أكد زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" الدكتور جون قرنق تمسك حركته باقتراحات وسطاء السلام التي رفضتها الخرطوم كأساس للتفاوض، فيما حذر المبعوث الخاص للرئيس الاميركي الى السودان جون دانفورث طرفي النزاع أمس من ان امامهم "اسابيع" قليلة "وليس شهوراً" لإثبات "ارادتهما الطيبة" وصدق نياتهما في إنهاء الحرب، وذلك قبل ان "ينضب" الدعم المالي الذي توفره الأسرة الدولية. شدد المبعوث الخاص للرئيس الاميركي الى السودان جون دانفورث في لقائه مع زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" الدكتور جون قرنق على "ان الرئيس جورج بوش يصر على أن الوقت الآن وقت السلام والقرارات الصعبة"، فيما طالب قرنق "بارسال رسائل واضحة الى الخرطوم للعودة الى المفاوضات" التي ترعاها "السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف" إيغاد وشركاؤها الغربيون. وقال ل"الحياة" الناطق باسم "الحركة الشعبية" ياسر عرمان، بعد لقاء دانفورث مساء الخميس قرنق على عشاء عمل في العاصمة الكينية نيروبي، ان الاخير أكد للمبعوث الاميركي "تمسك الحركة بوثيقة وسطاء السلام التي رفضتها الخرطوم كأساس للتفاوض". وأعرب قرنق عن استياء "الحركة" من محاولات الخرطوم التنصل من "ايغاد" وايجاد منبر بديل للتفاوض، مؤكداً رفض "الحركة" أي بديل آخر والتزامها موعد استئناف المفاوضات المقرر الاربعاء المقبل. وطالب قرنق دانفورث والولايات المتحدة ودول الترويكا "بأن ترمي بثقلها وان ترسل رسالة واضحة الى الخرطوم للعودة الى التفاوض". وأكد دانفورث لقرنق "اهتمام الرئيس بوش شخصياً بالتوصل الى سلام" مشدداً على "أن الوقت الآن وقت السلام والقرارات الصعبة". وفي الاطار ذاته، يعقد دانفورث لقاء في نيروبي مع كبير الوسطاء في "إيغاد" الجنرال الكيني لازاراس سيمبويو لمعرفة الخطوات التي تراها أمانة "ايغاد" ممكنة لإعطاء عملية السلام قوة دفع جديدة وقوية. وكان دانفورث عقد مؤتمراً صحافياً أمس في نيروبي رويترز، أ ف ب قال فيه: "اعتقد بأن الجانبين قريبان جداً جداً من تسوية خلافاتهما اذا كانا يريدان السلام فعلا". ورأى ان "المشاكل العالقة تتعلق بالتأكيد ببعض المجالات المهمة لكنها ليست حساسة الى هذا الحد وبعيدة عن ان يكون حلها اصعب من تلك المسائل التي تمت تسويتها". وتابع :"ماذا يريد الجانبان؟ بصراحة لا اعرف". وكان الجانبان وقعا منذ عام اتفاق سلام في مشاكوس في كينيا ينص على تقاسم السلطة خلال مرحلة انتقالية حددت بستة اشهر يمكن في نهايتها للجنوب ان يقرر مصيره في استفتاء على حق تقرير المصير. وقال دانفورث : "اعتقد بأننا سنعرف في الاسابيع القليلة المقبلة اذا ما كان هناك حل. وأعتقد بأننا في نهاية اللعبة... سنعرف قريباً جداً ما اذا كان هناك امل في السلام... وما اذا كان من الممكن التوصل الى اتفاق ... اذا استحال ذلك لا اعرف كمبعوث... ماذا نفعل بعد ذلك". واوضح ان المسائل العالقة تتعلق "بتقاسم الثروات والسلطة والمسائل الامنية ووضع العاصمة الخرطوم". ورأى ان هذه الخلافات "يسهل حلها". وزاد: "اذا كان كل طرف يريد السلام حقاً واذا كان كل طرف يتفاوض بحسن نيات عندها يمكن للقضايا الباقية ان تحل في وقت قصير للغاية على ما اعتقد. واعني بوقت قصير اسابيع وليس شهوراً... هذا هو السؤال المطروح دوماً... ما اذا كان الطرفان يريدان السلام بالفعل". من جهة اخرى، قلّلت الحكومة السودانية من قرار الكونغرس الاميركي إدانة الخرطوم لممارسة الرق ومطالبته ادارة الرئيس جورج بوش بمعاقبة السودان، واعتبرتها اتهامات غير موضوعية وقديمة. وقال وزير العدل علي محمد عثمان ياسين "ان قرار الكونغرس استند الى معلومات غير مؤسسة وغير موضوعية وقديمة"، واعتبره ضغطاً على حكومته للتأثير على موقفها التفاوضي في محادثات السلام مع "الحركة الشعبية". وكان الكونغرس اقر بالاجماع اول من امس ادانة السودان لممارسته الرق وطالب ادارة بوش بمعاقبته. الى ذلك، أعربت منظمة العفو الدولية عن قلقها لأوضاع حقوق الانسان في السودان ورسمت صورة قاتمة لانتهاكات الخرطوم لحقوق الانسان في تقرير بعنوان "السودان الوعود الجوفاء وانتهاكات حقوق الانسان". ودان التقرير انتهاكات حقوق الانسان في دارفور وقيام محاكم خاصة تصدر الأحكام بالاعدام وقضايا أخرى من دون محاكمات نزيهة.