستطيع جر الحكومة الاسبانية الى التفاوض معها او ان تفرض وجودها على الاحزاب الديموقراطية الاسبانية التي شجبت جميعها هذا العمل باستثناء حزب"هيرري باتاسونا"الراديكالي الباسكي المنحل بحكم قضائي والذي يعتبر الذراع السياسي للمنظمة. وتبين ان السيارة المفخخة سرقت في وادي الحجارة قرب مدريد قبل ساعات من انفجارها وأوقفت في مكانها قبل وقت قليل من الاتصال بصحيفة"غارا"، علماً ان"ايتا"كانت تسرق السيارات وتخزنها لتفجرها بعد اشهر في مناطق مختلفة. كما انها لم تكن تضع السيارات المفخخة قبل وقت قليل من الانفجار لئلا يتذكر المارة وجوه سائقيها. وتزامنت العملية مع اوامر القاضي بالتاسار غارثون بتفكيك مجموعة جديدة قوامها 14 شخصاً في بلاد الباسك ونافارا شمالاً وقادش جنوباً وفالنثيا شرقاً، كانت"ايتا"جندتهم اخيراً للانضمام الى كوادرها التي اصبحت قليلة. كما تزامنت مع مطالبتها الحكومة المركزية بإيجاد مخرج لقضية سجنائها الذين بلغ عددهم 717 شخصاً، خصوصاً بعدما قررت الحكومة عدم تطبيق قاعدة الرحمة على جميع المدانين بممارسة الارهاب وعدم تخفيض عقوباتهم، مما ادى الى عدم خروج احد قادتها هذا الشهر بعد تنفيذ 18 سنة من عقوبته البالغة حوالى ثلاثة آلاف سنة. ومثله قادة آخرون كانوا سيخرجون خلال الاشهر المقبلة. كذلك تزامنت مع افتتاح العاهل الاسباني ل"المعرض الدولي للفن المعاصر 2005" برفقة الرئيس المكسيكي فيثانتي فوكس الذي منحت بلاده هذه السنة صفة ضيف الشرف في المعرض. وتجدر الاشارة الى ان المكسيك ما زالت تستضيف بعض افراد"ايتا"على رغم انها سلمت اسبانيا بعضهم ووعدت بتسليم الآخرين. وعلى رغم تزامن الانفجار مع الموعد الذي كانت حددته المحكمة الوطنية لمحاكمة المعتقلين بتهمة الانتماء لتنظيم"القاعدة"بمن فيهم الصحافي تيسير علوني التي كانت ستبدأ يوم امس، فان جلسة المحاكمة تأجلت لأن المسؤولين الامنيين رفضوا السماح باجرائها في قصر المؤتمرات الجديد حيث حصل الانفجار، لاسباب امنية، مشيرين الى انهم في صدد تجهيز قصر مؤتمرات قديم لاجراء المحاكمة. لكن اصابع الاتهام لم تشر للمرة الاولى، نحو"القاعدة". ومن جهة ثانية، امرت المحكمة الوطنية بسجن رشيد بن دوده ورشيد محمد قدور اللذين اعتقلا الاسبوع الماضي لعلاقتهم بانفجارات قطارات مدريد.