سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصر تبدي استعدادها لتدريب العسكريين والاستخبارات ... ودعوة مبارك لزيارة بغداد . مستشار الأمن القومي العراقي : 60 الف جندي اجنبي ينسحبون نهاية السنة المقبلة !
اعتبر مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي زيارته الى القاهرة، التي اختتمها أمس،"ناجحة بكل المقاييس"وقال قبل مغادرته مطار القاهرة الدولي بعد زيارة استغرقت ثلاثة ايام،"كنا نأمل في تحقيق خمسة أهداف لكننا حققنا عشرة". وكان الربيعي اعلن بعد مقابلته الرئيس حسني مبارك أمس، أن الرئيس جلال طالباني"قَبل دعوة الرئيس مبارك لزيارة مصر"وأعرب عن أمله في تلبية مبارك دعوة مماثلة لزيارة العراق ... وتوقع ان ينسحب ما يصل الى 60 الف جندي اجنبي من العراق قبل نهاية 2006. وأوضح الربيعي انه اطلع مبارك على حاجة العراق للتعاون في مجالات مختلفة خصوصًا على المستويين الإعلامي والسياسي وحضور الشركات المصرية للمساهمة في إعمار العراق، وان مبارك أبدى استعداد مصر لتدريب الكوادر العراقية في مجالات الشرطة والجيش والاستخبارات وقوى الأمن الداخلي من دون مقابل. وقال الربيعي"طلبنا استغلال الثقل المصري مع الاشقاء في سورية لإيقاف تصدير الموت الى العراق"، على حد تعبيره، مؤكداً أن العراق لا يريد أي عداء مع جيرانه خصوصًا الشقيقة سورية. غير أنه اشار الى أن العراق لن يسمح مع ذلك بمواصلة تسلل الانتحاريين والسيارات المفخخة من سورية الى العراق وان"على النظام السوري أن يعمل على ايقاف هؤلاء الانتحاريين القادمين من سورية ومن خلالها". وأضاف"نرغب في الاستفادة من الخبرة المصرية في القضاء على التطرف الديني والارهاب"مشيرًا الى ما تملكه مصر من خبرة متراكمة في هذا المجال لدى الاجهزة الامنية وانه بمقدور العراق ان يستفيد من هذه الخبرة. وقال موفق الربيعي إن اطلع مبارك على أن الحكومة العراقية بصدد توقيع اتفاق مع الطرف الاجنبي لتأسيس الظروف الملائمة لنقل المسؤولية الامنية من قوات متعددة الجنسيات الى قوات الامن العراقي التي بموجبها ستخرج القوات متعددة الجنسيات من 12 من بين 18 محافظة عراقية بهدف تقليل الوجود الاجنبي في العراق، واضاف انني أوضحت لمبارك أن"الاتفاق سيطبق من خلال بناء القوات المسلحة العراقية والاجهزة الامنية والاستخباراتية"، مشيراً الى أنه"بحلول منتصف السنة المقبلة سيخرج من العراق اكثر من 30 ألفاً من القوات المتعددة الجنسيات، ونأمل أن يغادر العراق أكثر من 60 ألفاً منها في نهاية السنة المقبلة ليصبح عدد القوات الاجنبية أقل من 100 ألف مطلع 2007". وعن استمرار الوجود الاجنبي في العراق وما اذا كان العراق على شفا حرب اهلية، قال الربيعي إن"خروج القوات الاجنبية من العراق مرتبط بمدى استعداد وبناء قوات الامن العراقي، وان كل مدينة أو محافظة سيتم توفير قوات الامن العراقية بها ستنسحب منها القوات الاجنبية، وليس هناك جدول زمني محدد لذلك"ونفى ما يتردد عن حرب اهلية وشيكة، مشيراً الى انها"اسطورة لا وجود لها لأن العراق لحمة واحدة"متشابكة يتزوج فيها الشيعي من السنية والسني من الشيعية"وأكد أنه لا توجد أرضية ولا مناخ سياسي لحرب اهلية. وعن احتمال اشتراك قوات عربية واسلامية لتمهيد خروج القوات الاجنبية من العراق، قال موفق الربيعي:"ان هذا المشروع ليس مطروحاً". وعن العلاقات العراقية - الايرانية أكد الربيعي رغبة الحكومة العراقية في ألا يكون لها عداءات مع اي دولة من دول الجوار"غير اننا نرفض رفضاً قاطعاً تدخل ايران في الشؤون الداخلية للعراق". واشار الى أن لا دليل لدى العراق على تورط ايران في دعم الارهاب في العراق، وانما"مع الاسف تأتي المتفجرات والارهابيون والانتحاريون من المنافذ الحدودية مع الشقيقة سورية". وأوضح ان جنسيات هؤلاء المتسللين من الحدود السورية ليسو بالضرورة انهم من سورية لكن اغلبهم من جنسيات عربية. وأضاف"لا يوجد لدينا أدنى شك في ان تسعة من كل عشرة انتحاريين هم من العرب الذين يتسللون من الحدود السورية وان قسماً منهم يتدرب في سورية والقسم الآخر يتم منحهم الهويات والدعم اللوجستي"موضحاً أن بعض هؤلاء يتسلل من الممرات البعيدة عن منافذ الحدود بين البلدين البالغ طولها 600 كيلومتر. وعن مؤتمر المصالحة المزمع عقده في القاهرة، الذي دعت اليه الجامعة العربية، قال الربيعي:"إن العراق رحَّب بهذا المؤتمر واعتبره مبادرة ايجابية رحَّبت بها كل طوائف الشعب العراقي وستشارك فيه كل الاطياف السياسية من أجل انجاحه"مشيراً الى أن هذا المؤتمر خطوة على الطريق الصحيح تثبت تلاحم ابناء العراق. إلى ذلك تلقى الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى تقريراً من السفير أحمد بن حلي الأمين العام المساعد للشؤون السياسية حول المهمة التي قام بها وفد الجامعة في العراق خلال الفترة من الخامس الى التاسع من تشرين الثاني نوفمبر الجاري والمشاورات التي اجراها في شأن انعقاد الاجتماع التحضيري لمؤتمر الوفاق الوطني العراقي. وأكد موسى أن التوافق الذي تم التوصل اليه هو أن يعقد هذا الاجتماع التحضيري في مقر الامانة العامة في الفترة من 19 الى 21 تشرين الثاني الجاري وانه سيتم توجيه الدعوات للشخصيات والقوى السياسية خلال اربع وعشرين ساعة. وأوضح الامين العام ان المشاركة في الاجتماع التحضيري ستضم ممثلين عن القوى السياسية الرئيسية التي ستتولى الإعداد لمؤتمر الوفاق الوطني العراقي الذي سيكون بمشاركة موسعة من كل الاطياف السياسية والشخصيات العامة وممثلي العشائر العراقية.