في إطار مكافحة الإرهاب في إسبانيا، أمر قاضي المحكمة الوطنية بالتاسار غارثون بتعليق نشاطات حزب هيري باتاسونا أوسكال هيريتاروك الراديكالي الباسكي الذي يعتبر الذراع السياسية لمنظمة "إيتا" لانفصاليي الباسك. وبدأت أمس، عملية إقفال مراكز هذا الحزب في عدد من مدن إقليم الباسك شمال إسبانيا، في ظاهرة نادرة من نوعها في بلد يتمتع بديموقراطية شابة لا يزيد عمرها على 25 عامًا. لكن تطور الأحداث في الآونة الاخيرة، أجبر الحكومة الاسبانية التي أقر برلمانها حظر هذا الحزب، على المطالبة بعدم السماح لقوة شاركت في الانتخابات المحلية الاخيرة وحصلت على عدد من النواب المحليين بأن تقوم بنشاطات حزبية لأنها تدعم الارهاب وتضم في صفوفها أعضاء من منظمة "إيتا" بينهم من أشرف أو شارك في عمليات أودت بحياة أبرياء. وجاء ذلك في وقت أتاح تعديل قانون الأحزاب السياسية الذي وافق عليه البرلمان الشهر الماضي، للقضاء الاسباني التحرك ضد هذا الحزب بعد حصول عمليات إرهابية نتج عنها سقوط قتلى وجرحى، بينهم سياح. ورفض ممثلوه إدانتها بل قاموا بتبريرها. السياسيون والعنف كما جاء تحرك القاضي غارثون بعدما تأكد له خلال تحقيقات طويلة مع أعضاء منظمة "إيتا" تورط سياسيين تابعين لحزب "هيري باتاسونا" في شكل مباشر في عمليات إرهابية. وكان الدعم المعنوي الذي يحصل عليه هذا الحزب الراديكالي القومي اليساري الاتجاه من الحزب القومي المعتدل الحاكم في بلاد الباسك واليميني الاتجاه بمثابة "بالونات أوكسيجين". فالحزب القومي فاز في الانتخابات المحلية الاخيرة بأكثرية تسمح له بأن يحكم من دون التحالف مع أي قوة أخرى. واستمر في التحالف في بعض القرى، مع القوة القومية الراديكالية كي لا يخسر شعبيته من القوميين الراديكاليين ويستمر في تطبيق مبادئه القائمة على وضع الحكومة المركزية الشعبية في مأزق سياسي من أجل الحصول منها على ما يبغي بسهولة أكثر. لكنه لم يتمكن من التهرب من مسؤولياته هذه المرة فالشرطة المحلية الباسكية أرتشانتشا التابعة للحكومة المحلية القومية اللون، قامت بتنفيذ ما أمر به القاضي غارثون، وأقفلت المراكز السياسية لحزب "أوسكال هيريتاروك" هيري باتاسونا في ما يعتبر بداية نهاية هذا الحزب الراديكالي الذي يعتمد على إرهاب "إيتا" من أجل وجوده . فرنسا وأميركا وفي فرنسا التي تتقاسم بلاد الباسك بينها وبين إسبانيا أكدت ناطقة باسم الحكومة أن الاخيرة كانت على علم بذلك، فيما أعربت الحكومة الاميركية عن دعمها تعليق نشاطات تكتل "باتاسونا". وحذر الناطق باسم الحزب الراديكالي في فرنسا من "العواقب الخطيرة" لقرار العدالة الاسبانية، بعدما أكد البرلماني أرنالدو أوتيغي أن الاوساط القومية اليسارية التي يمثلها ستواصل عملها من دون استعمال تسمية "باتاسونا".