أعرب المبعوث الخاص للامم المتحدة الى السودان يان برونك عن أسفه لعدم تحقيق تقدم على المستوى الامني في دارفور، مؤكداً ان ميليشيات "الجنجاويد" لا تزال تنشط على الارض. وأعرب وزير الخارجية الهولندي السابق في بيان وزع في الاممالمتحدة في نيويورك، أ ف ب، عن قلقه "من قلة التقدم على الصعيد الامني على الارض ومن ان ميليشيات الجنجاويد لا تزال حول مخيمات النازحين وتشكل تهديداً". الا ان برونك اعرب عن ارتياحه "لعمل الحكومة السودانية" التي عرضت عليه لائحة تتضمن 11 منطقة آمنة في دارفور لإيواء النازحين خلال 30 يوما. لكن برونك اضاف: "المرحلة المهمة ستكون عندما نتأكد ان هذه الاعمال الحكومية اتت بثمارها على الارض وان نتمكن من التحقق من ان الوضع الامني حقق تحسنا كبيرا وقابلا للتحقق في المناطق المحددة". وعلم من مصادر حكومية في الخرطوم أمس، ان الحكومة السودانية ارسلت الى دارفور موظفين اوكلت إليهم مهمة اقامة المناطق الآمنة لايواء النازحين. وكان السودان قدم الى الاممالمتحدة الاحد لائحة باحدى عشرة منطقة يمكن ان تؤوي النازحين. واوضح مصدر حكومي ان هذه المناطق تقع الى الشمال حول مدينة الفاشر ابو شوك وزمزم وطويلة والى الجنوب حول نيالا قالمة والشطي وديليبا والى الغرب حول الجنينة مورني وزالنجي. الى ذلك، بعث الرئيس السوداني عمر البشير أمس مع وزير الخارجية الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل برسائل إلى الزعيم الليبي معمر القذافي والرئيسين التشادي ادريس ديبي والنيجيري اولسيغون اوباسانجو تتعلق بتطورات الأوضاع في دارفور والتحضير لاجراء محادثات سياسية بين الحكومة ومتمردي دارفور في أبوجا الأسبوع المقبل. وقال اسماعيل للصحافيين قبل مغادرته أمس إن البشير سيطلع في رسائله القذافي وديبي واوباسانجو على جهود الحكومة لمعالجة الأوضاع في دارفور واتفاقها مع الأممالمتحدة الذي ينتهي أجله في نهاية الشهر والترتيبات للمفاوضات مع متمردي دارفور. إلى ذلك، أعلن اسماعيل ان وزير الخارجية البريطاني جاك سترو سيصل إلى الخرطوم يومي 23 و24 من الشهر الجاري لاجراء محادثات مع الرئيس عمر البشير ونائبه الأول علي عثمان محمد طه في شأن أوضاع دارفور، كما سيزور الاقليم. على صعيد آخر، بدأ مسؤولون سودانيون سابقون بينهم الرئيس السابق المشير عبدالرحمن سوار الذهب ترتيبات لعقد لقاء في المملكة العربية السعودية برعاية منظمة المؤتمر الاسلامي بين الخرطوم ومتمردي دارفور الاسبوع المقبل. وعلمت "الحياة" ان سوار الذهب بدأ اتصالات مع اطراف النزاع في دارفور لعقد اللقاء في جدة. ويقف مع سوار الذهب عدد من أبناء دارفور بينهم وزراء وولاة. واقترح المسؤولون عن اللقاء مشاركة رئيس "حركة تحرير السودان" المحامي عبدالواحد محمد نور والأمين العام مني اركو مناوي والقيادي الدكتور شريف حرير ورئيس "العدل والمساواة" الدكتور خليل ابراهيم ورئيس "التحالف الفيديرالي" أحمد ابراهيم دريج، وحاكم دارفور السابق التجاني السيسي. واقترح عقد اللقاء الاسبوع المقبل قبل استئناف مفاوضات السلام في العاصمة النيجيرية. وطلب المتمردون "تحديد جدول أعمال اللقاء واعلان الفكرة والاتصال بالاتحاد الافريقي" الذي يشرف على لقاء ابوجا في 23 آب اغسطس المقبل