قال موفق الربيعي مستشار الأمن القومي العراقي انه طلب من الرئيس المصري حسني مبارك استغلال الثقل المصري مع الأشقاء في سورية لإيقاف ما أسماه «تصدير الموت إلى العراق»،على حد تعبيره، مؤكدا أن العراق لا يريد العداء مع أي من جيرانه خاصة الشقيقة سورية مؤكدا أن بلاده لن تسمح بمواصلة تسلل الانتحاريين والسيارات المفخخة من سورية الى العراق. وشدد الربيعي عقب لقائه الرئيس المصري حسني مبارك أمس بالقاهرة على أنه على سورية أن تعمل على إيقاف هؤلاء الانتحاريين القادمين منها ومن خلالها. وقد تلقى الرئيس المصري حسني مبارك دعوة من الرئيس العراقي جلال الطالباني لزيارة العراق وقال الربيعي ان هذه الزيارة في حالة إتمامها ستكون زيارة تاريخية من اجل زيادة النشاط والتواجد العربي بالعراق. وأضاف ان الرئيس حسني مبارك اكد حرصه وحرص مصر على دعم العراق واستقراره ووحدة الشعب العراقي واستعداد مصر للتعاون التام مع أجهزة الأمن والشرطة العراقية لتدريب كوادرها وكذلك التعاون مع الحكومة العراقية في المجالات المختلفة السياسية والإعلامية. وقال الربيعي ان الرئيس العراقي قد قبل دعوة الرئيس حسني مبارك لزيارة مصر في القريب وأنه اطلع الرئيس مبارك على احتياج العراق من مصر التعاون في مجالات مختلفة. واضاف الربيعي ان العراق يرغب في الاستفادة من الخبرة المصرية في القضاء على التطرف والارهاب مشيرا الى ما تمتلكه مصر من خبرة واسعة متراكمة في هذا المجال لدى الاجهزة الامنية المصرية وانه بمقدور العراق ان يستفيد من هذه الخبرة. واشار الى انه اطلع الرئيس حسني مبارك على ان الحكومة العراقية بصدد التوقع على اتفاقية مع الطرف الاجنبي في العراق وهي اتفاقية لتهيئة الظروف الملائمة لنقل المسؤولية الامنية من القوات متعددة الجنسيات الى قوات الامن العراقية والتي بموجبها ستخرج القوات متعددة الجنسيات من 12 من اجمالي 18 محافظة بالعراق بهدف تقليل التواجد الاجنبي. وأشار الى ان لقائه بالرئيس حسني مبارك تناول خطط العراق المستقبلية فيما يتعلق بأمن العراق واعماره واقتصاده كما اطلع الرئيس مبارك على العملية السياسية في العراق وتصميم العراق على بناء دولة ديمقراطية يجرى تداول السلطة فيه سلميا . وأوضح ان عودة العراق الى الامة العربية والاسلامية من البوابة المصرية هو خير للعراق وكذلك للأمتين العربية والاسلامية بهدف اعادة التوازن في مقابل الوجود الاجنبي والتهديدات الاقليمية للأمن القومي العراقي. ونفى مستشار الامن القومى العراقي ما يتررد عن حرب اهليه وشيكة في العراق وقال ان هذا الامر اسطورة لا وجود لها. وعن احتمال اشتراك قوات عربية واسلامية لحين خروج القوات الاجنبية بالعراق قال الربيعي ان هذا المشروع ليس مطروحا. وحول العلاقات العراقية الايرانية اكد الربيعي رغبة الحكومة العراقية في ألا يكون لها أي عداءات مع اي دولة من دول الجوار غير أننا نرفض رفضا قاطعا تدخل ايران في الشئون الداخلية للعراق وأشار الى ان العراق ليس لديه دليلا على تورط ايران في دعم الارهاب وتصديره للعراق «انما مع الأسف تأتي المتفجرات والارهابيين والانتحاريون من خلال المنافذ الحدودية مع الشقيقة سورية وأوضح ان جنسيات المتسللين للعراق من الحدود السورية ليسوا بالضرورة من السوريين ولكن اغلبهم من جنسيات عربية متعددة . وقال انه لا يوجد لدينا ادنى شك في ان 9 من بين كل عشرة من الانتحاريين هم من العرب الذين يتسللون من الحدود السورية وان قسما منهم يتدرب داخل سورية والقسم الآخر يتم منحهم الهويات والدعم اللوجستي موضحا ان بعض هؤلاء يتسللون من الممرات البعيدة عن منافذ الحدود البالغ طولها 600 كيلو متر . من جانبه بحث خافير سولانا الممثل الاعلى للاتحاد الأوروبي لشؤون السياسة الخارجية والامنية مع الرئيس المصري حسني مبارك أمس عملية السلام في الشرق الاوسط بالاضافة الى تطورات الأوضاع في العراق وعلى الساحة السورية اللبنانية . وقال سولانا انه سيستكمل هذه المباحثات غدا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبو مازن» وبعدها مع الجانب الاسرائيلي حيث سيشارك في ذكرى تأبين اسحاق رابين رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق وأنه سيتوجه بعد ذلك للأردن لتقديم التعازي للملك عبدالله الثاني في ضحايا انفجارات عمان . وأشار الى الدور الذي سيقوم به الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بمسؤولية العبور من خلال معبر رفح بين مصر وأراضي السلطة بالتعاون التام مع القوات المصرية . وقال سولانا ان المباحثات مع الرئيس مبارك تطرقت أيضا الى قمة برشلونة التي ستعقد نهاية الشهر الجاري والتي تعد استمرارا لعملية برشلونة التي بدأت منذ نحو عشر سنوات . كان سولانا قد وصل القاهرة أمس في زيارة لمصر تستغرق يومين التقى خلالها أمس بوزير الخارجية أحمد أبوالغيط وذلك ضمن جولته بمنطقة الشرق الأوسط تشمل لبنان والبحرين واسرائيل والسلطة الفلسطينية.