علمت «الرياض» من مصادر مطلعة أن أجهزة الاستخبارات الإسبانية دخلت في تنسيق دقيق مع نظيرتها المغربية من أجل الكشف عن مجموعة إرهابية يشتبه في علاقتها بتنظيم (القاعدة) تنشط في شمال إفريقيا وتعمل على «تصدير» عناصر إلى العراق لدعم مجموعات المقاومة. وكانت أجهزة الأمن الإسبانية نجحت الأربعاء الماضي في تفكيك شبكة على علاقة بهذه الخلية في كل من العاصمة مدريد وبرشلونة وفالنسيا وعناصر أخرى في سبتةالمحتلة شمال المغرب. وجندت الشرطة الإسبانية في هاتين العمليتين حوالي 500 شرطي واعتقلت في العملية الأولى 11 مشتبها فيه في حين أوقفت في العملية الثانية 5 مشتبهين. وبحسب الأمن الإسباني فإن هاتين المجموعتين تنتميان إلى التنظيمات المسلحة التي تدور في فلك تنظيم (القاعدة). وكشفت التحريات الأولية أن بعضا من هؤلاء المتهمين ينتمون إلى جماعة «أنصار الإسلام» وأنهم كانوا يستقطبون الشباب العربي المهاجر إلى أوروبا وتجنيدهم ثم إرسالهم إلى العراق لتنفيذ عمليات عسكرية ضد قوات الاحتلال الأمريكية. وتفيد المعلومات الأولية أن هذه الجماعة كانت على علاقة بشبكات أخرى مماثلة في شمال إفريقيا وبريطانيا وسورية. وبحسب مصادر مغربية قريبة من التحقيقات فإن مجموعات متطرفة تنشط في سبتةالمحتلة من طرف السلطات الإسبانية استطاعت تكوين شبكات إرهابية وجمع أموال لتمويل مشاريعها والتغرير ببعض الشباب ودفعهم إلى محاولة التسلل إلى العراق عن طريق سوريا للانضمام إلى المقاومة ضد الاحتلال الأمريكي. وقالت المصادر ذاتها إن هذه المجموعة استطاعت أن تكون شبكة عريضة خاصة بها وتربط اتصالات مع شبكات أخرى في شمال إفريقيا خاصة الجزائر والتنسيق معها في المشاريع الإرهابية التي تخطط لها. ويجري تنسيق على المستوى الأمني بين كل من المغرب والجزائر وإسبانيا من أجل التعاون على تفكيك خيوط هذه الشبكة الإرهابية والحد من خطورتها. ويذكر أن هذه الدول تربطها اتفاقيات تعاون وتنسيق في مجال مكافحة الإرهاب أبرمت بعد أحداث 11 مارس بمدريد تقضي بتبادل المعلومات والتنسيق الأمني للقضاء على الإرهاب في شمال إفريقيا وإسبانيا.