كشف تقرير اعده الجهاز الامني الخاص بالحرس المدني الاسباني وجود "خلايا دعم للارهابيين الاسلاميين" في عشرة اقاليم اسبانية، وأن معظم اعضاء هذه الخلايا يعيشون حياة طبيعية مما يجعل ملاحقتهم أمراً صعباً، وحذر من "خطر تحركهم في المناطق التي يعيش فيها المهاجرون بكثافة". وبحسب التقرير فإن "بعض هؤلاء يتعاطون العمليات الاجرامية الصغيرة ... مثل تزوير المستندات والوثائق والعملة، ويستضيفون المتطرفين ويقدمون لهم دعماً لوجستياً للانتقال الى بلدان اخرى، اضافة الى تجنيد الاسلاميين وارسالهم الى مخيمات تدريب في افغانستان واندونيسيا والمساهمة في نشر الدعوة الى الجهاد". واتهم التقرير الخلايا "بإرسال اجهزة الكترونية وتقنيات حديثة الى مجموعات في الجزائر والشيشان وغيرهما، وتمويل مجموعات في المغرب ترتبط بتنظيم القاعدة". وأكّد التقرير ان "هذه الخلايا تتعاون بين بعضها بعضاً لتشكل بنية تحتية تساعد في تسهيل مرور الاسلحة والأموال المزورة والمخدرات عبر اسبانيا وبخاصة شاطئها المتوسطي لتمويل مجموعات ارهابية في المغرب". ولفت التقرير الى ان "السنوات الأخيرة شهدت ارتفاعاً كبيراً في عدد المتطرفين في مدينتي سبتة ومليلية" المغربيتين المحتلتين، "كما تأكّد وجود هذا النوع من الخلايا في مدريد بعد اعتداءات 11 آذار مارس الماضي. وفي اقليم الاندلس اعتقل عبدالعزيز بنعايشه في 13 حزيران يونيو الماضي لتورطه في اعتداءات الدار البيضاء في ايار مايو 2003. كما اعتقل الصحافي تيسير علوني الذي وجهت اليه تهمة التورط بعلاقة مع تنظيم أسامة بن لادن". ويشير محللو الحرس المدني الى "ان محافظات مثل قرطبة وغرناطة والميريا خصوصاً مدينتي ايخيدو وموخونيرا حيث يوجد المهاجرون بكثافة تشكل قواعد تغطية لهذه المجموعات". وحذروا من خطر وجود من يدعم الاسلاميين مادياً في مدينة ماربيا السياحية. كما لفتوا الى كثافة المهاجرين في مورثيا ونافارو ولاريوخا التي تضم جمعيات وتنظيمات "يمكنها تقديم الدعم للمتطرفين". وفي مقاطعة كاتالونيا حيث توجد اكبر جالية يهودية في اسبانيا "فإن خطر الاعتداءات قائم. اذ اعتقلت في هذا الاقليم مجموعات سلفية او يشتبه بارتباطها بتنظيم القاعدة"، وكذلك في اقليم ليفانتي القريب من شاطئ وهرانالجزائر حيث اعتقل عدد من المتطرفين. اما في اقليم كاستيا لامانتشا فاعتقل إمام احدى قرى توليدو هشام تنسماني في 19 حزيران يونيو الماضي للاشتباه بتورطه في اعتداءات الدار البيضاء. وتسرب هذا التقرير بعد يوم من اعتقال اربعة جزائريين واسباني واتهامهم "بتقديم الدعم اللوجستي وجمع الاموال وتجنيد المقاتلين لمصلحة تنظيم القاعدة في اوروبا". واتهم القاضي فرناندو اندراو المعتقلين بتشكيل "عصبة انصار الاسلام في اسبانيا". والمعتقلون هم فرانثيسكو غارثيا غوميث ورضوان زنيني وسمير محجوب ومصطفى مغني ومحمد عياط. وجاء اعتقالهم بناء على تحقيقات الشرطة الالمانية مع الجزائري عبدالرزاق محجوب شقيق سمير الذي اعتقل في تشرين الثاني نوفمبر الماضي وسلم الى ايطاليا لاتهامه بتشكيل خلية ارهابية.