طالب مبعوث الأممالمتحدة إلى السودان يان برونك أطراف النزاع في دارفور بممارسة أقصى درجات ضبط النفس من أجل تهيئة الأجواء لانجاح جولة المحادثات المقبلة بين الحكومة ومتمردي دارفور المقرر اجراؤها في أبوجا في الأسبوع الأول من الشهر المقبل. وتفقد برونك مخيمات النازحين في شمال دارفور وجنوبها في أعقاب المواجهات المسلحة بين الحكومة والمتمردين خلال عطلة عيد الأضحى التي أدت إلى مقتل 105 مدنيين وتشريد أكثر من تسعة آلاف آخرين. وقال برونك عقب محادثات مع حاكمي ولايتي شمال دارفور عثمان محمد يوسف كبر وجنوب دارفور الحاج عطا المنان، إن العام الجاري سيكون عاماً للسلام في السودان. ودعا إلى نقل أجواء السلام الذي تحقق في جنوب البلاد إلى غربها. وأعرب عن أسفه لتجدد المعارك في الاقليم بعد فترة من الهدوء النسبي. إلى ذلك، أوضح الناطق باسم الأممالمتحدة في الخرطوم جورج سومرويل أن المعارك التي وقعت في دارفور أخيراً أدت إلى مقتل 105 مدنيين وتشريد أكثر من تسعة آلاف. وقال إن قرية حمادة دُمرت تماماً، وان معظم الضحايا من النساء والأطفال. وأشار إلى أن انسحاب منظمة"انقذوا الطفولة"البريطانية من دارفور الشهر الماضي ترك ثغرات خطيرة في مجالي الصحة والتغذية. من جهة أخرى، ذكر وزير الخارجية الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل أن الرئيس عمر البشير، الذي سيشارك في القمة الافريقية التي تعقد في أبوجا الأحد والاثنين المقبلين، ستجري على هامشها محادثات مع الرؤساء الليبي معمر القذافي والنيجيري اولوسيغون اوباسانجو والتشادي ادريس ديبي لمناقشة أزمة دارفور وإقرار السلام في جنوب البلاد والاتفاق مع"التجمع الوطني الديموقراطي"المعارض. وينتظر أن تناقش القمة تقارير عن الأزمات في القارة، أبرزها نزاع دارفور. وستعرض الخرطوم على القمة أيضاً تقريراً عن اتفاق سلام جنوب البلاد. وفي القاهرة "الحياة"، رحّبت مصر بتصديق مجلس التحرير الوطني برلمان"الحركة الشعبية لتحرير السودان" على اتفاق السلام الموقّع بين الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية"في نيروبي في التاسع من كانون الثاني يناير الجاري. وصرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية بأن مصر ترى أن هذا الاجراء يؤكد التزام"الحركة الشعبية"تنفيذ الاتفاق وأنه يُعَدّ بمثابة خطوة ايجابية مطلوبة على طريق تحقيق السلام في جنوب السودان. وقال المصدر إن مصر تشجع كل الأطراف المعنية على الإسراع في اتخاذ الخطوات اللازمة نحو التنفيذ الصادق والسلس لاتفاق السلام في الجنوب، وتكرر تأكيد استعدادها التام لتقديم كل أنواع الدعم والمساندة لطرفي الاتفاق بما يسهم في جلب المزيد من الاستقرار والسلام في كل ربوع السودان ويُرسي دعائم الوحدة والرفاه والازدهار لكل أبناء الشعب السوداني.