نقل الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان الجدل الدولي الدائر في شأن المأساة الانسانية في اقليم دارفور، في غرب السودان، الى مرحلة جديدة بدعوته الى تحرك سريع لإنهاء الازمة حتى لو اقتضى ذلك تدخلا عسكريا. في غضون ذلك، تحدثت "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بزعامة الدكتور جون قرنق عن تقدم مهم في مفاوضاتها مع الحكومة الجارية في كينيا وتوقعت أن يكون "السبت موعداً أقصى لإعلان نهاية أطول الحروب الافريقية". راجع ص 8 وسارعت الخرطوم الى إعلان رفضها دعوة أنان الى التدخل العسكري قائلة إن المطلوب هو "مساعدة انسانية وليس عسكرية" وعرضت ضبط الميليشيات المتحالفة معها ونشر قوات شرطة كبيرة في الاقليم، فيما رحب متمردو دارفور بهذا التطور المهم واعتبروه ضرورة لإنهاء الحرب في منطقتهم. ودان الرئيس الاميركي جورج بوش، الاعمال "الوحشية" في دارفور، داعياً سلطات الخرطوم الى وضع حد لها "فوراً". وقال الرئيس الاميركي في بيان ان "المعارك الاخيرة في منطقة دارفور فتحت صفحة جديدة في تاريخ هذه البلاد المضطرب. على الحكومة السودانية ان توقف فوراً الاعمال الوحشية التي تقوم بها الميليشيات ضد السكان وان تترك المنظمات الانسانية تصل الى المنطقة". واضاف: "أدين هذه الفظائع التي تؤدي الى نزوح مئات الالاف من المدنيين، وقد ابلغت الرئيس السوداني عمر البشير مباشرة بوجهة نظري". وعن الحرب في الجنوب قال بوش: "منذ أكثر من سنتين ونصف السنة، تعمل الولاياتالمتحدة بتعاون وثيق مع الحكومة السودانية والحركة الشعبية من اجل احلال السلام في السودان". واضاف ان "التوصل الى السلام والى اتفاق شامل يجب ان يشكل أولوية اساسية بالنسبة الى الجانبين"، محذراً من ان "الحكومة السودانية يجب ألا تكون شريكة في العنف الذي يرتكب في دارفور". وقال ان "الولاياتالمتحدة ستقيم علاقات عادية مع السودان فقط في حال توقيع اتفاق بين الحكومة والحركة الشعبية". وعلق مسؤول اميركي طلب عدم نشر اسمه على تصريحات أنان قائلا ان الادارة الاميركية "لم تفكر جديا بعد في تدخل عسكري دولي وتؤكد الجهود الديبلوماسية لوقف العنف في دارفور". وفي نيافاشا، كينيا، أكد الناطق باسم "الحركة الشعبية" ياسر عرمان ان "المفاوضات أحرزت تقدماً كبيراً في قضايا قسمة السلطة والمناطق الثلاث". وأضاف: "بقيت قضايا بعينها يجري العمل على حلها بينها قضايا السلطة في جبال النوبة والنيل الأزرق وإحدى القضايا المتعلقة بالعاصمة القومية التي تم حسم معظم قضاياها". وكشف موافقة الطرفين على "إعادة هيكلة الاجهزة الأمنية". وتوقع ان يتم اتفاق كامل على قضايا السلطة والمناطق الثلاث في موعد أقصاه السبت المقبل، فيما ستشكل لجان فنية للبحث في تفاصيل قضايا مثل "الترتيبات الأمنية والضمانات وغيرها ثم يوضع اتفاق بجميع مكوناته بشكل كامل حتى يتم التوقيع عليه في مراسم رسمية". ورأى عرمان انه اذا تم الاتفاق حتى يوم السبت، فإن ذلك "سينهي أطول حرب في افريقيا وسيكون اتفاقاً تاريخياً يفتح الباب أمام التحول الديموقراطي وحل قضية دارفور". وعلم ان مساعد وزير الخارجية للشؤون الافريقية تشارلز سنايدر التقى أمس النائب الاول للرئيس علي عثمان محمد طه وقرنق. وكشفت مصادر قريبة الى المفاوضات ان كبير المفاوضين الجنرال الكيني لازاراس سيمبويو أكد للطرفين ضرورة تحديد سقف زمني لإنهاء الجولة، فاتفق الطرفان على يوم السبت. وينتظر أن تلتئم المفاوضات مجددا في 15 الشهر الجاري لمناقشة ضمانات تنفيذ الاتفاق وترتيبات وقف النار.