قالت مصادر سورية رفيعة المستوى ل"الحياة" ان العفو الذي اصدره الرئيس بشار الأسد سيشمل سجناء سياسيين، امضوا في السجن نحو عشرين سنة، وان ذلك "سيثير حالاً عامة من الارتياح". وفيما اكد المحامي أنور البني ل"الحياة" ان حوالى 250 سجيناً نقلوا من سجن صيدنايا الى دمشق، تمهيداً لإطلاقهم على التوالي، أوضح النائب السابق حميد درويش ل"الحياة" ان حوالى مئة كردي اطلقوا من سجن عدرا، بعد توقيفهم على خلفية أحداث العنف والشغب، منتصف آذار مارس الماضي. وقالت المصادر الرفيعة المستوى ان العفو الذي أصدره الرئيس الأسد، عشية الذكرى الرابعة لأدائه اليمين الدستورية في 17 تموز يوليو 2000، "شمل عناصر جديدة بينها العفو عن الفارين من الخدمة العسكرية الموجودين خارج البلاد، ما يعني السماح لأعداد كبيرة بالعودة الى سورية"، بعد غياب تجاوز عشرين سنة". وكان العفو الرئاسي نص على "كامل العقوبة لمرتكبي جرائم الفرار الخارجي المنصوص عليها في المادة 101 من قانون العقوبات العسكرية"، مع اعطاء مهلة ستة شهور للمتوارين خارج البلد كي يسلموا أنفسهم، في مقابل ثلاثة اشهر لجرائم الفرار في الداخل. وأوضح البني ان "الفرار الخارجي والداخلي يعتبر جنحة تصل عقوبتها الى السجن ثلاث سنوات". كما أشارت المصادر السورية الى ان العفو سيشمل "بعض السياسيين ولكن ليس من الذين لم ينهوا فترات احكامهم القضائية"، في اشارة الى النائبين السابقين محمد مأمون الحمصي ورياض سيف اللذين يمضيان عقوبة السجن خمس سنوات، وعارف دليلة 10 سنين وآخرين سجنوا نهاية عام 2001. واستبعدت المصادر اطلاق "سجناء ارتكبوا أعمالاً اجرامية لم ينهوا احكامهم"، في اشارة الى عناصر من حركة "الاخوان المسلمين" المحظورة بموجب القانون السوري. لكن مصادر حقوقية اعلنت ان السلطات أطلقت ثلاثة طيارين، هم محمد رفيق عمر الحمامي ومحمود أحمد حمدو كيكي، ومحمد بشار العشي، بعد سجنهم نحو 22 سنة بموجب أحكام بسجنهم عشرين سنة. وفيما تريثت "جمعية حقوق الانسان" برئاسة هيثم المالح، في اصدار بيان حول عدد المفرج عنهم، تحدث البني عن اطلاق 75 كردياً و"عشرات الاسلاميين" وبينهم 14 من "حزب التحرير الاسلامي" وستة من حركة "الاخوان المسلمين" ونقل عن سجناء سابقين ان حوالى 250 سجيناً نقلوا الى دمشق استعداداً لاطلاقهم. واستبعد البني الافراج عن عبدالعزيز الخير من "حزب العمل الشيوعي" والذي حكم قبل 21 سنة بالسجن 21 سنة، لكنه توقع ان يشمل العفو عبدالله الشاغوري الذي حكم الشهر الماضي بالسجن ثلاث سنوات، ب"جنحة نشر اخبار كاذبة". كما توقع اطلاق عضو "المنظمة الشيوعية العربية" عماد شيحة الذي ادخل السجن قبل ثلاثين سنة، بسبب استهداف فروع "ان سي ار" الاميركية في دمشق. ولم تستطع المصادر الحقوقية ذكر اسماء المفرج عنهم لان "الاسلاميين يتحفظون عن ذكر زملاء لهم" ولكن تأكد ل"الحياة" اطلاق الضابط السابق محمود صالح البيوش ومحمود أحمد الحميدو، من أهالي بلدة "كفر نبل" في محافظة ادلب، علماً انهما معتقلان منذ آذار مارس 1983. وقال احد الاهالي ل"الحياة" ان اقارب خالد عبدالمنعم العبيدو الذي كان يعمل في مطار عسكري في مدينة حماة "تبلغوا انه نقل من سجن صيدنايا الى فرع الامن العسكري تمهيداً لاطلاقه".